التحالف يؤكد أن الحل في اليمن عبر تنفيذ القرار 2216

TT

التحالف يؤكد أن الحل في اليمن عبر تنفيذ القرار 2216

أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن أن الحل السياسي للأزمة اليمنية هو الخيار الأفضل للشعب اليمني لإنهاء الانقلاب، مبيناً هذا الأمر يتحقق عبر انصياع الحوثيين لقرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني الشامل.
وأوضح العقيد ركن تركي المالكي المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن أن إعلان الميليشيات الحوثية خفض التصعيد يتوجب وقف الأعمال الإرهابية في مضيق باب المندب وتهديد الملاحة والتجارة الدولية.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي أمس بالرياض «التحالف مع الحل السياسي، والخيار العسكري هو أداة للضغط على الميليشيات للجلوس على طاولة المفاوضات».
ولفت المالكي إلى أن «المجتمع الدولي عبر عن إرادته لحل الأزمة اليمنية سياسياً من خلال قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنفيذ مخرجات الحوار اليمني الشامل (...) الميليشيات الحوثية بالدعم الذي تتلقاه من الحرس الثوري الإيراني تهدد التجارة والملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتنتهك حقوق الإنسان في اليمن، عليها الانصياع للمرجعيات الثلاث».
وعبر المتحدث باسم التحالف عن أسفه لما وقعت فيه عدد من وكالات ووسائل الإعلام العالمية من نقل معلومات مضللة بثتها الميليشيا الحوثية الإرهابية بشأن ما سمته السيطرة على ثلاثة ألوية وأسر آلاف الجنود، وتابع: «هذا أمر مؤسف، تنقل قنوات عالمية عن إعلام ميليشيا انقلابية إرهابية، من غير المناسب أن يكون هناك رد على مثل هذه الادعاءات، نعلم أن هذا إعلام مضلل يختلق الأحداث ويحاول التضليل على الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي».
ولفت العقيد تركي إلى أن «الميليشيات الحوثية سبق وذكرت في مناسبات كثيرة بأنها دكت المطارات (...) وإطلاق الصواريخ حققت أهدافها بينما يتم اعتراضها، هناك الكثير من الادعاءات حتى المسرحية الأخيرة، هذه حملة إعلامية مضللة».
وقال المالكي: «لقد وضحنا في 26 أغسطس (آب) الماضي محاولة الميليشيا الالتفاف على الجيش الوطني اليمني مستخدمين الدفع بأمواج بشرية، وقد تم استهداف العناصر الإرهابية بإسناد جوي ناري من التحالف، حيث قتل أكثر من 1500 شخص منهم فقط خلال هذه المحاولة، وتدمير أكثر من 250 آلية وشاحنة نقل أسلحة».
وأفاد المتحدث باسم التحالف بأن الميليشيات الحوثية الإرهابية لا تزال مستمرة في خرق اتفاق استوكهولوم حيث بلغت الخروقات حتى الآن 7697 اختراقا. كما وصل عدد الصواريخ الباليستية إلى نحو 265 صاروخا أطلق باتجاه الأراضي السعودية.
وفي الموقف العملياتي، أكد العقيد المالكي استمرار طيران التحالف بدعم وإسناد قوات الجيش الوطني اليمني في مختلف المحاور التي تحقق انتصارات نوعية.


مقالات ذات صلة

انفجار أسعار في مناطق سيطرة الحوثيين يخنق معيشة السكان

العالم العربي يمنيان يبيعان الحبوب المنتجة محلياً في سوق بوسط صنعاء (إ.ب.أ)

انفجار أسعار في مناطق سيطرة الحوثيين يخنق معيشة السكان

التهمت موجة غلاء جديدة ما تبقّى من قدرة السكان الشرائية، في مناطق سيطرة الحوثيين الذين يضاعفون الجبايات، بالتوازي مع تراجع عالمي في أسعار المواد الاستهلاكية

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي أكد طارق صالح أن الظروف الراهنة مواتية لصالح حسم المعركة واستعادة الدولة ومؤسساتها (سبأ)

مسؤولان يمنيان يرفعان جاهزية الجبهات العسكرية

يعتقد المسؤولون اليمنيون أن جماعة الحوثي هي العدو الرئيسي والوحيد للشعب اليمني، وأن الظروف الراهنة مواتية لصالح حسم المعركة، واستعادة الدولة ومؤسساتها.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي الجماعة الحوثية منحت مهدي المشاط رئيس مجلس حكمها شهادة الماجستير (إعلام حوثي)

