حجاج بيت الله الحرام ينتظمون الليلة في مشعر منى.. وغدا يقفون على صعيد عرفات الطاهر

إيقاف العمل مؤقتا بمشاريع توسعة المسجد الحرام لسلامة الحجيج في هذا الموسم

عدد من حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة حيث توافد نحو 1.4 مليون حاج من خارج المملكة أمس (تصوير: أحمد حشاد)
عدد من حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة حيث توافد نحو 1.4 مليون حاج من خارج المملكة أمس (تصوير: أحمد حشاد)
TT

حجاج بيت الله الحرام ينتظمون الليلة في مشعر منى.. وغدا يقفون على صعيد عرفات الطاهر

عدد من حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة حيث توافد نحو 1.4 مليون حاج من خارج المملكة أمس (تصوير: أحمد حشاد)
عدد من حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة حيث توافد نحو 1.4 مليون حاج من خارج المملكة أمس (تصوير: أحمد حشاد)

يكتمل الليلة عقد صعود حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى الذي سيبيتون فيه الليلة اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، قبل تصعيدهم إلى عرفات الطاهر ليشهدوا الوقفة الكبرى على صعيده الطاهر غدا الجمعة الموافق 9 ذو الحجة 1435هـ.
يأتي ذلك وسط تكامل في الخدمات والإمكانات التي أعدتها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج إنفاذا لتوجيهات القيادة السعودية الرامية إلى تسخير كل الإمكانات والخدمات أمام وفود الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم وشعائرهم بكل يسر وسهولة وفي جو مفعم بالأمن والإيمان.
وبتوجيه من الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، تنظم الإدارة العامة لشؤون المتقاعدين بالقوات المسلحة رحلات حج لأبناء وبنات وزوجات وذوي شهداء القوات المسلحة، تقديرا وعرفانا بتضحيات أولئك الأبطال الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله، ودفاعا عن هذا البلد الأمين ومقدساته، ومكتسباته.
وكانت القوة المشاركة من القوات المسلحة السعودية، أكملت استعداداتها للمشاركة في موسم حج هذا العام، ووفرت قدراتها وطاقاتها البشرية والآلية والتقنية لخدمة الحجاج، ورفعت الوحدات المكلفة مهام خدمة الحجاج من جاهزيتها استعدادا لاستقبال ضيوف الرحمن لقضاء يوم التروية.
ووجه الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، جميع الجهات المعنية بخدمة الحجيج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بالبدء في تنفيذ الخطط الميدانية المعتمدة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج من مكة المكرمة إلى مشعر منى طوال هذا اليوم، مؤكدا ضرورة تكامل الخدمات والإمكانات التي أعدتها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج، وشدد على العمل من أجل تحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكة المكرمة إلى منى وتنظيم عملية حركة المشاة إليها من قبل جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن.
كما وجه أمير منطقة مكة المكرمة، الجهات المعنية بتوفير كل الاحتياجات الصحية والخدمية والتموينية، ومتابعة ذلك ميدانيا، والعمل على حل أي إشكاليات تواجه حجاج بيت الله الحرام فورا لتتفرغ وفود الرحمن لأداء مناسكهم في يسر وسهولة.
يأتي ذلك في وقت تستعد فيه كل الجهات المعنية بتنفيذ خطة حج هذا العام، لعملية التصعيد الكبرى من الساعات الأولى لصباح يوم غد الجمعة إلى عرفات، حيث يقف حجاج بيت الله الحرام، ويؤدون صلاة الظهر والعصر (جمع تقديم)، ويستمع حشد كبير منهم إلى خطبة عرفات في مسجد نمرة، ثم ينفرون بعد غروب الشمس إلى المشعر الحرام (مزدلفة) حيث يؤدون صلاتي المغرب والعشاء (جمع تأخير)، ويبيتون ليلتهم، قبل عودتهم إلى منى مرة أخرى في صباح 10 ذو الحجة (أول أيام عيد الأضحى) ليرموا جمرة العقبة، ويتحللوا من ملابس الإحرام (التحلل الأصغر)، فيما يعمد البعض منهم إلى نحر أضاحيهم أو التوكيل بنحرها.
من جهة أخرى، أعدت قيادة أمن الحج خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى، ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكة المكرمة إلى منى، إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة لمشعر منى.
وجندت قيادة قوات أمن الحج جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى بمتابعة مستمرة من الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا، لتيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم. وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة، وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل، لنقل الحجاج من وإلى المشاعر المقدسة.
وكان اللواء عثمان بن ناصر المحرج، مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج، تفقد أمس مواقع قوات الطوارئ الخاصة في المشاعر المقدسة، ووقف خلالها على استعدادات القوات في المشاعر المقدسة لتأمين أقصى درجات الراحة والأمن والأمان لضيوف الرحمن، وذلك إنفاذا لتوجيهات القيادة السعودية في هذا الشأن.
وفي شأن آخر، قال اللواء سليمان بن عبد الله العمرو، مدير عام الدفاع المدني، إن الدفاع المدني طالب الجهات المعنية بالمشروعات التي يجري تنفيذها بالمنطقة المركزية، بإيقاف العمل خلال حج هذا العام حفاظا على سلامة الحجيج، والوقاية من الأخطار التي ترتبط بالأعمال الإنشائية بهذه المشروعات.
وكان اللواء العمرو تفقد أمس وحدة الدفاع المدني الجديدة بباب الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي تشمل تجهيزاتها المعدات والآليات والقوى البشرية، للتأكد من جاهزيتها لأداء مهامها خلال موسم الحج.
ووقف أمين العاصمة المقدسة، الدكتور أسامة بن فضل البار، على جاهزية جميع الخدمات التي تقدمها الأمانة لحجاج بيت الله الحرام بالمشاعر المقدسة، واطمأن على سير المراحل النهائية للأعمال التي يقوم بها عدد من الشركات والمؤسسات التي جرى التعاقد معها على أداء بعض المهام التشغيلية وخدمات الصيانة.

