رئيس الوزراء الفلسطيني يلتقي مسؤولا إسرائيليا لبحث إعمار غزة

جرى الاتفاق على فتح المعابر وإدخال تسهيلات على حركة الأفراد

رامي الحمد الله
رامي الحمد الله
TT

رئيس الوزراء الفلسطيني يلتقي مسؤولا إسرائيليا لبحث إعمار غزة

رامي الحمد الله
رامي الحمد الله

أكد مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون وجود تقدم في مباحثات تفصيلية بين الجانبين، مكملة لتفاهمات وقف إطلاق النار في القاهرة، نتج عنها إدخال تسهيلات على حركة الأفراد في قطاع غزة، على أن تستكمل المفاوضات حول باقي القضايا، بما فيها إعمار غزة، اليوم.
وقالت مصادر إسرائيلية إن رامي الحمد الله، رئيس الوزراء الفلسطيني، التقى في مدينة رام الله أول من أمس مع مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى (يوآف مردخاي، منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق)، وبحث معه «تغيير الواقع في قطاع غزة»، حيث جرى الاتفاق على جملة من القرارات التي من شأنها رفع المعاناة عن سكان قطاع غزة.
وأكد مصدر سياسي إسرائيلي أن الهدف من هذا الاجتماع كان تغيير الواقع في قطاع غزة، وأنه جرى الاتفاق على السماح لسكان القطاع الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما بالصلاة في المسجد الأقصى في الأعياد، إضافة إلى منح تسهيلات تجارية كبيرة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يسمح بوصول البضائع من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، ويشمل ذلك الأسماك، والسماح كذلك للطلاب من قطاع غزة بالالتحاق بجامعات الضفة الغربية، أو السفر إلى الخارج للتعليم.
كما جرى الاتفاق على فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل لـ200 يوم في السنة، وكذا السماح للأطفال حتى عمر 16 سنة بزيارة أقاربهم في الضفة الغربية، والسماح للجد والجدة بزيارة عائلاتهم بالضفة.
وأكد مسؤول كبير في الارتباط الفلسطيني أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي سمحت ولأول مرة منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في منتصف يونيو (حزيران) 2007 بإصدار تصاريح زيارة لأهالي قطاع غزة، إلى مدينة القدس المحتلة. وقال إن التصاريح اللازمة لدخول 500 فلسطيني، ممن تزيد أعمارهم على الستين وصلت بالفعل إلى الجانب الفلسطيني، وتحمل تواريخ الأحد والاثنين والثلاثاء من الأسبوع المقبل.
وأصدر المركز الإعلامي الحكومي، بيانا توضيحيا بعد اتهام الحمد الله بعقد لقاءات سرية تفاوضية مع إسرائيل، قال فيه إن اجتماعا آخر سيعقد اليوم بين مسؤولين في حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية وممثلين عن الجانب الإسرائيلي، من «أجل إقرار آليات تنفيذ عملية الإعمار وعرضها خلال مؤتمر المانحين المزمع عقده في القاهرة بخصوص إعادة إعمار قطاع غزة».
وأوضح المركز الإعلامي أنه «بناءً على تكليف من الرئيس محمود عباس قامت وزارة الشؤون المدنية، وبترتيب مع مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سري بعقد اجتماع مع الجانب الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، لوضع آلية تنفيذية من أجل إدخال المواد اللازمة لإعادة إعمار قطاع غزة، وتم خلال الاجتماع نقاش خطة عملية مع كافة جهات الاختصاص، تشمل تسهيل وتوسيع عمل معابر قطاع غزة بكامل طاقتها من أجل تنفيذ برنامج إعادة الإعمار على أكمل وجه. وقد حضر الاجتماع عن الجانب الفلسطيني رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، ونائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد د. محمد مصطفى، ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ وعن الجانب الإسرائيلي منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية يوآف مردخاي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.