هوس قادة الحوثيين بالشهادات العليا يفاقم انهيار التعليم الجامعي

يتعرض طلاب الدراسات العليا في الجامعات اليمنية لابتزاز قادة حوثيين لإعداد رسائلهم للماجستير، والدكتوراه، في حين يجري إغراق التعليم الجامعي بممارسات كسب الولاء

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طائرة أميركية مسيرة من طراز «إم كيو - 9» (أرشيفية - أ.ب)

اليمن: مقتل قيادي بارز بـ«القاعدة» بغارة أميركية في مأرب

أكد مصدر أمني يمني، مساء السبت، مقتل قيادي بارز في تنظيم «القاعدة»، في ضربة بطائرة أميركية من دون طيار في محافظة مأرب، شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عناصر حوثيون أمام شاشة كبيرة تنقل صوراً لهجمات نفَّذتها الجماعة في البحر الأحمر (غيتي)

سباق الظلام… الحوثيون يحاولون تجاوز اختراقهم من إسرائيل

لجأ الحوثيون لتشديد إجراءاتهم الأمنية لحماية قياداتهم من الاستهداف الإسرائيلي، كتعطيل كاميرات المراقبة وتغيير هوياتهم يومياً وتنويع وسائل تنقلهم وتمويه تحركاتهم

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون يحاصرون فقراء صنعاء بمنع المبادرات التطوعية

الفقر دفع آلاف الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين للعمل وترك المدارس (أ.ف.ب)
الفقر دفع آلاف الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين للعمل وترك المدارس (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يحاصرون فقراء صنعاء بمنع المبادرات التطوعية

الفقر دفع آلاف الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين للعمل وترك المدارس (أ.ف.ب)
الفقر دفع آلاف الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين للعمل وترك المدارس (أ.ف.ب)

في وقت تتصاعد فيه مخاوف دولية من انزلاق اليمن إلى مستويات كارثية من الجوع، تواصل الجماعة الحوثية فرض قيود مشددة على المبادرات الشبابية الطوعية التي شكلت خلال السنوات الماضية متنفساً رئيسياً للآلاف من أشد الأسر فقراً في العاصمة المختطفة صنعاء.

مصادر حقوقية في صنعاء أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن قيادات حوثية في ما يُسمى «المجلس الأعلى لتنسيق الأعمال الإنسانية»، رفضت خلال الأيام الماضية طلبات رسمية تقدمت بها ثلاث مبادرات تطوعية لتقديم مساعدات نقدية وعينية لأكثر الأحياء فقراً في مديريات معين وشعوب والتحرير.

وتشمل تلك المساعدات بطانيات ووجبات ساخنة وملابس شتوية وسلالاً غذائية، إضافة إلى مبالغ نقدية رمزية للإسهام في تخفيف معاناة الأسر التي تعيش أوضاعاً متردية مع بداية موجة البرد القارس. لكن الجماعة، وفق المصادر، لم تكتفِ بالمنع، بل ألزمت القائمين على المبادرات بتسليم كل ما لديهم من معونات وكشوفات المستفيدين لـ«المجلس الأعلى» و«هيئة الزكاة» التابعة لها، بزعم أنهما الجهتان المخولتان بتوزيع المساعدات.

ملايين اليمنيين فقدوا مصادر عيشهم بسبب الانقلاب والحرب الحوثية (الأمم المتحدة)

وقال أعضاء في فريق تطوعي بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» إنهم تعرضوا للتهديد بالاعتقال والغرامة بعد توجههم قبل أيام إلى جهات حوثية لطلب إذن مسبق لتوزيع مساعدات في أحياء مكتظة بالفقراء.

وقال أحدهم: «كنا كل عام نوزع بطانيات ومواد غذائية، أما اليوم فأصبح الأمر شبه مستحيل بسبب التضييق المتواصل على العمل الإنساني». وأضاف: «الجماعة تريد أن يكون كل شيء عبرها فقط، حتى لو مات الناس من البرد والجوع».

خنق الأعمال الإنسانية

تشير شهادات متطوعين سابقين إلى أن الجماعة الحوثية كثّفت في الشهور الأخيرة من استدعاء القائمين على المبادرات، لإرغامهم إما على وقف أنشطتهم أو الحصول على تراخيص «معقدة» تتطلب دفع مبالغ مالية وتقارير مفصلة.

وكشف متطوع سابق عن إيقاف مبادرتهم في منطقة سعوان بتهمة العمل دون تصريح، رغم أن تمويلها يعتمد على جهود شخصية وتبرعات بسيطة من سكان الحي.