* «منى».. المشعر الذي يشهد بداية النسك.. ونهايتها
* يقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو واد تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر، وهو أحد المشاعر المقدسة الثلاثة «منى - عرفات - مزدلفة»، كما أنه المشعر الذي يعود إليه الحجاج بعد رحلة تمتد يوما وليلة، وفيه تنتهي مناسكهم.
وبحسب المؤرخين، فإن تسمية «منى» أتت لما يراق فيه من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لتمني آدم فيه الجنة، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس به، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس «مِنى».
وبمنى رمى إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل عليه السلام، وفيه قال عز وجل «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فانظُرْ ماذا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم».
وفي هذا المشعر، نزلت سورة «النصر» أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم. وبمنى جرت بيعتا الأنصار المعروفتان ببيعتي العقبة الأولى والثانية، حيث بايعه عليه الصلاة والسلام في الأولى 12 شخصا من أعيان قبيلتي الأوس والخزرج، فيما بايعه في الثانية 73 رجلا وامرأتان من أهل المدينة، وكانتا قبل هجرته عليه أفضل الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة. وقد بنى الخليفة المنصور العباسي مسجدا عُرف بـ«مسجد البيعة» في موضع البيعتين ذاته، سنة 144هـ، وأعاد عمارته لاحقا المستنصر العباسي، ويبعد المسجد نحو 300 متر من جمرة العقبة على يمين الجسر النازل من منى إلى مكة المكرمة.
ويقضي الحاج بمنى يوم التروية، وهو يوم 8 ذو الحجة، ويستحب فيه المبيت في منى تأسيا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسمي «التروية» لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون إليه، وفي هذا اليوم يذهب الحجيج إلى منى حيث يصلي الناس الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا دون جمع.
ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذي الحجة ومن ثم المبيت في مزدلفة، ويقضون في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم الكبرى.. «ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه».
وكما جاء في القرآن الكريم: «وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ»، والمقصود بها أيام منى المكان الذي يبيت فيه الحاج ليالي معلومات من ذي الحجة؛ يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.