الجزائر أمام احتمال «ولاية خامسة... من دون بوتفليقة»

في ضوء كثرة المرشحين المحسوبين على نظام الرئيس السابق

جانب من الحراك الشعبي الذي شهدته العاصمة الجزائرية الأسبوع الماضي (رويترز)
جانب من الحراك الشعبي الذي شهدته العاصمة الجزائرية الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

الجزائر أمام احتمال «ولاية خامسة... من دون بوتفليقة»

جانب من الحراك الشعبي الذي شهدته العاصمة الجزائرية الأسبوع الماضي (رويترز)
جانب من الحراك الشعبي الذي شهدته العاصمة الجزائرية الأسبوع الماضي (رويترز)

ستنحصر المنافسة في انتخابات الرئاسة الجزائرية، المقررة في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، على مرشحين كانوا مقرّبين من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وبعضهم مارس مسؤوليات كبيرة في عهده. وسيشهد الموعد، إن نجحت السلطة في إجرائه، غياب قادة أحزاب المعارضة، للمرّة الأولى منذ أول رئاسية تعددية جرت في 1995.
وكتب وزير التعليم العالي سابقاً، عبد السلام علي راشدي، في حسابه على موقع «فيسبوك»، أمس، معلقاً على غياب المعارضة عن الاستحقاق، فقال: «كل أحزاب وشخصيات المعارضة ستغيب عن انتخابات 12 ديسمبر (كانون الأول)، التي إن تم تنظيمها ستجري في شكل منافسة تمهيدية بين مرشحي السلطة. ستكون سابقة عالمية». وكان راشدي يشير بذلك إلى شخصيات حزبية وأخرى غير حزبية، تنتمي إلى النظام، أعلنت سحب استمارات لجمع 50 ألف توقيع يسمح لها بالترشح للرئاسة، وهو استحقاق أحدث انقساماً بين الجزائريين، بين مؤيد لإجرائه في الظروف الحالية وبين رافض له. ويقول معارضون للنظام إن كثرة عدد الترشيحات المحسوبة على الرئيس السابق توحي بأن البلاد مقبلة على «ولاية خامسة من دون بوتفليقة»، في إشارة إلى الحراك الشعبي الذي بدأ في فبراير (شباط) الماضي احتجاجاً على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة.
ومن أبرز المحسوبين على «نظام بوتفليقة»، ممن عقدوا العزم على دخول المنافسة على الرئاسة، رئيس وزرائه سابقاً عبد المجيد تبون (72 سنة)، الذي ارتبط اسمه بـ«فضيحة الخليفة» (2003) التي تحمل اسم رجل الأعمال عبد المؤمن رفيق الخليفة المسجون بتهم فساد. وكان تبون وزيراً لما بنى الخليفة إمبراطورية مالية ضخمة. ويوجد نجله، خالد، في السجن منذ عام ونصف العام، لضلوعه في ملف فساد في مجال العقار.
والشائع في البلاد حالياً أن تبون هو مرشح قيادة الجيش للانتخابات المقبلة، رغم النفي القاطع الذي ورد على لسان رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، الذي وصف الأمر بـ«الإشاعة» ونسبها لـ«أذناب العصابة».
ويشهد المعترك الرئاسي أيضاً مشاركة وزير الجالية الوطنية بالخارج سابقاً، بلقاسم ساحلي، الذي دافع عن «حق المشاركة في صناعة مستقبل بلدي». وكان ساحلي أحد أبرز المتحمسين لاستمرار بوتفليقة في الحكم عندما كان عاجزاً عن الحركة بسبب المرض. ويرأس ساحلي (48 سنة) حزباً صغيراً اسمه «التحالف الوطني الجمهوري». وهناك من يستبعد أن تراهن عليه السلطة لقلة تجربته في تسيير الشأن العام وفي الممارسة السياسية.
ويعدّ عز الدين ميهوبي وزير الثقافة في آخر حكومة في عهد بوتفليقة، من المحسوبين على «النظام البوتفليقي»، وقد ترشح للانتخابات أيضاً ويرأس حالياً حزب «التجمع الوطني الديمقراطي» حزب رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى المسجون بتهم فساد. وميهوبي شاعر وكاتب صحافي، وهناك من يرى أن حظوظه في الوصول إلى قصر الرئاسة ضئيلة.
ويُحسب رئيس الوزراء السابق علي بن فليس، على النظام السابق أيضاً، برغم أنه كان خصماً عنيداً لبوتفليقة في رئاسيتي 2004 و2009. وكان في الرئاسية الأولى مرشح رئيس أركان الجيش السابق الجنرال محمد العماري (متوفى)، ولما خسرا المعركة ضد بوتفليقة، انسحبا من السلطة. وخسر بن فليس الرهان مجدداً قبل 5 سنوات أمام المنافس ذاته، ويعود من جديد للمشاركة في الرئاسية المقبلة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.