الجعفري: بغداد تعد خطة للانفتاح على المحيط العربي

قيادي في التيار الصدري: ائتلاف المالكي يمارس دورا معرقلا

إبراهيم الجعفري
إبراهيم الجعفري
TT

الجعفري: بغداد تعد خطة للانفتاح على المحيط العربي

إبراهيم الجعفري
إبراهيم الجعفري

أشاد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بالموقفين العربي والدولي الداعمين للعراق في حربه ضد «داعش»، وبخاصة ما أسفر عنه مؤتمرا جدة وباريس.
وفي وقت أكد فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في تصريح متلفز أمس عدم رغبته في مشاركة الدول العربية في الغارات ضد تنظيم داعش في إطار الحشد الدولي في العراق، فإن الجعفري، في مؤتمر صحافي بوزارة الخارجية، أكد أن العراق لا يريد «الدخول في المحاور الدولية والإقليمية أو في صراعاتها، وإنما ندخل مراعاة لمصالح الشعب العراقي، ونحن قادرون على حماية بلدنا واستنهاض وحشد الدعم، ولا نريد أن يكون العراق في دائرة صراع لمشاكل دول إقليمية ومنها إيران».
وأضاف الجعفري أن «العراق ليس بحاجة للقواعد العسكرية الأجنبية، وقلنا للدول الصديقة والحشد الدولي إننا لسنا في أزمة بعدد المقاتلين، ولا نحتاج لقوات برية، وإنما نريد أسلحة وأجهزة ومعدات عسكرية»، مشيرا إلى أن بلاده تخوض «حربا بالوكالة عن العالم ضد (داعش)، والمجتمع الدولي أكد دعمه العراق، وهذا ما سمعناه في مؤتمرات جدة وباريس ونيويورك».
وأوضح الجعفري أن «الحاجة لزيادة الضربات الجوية الدولية يتوقف على الوضع الميداني، ولكن الأهم أن لا يتحول هذا الدعم الدولي إلى قاعدة عسكرية وإعادة شبح الوجود الأجنبي في العراق، وأكدنا للدول الصديقة على ضرورة تجنب الإضرار بالبنى التحتية وعدم المساس بالسيادة الوطنية». وتابع أن «الأيام الماضية شهدت حركة دبلوماسية مزدحمة من قبل دول العالم، ولن نسمح لأحد باختراق السيادة العراقية».
وبشأن مؤتمر جدة، قال الجعفري إن «مؤتمر جدة كانت فيه اللقاءات إيجابية عالية وممتازة، وركزنا على الخطاب العراقي الجديد»، مشيرا إلى أن «العراق لا يريد أن يراوح في علاقاته، وأن لا يكون التاريخ عقدة في التحرك بعلاقتنا مع دول الجوار». وأضاف: «استراتيجيتنا الجديدة هي الانفتاح والتفكير لما بعد (داعش) والعمل في إطار تبادل المصالح المشتركة مع دول العالم».
وعن العلاقة بين العراق والسعودية قال الجعفري إن «السعودية أعطت انطباعا إيجابيا»، مشيرا إلى أن الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أكد له أن «السفارة السعودية لدى العراق سيجري افتتاحها في بغداد».
في سياق متصل، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي في تصريحات لقناة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه يعارض المشاركة العربية في غارات جوية ضمن التحالف الدولي في العراق. وأضاف: «قراري في الوقت الراهن هو ضد المشاركة العربية في الغارات ضد (داعش)».
من جهته، أشار قيادي التيار الصدري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، إلى وجود «خلافات داخل التحالف الوطني لجهة الانفتاح العراقي على المحيط العربي، لا سيما أن هناك ضغوطا إيرانية تمارس على أطراف داخل التحالف لجهة أن يكون الانفتاح مرتبطا بمدى مقبولية إيران لهذا الانفتاح من زاويتين، الأولى هي مدى التقدم في الحملة ضد (داعش) بما لا يؤدي إلى الإضرار بإيران، والثانية مدى ما يجري الحديث عنه من انفتاح إيراني متبادل مع بعض الدول الخليجية وفي المقدمة منها السعودية».
وأضاف القيادي أن «الطرف الأكثر عرقلة لهذا الانفتاح هو ائتلاف دولة القانون (بزعامة رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية حاليا نوري المالكي) الذي يحاول الضغط باتجاهات مختلفة، سواء داخل الهيئة السياسية للتحالف أو خارجه من خلال الميليشيات التي ترتبط بعلاقات قوية مع المالكي، والتي باتت تجد في سياسات العبادي عرقلة للكثير مما تريد القيام به وتسعى إليه».
وبشأن ما إذا كان وزير الخارجية الجعفري خارج سياق التأثير الإيراني وهو يرتبط بعلاقات جيدة مع إيران قال القيادي: «هناك فرق بين علاقة متوازنة مع إيران، وهو ما ينطبق على المجلس الأعلى والتيار الصدري والجعفري، وحتى رئيس المؤتمر الوطني أحمد الجلبي، وبين أن تكون هذه العلاقة تبعية لها، وبالتالي فإن الجعفري يحتفظ بعلاقة جيدة مع إيران، لكنه لا ينفذ سياساتها، كما أن لديه مقبولية عربية، وهو ما يمكن أن يساعده في ذلك إلى حد كبير».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.