ويشكو سكان في صنعاء من أن الحوثيين يوقفون بشكل متعمد ومع سبق الإصرار المساعدات التي تصل عبر المبادرات الشبابية أو من تجار وجمعيات خيرية، مؤكدين أن هذه المبادرات كانت «الملاذ الأخير» لهم في ظل غياب أي برامج دعم رسمية.

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (الشرق الأوسط)

وتروي أم عبد الله، وهي أرملة تعيش مع طفلين في حي سعوان، جانباً من هذا الحرمان: «آخر مرة حصلنا على بطانيات وسلة غذائية كانت قبل عامين، ومنذ توقف مبادرة شباب الحي ونحن نعيش في برد وجوع. لا نستطيع شراء الحطب ولا نملك القوت الضروري».

وتحمّل أم عبد الله، إلى جانب أسر فقيرة أخرى، الجماعة مسؤولية حرمانهم من وسائل التدفئة والغذاء، وتقول إن سياسات النهب والتجويع التي تُمارسها تسببت في انهيار حياتهم المعيشية.

أما «ابتسام»، وهو اسم مستعار لمتطوعة أخرى، فتؤكد أن الحاجة في صنعاء «لم تعد تقتصر على البطانيات، بل تشمل وقود الطهي، والملابس الشتوية، والغذاء للأطفال، وحتى إيجارات المنازل».

وتتهم قيادات الجماعة بالسعي إلى احتكار كل أشكال الدعم الخيري وتحويلها إلى قنوات مرتبطة بها، ما يجعل آلاف الأسر خارج نطاق المساعدة.

خطر المجاعة

تأتي هذه الممارسات الحوثية في وقت حذرت فيه منظمتا «الأمم المتحدة للأغذية والزراعة» و«برنامج الأغذية العالمي» من أن اليمن يُعد من بين سبع دول مهددة بالانزلاق إلى المجاعة خلال الأشهر المقبلة، إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لمعالجة تفاقم انعدام الأمن الغذائي.

ملايين اليمنيين فقدوا أعمالهم وسبل العيش نتيجة الصراع (الشرق الأوسط)

وأوضح تقرير مشترك للمنظمتين حول «النقاط الساخنة للجوع» أن مزيجاً من النزاعات المسلحة والانهيارات الاقتصادية وتغير المناخ والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، يدفع ملايين الأشخاص نحو مستويات خطيرة من الجوع الحاد.

وأشار التقرير إلى أن القيود المفروضة على المساعدات، وعرقلة وصولها إلى أكثر الفئات تضرراً، تُعدان من أبرز العوامل التي قد تدفع اليمن إلى وضع «كارثي»، إذا لم تُنفذ تدخلات إنسانية عاجلة وفعّالة خلال الفترة القريبة المقبلة.


دعم دولي لإشراك المرأة اليمنية في صنع القرار

القيادات النسائية في اليمن يطالبن بمشاركة منصفة في الهيئات الحكومية والحزبية (إعلام محلي)
القيادات النسائية في اليمن يطالبن بمشاركة منصفة في الهيئات الحكومية والحزبية (إعلام محلي)
TT

دعم دولي لإشراك المرأة اليمنية في صنع القرار

القيادات النسائية في اليمن يطالبن بمشاركة منصفة في الهيئات الحكومية والحزبية (إعلام محلي)
القيادات النسائية في اليمن يطالبن بمشاركة منصفة في الهيئات الحكومية والحزبية (إعلام محلي)

في وقت تتواصل فيه القيود الخانقة التي تفرضها الجماعة الحوثية على النساء، من منع الأنشطة إلى التضييق على الحركة، والعمل، والتعليم، تتعالى الأصوات النسائية اليمنية مطالبةً بشراكة كاملة في عملية السلام، واتخاذ القرار.

وتؤكد قيادات نسوية بارزة أن أي تسوية سياسية أو مستقبل آمن لليمن لا يمكن أن يتحقق دون تمثيل فاعل للنساء في المفاوضات، والمواقع القيادية، سواء على المستوى المركزي، أو المحلي، وفي هيئات الرقابة، والمساءلة.

القمة النسوية

في هذا السياق، اختتمت في مدينة عدن حيث العاصمة اليمنية المؤقتة، الاثنين، أعمال «القمة النسوية اليمنية الثامنة» التي شاركت فيها أكثر من 240 امرأة من القيادات المجتمعية، والأكاديميات، والمبادرات المحلية، إلى جانب ممثلات الأمم المتحدة، وشركاء دوليين.

وناقشت المشاركات ملفات السلام، والعدالة الانتقالية، وحماية النساء، إضافة إلى تعزيز ريادة الأعمال النسوية، والدور الاقتصادي، والاجتماعي للمرأة في مرحلة ما بعد الحرب.

بينما يواصل الحوثيون قمع اليمنيات اجتمعت القيادات النسوية في عدن (إعلام محلي)

وقدمت مها عوض، منسقة «القمة النسوية»، واحدة من أكثر المداخلات وضوحاً، وانتقاداً، إذ هاجمت السياسات الحكومية المتعلقة بالمرأة، معتبرة أنها تفتقر إلى المسؤولية اللازمة للتعامل مع واقع عدم المساواة المتجذر في البلاد.

وقالت عوض إن هذه المقاربات الرسمية تشكل عائقاً حقيقياً أمام تحقيق أجندة «المرأة، والسلام، والأمن»، مؤكدة أن استمرار تصدّر اليمن المرتبة الأخيرة في مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين لمدة 14 عاماً متتالية يعكس «دولة راسخة في عدم المساواة».

السلام الحقيقي

وشددت منسقة «القمة النسوية» على أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يكون على حساب حقوق النساء، ولا يمكن أن يُبنى بتجاهل أدوات التغيير المجتمعي التي تقودها النساء منذ سنوات. ودعت إلى تضافر الجهود المدنية لمعالجة التحديات العميقة في المشهد السياسي، خصوصاً ما يتعلق بإقصاء النساء، وتهميش مشاركتهن في العملية السياسية.

إصرار اليمنيات

وفي مقابل استمرار الحوثيين في قمع النساء، وانتهاك حقوقهن، أكدت ناشطات أن الحراك النسوي في عدن ومختلف المحافظات المحررة يعكس إصرار المرأة اليمنية على عدم التراجع، أو الصمت، وأن مشاركتهن في القمة هي رسالة واضحة برفض الإقصاء، والاستسلام للظروف الصعبة.

رسالة أممية

رأت دينا زوربا، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن، أن انعقاد القمة النسوية عاماً بعد عام -رغم التحديات الأمنية والاقتصادية- يمثل إعلاناً صريحاً بأن المرأة اليمنية ليست على الهامش، بل في صميم المستقبل السياسي والاجتماعي للبلاد.

وأكدت المسؤولة الأممية أن لحظة التحولات المفصلية التي يمر بها اليمن تحتم تقرير من سيجلس على طاولة صنع القرار، ومن سيعيد بناء المؤسسات، ويقود عملية التعافي الوطني، مشددة على أن النساء يجب أن يكن في صدارة هذه العملية.

حضور ودعم دولي متواصل لمشاركة اليمنيات في صنع القرار (إعلام محلي)

وقالت زوربا إن النساء اليمنيات تحملن العبء الأكبر خلال الحرب، فكنّ العصب الأساسي لتماسك المجتمعات، وأعدن تشغيل المدارس، والمراكز الصحية، وشاركن في الوساطات المجتمعية، وشكلن شبكات حماية محلية فعّالة، مما جعلهن عنصراً لا يمكن تجاوزه في عملية استعادة الدولة، وإدارة السلام القادم.

وطالبت المسؤولة الأممية بإدراج النساء بنسبة مؤثرة في جميع مفاوضات السلام المقبلة دون استثناء، معتبرة أن غيابهن المتكرر عن طاولات الحوار يمثل خطأً استراتيجياً يتكرر منذ عقود. كما دعت إلى تعيين النساء في المناصب القيادية داخل المحافظات، والوزارات، وفي المجالس المحلية، وهيئات الرقابة، والمساءلة.

وشددت زوربا على ضرورة إصدار تشريعات تضمن حماية النساء من العنف، وتسهيل وصولهن إلى العدالة، وقالت: «لا يمكن بناء يمن حديث بأدوات قديمة، ولا دولة قوية وهي تستبعد نصف طاقتها البشرية».

كما حثت المجتمع الدولي والمانحين على الاستثمار في البرامج الاقتصادية التي تقودها النساء، ليس بشكل محدود، بل عبر مشاريع كبيرة تُحدث تحولاً في الأسواق المحلية، وتوفر فرص عمل حقيقية، داعيةً كذلك إلى التعامل مع منظمات المرأة باعتبارها شركاء تنفيذيين رئيسين، وليس مجرد مستفيدين من الدعم.

وشددت المسؤولة الأممية على أن أي خطة أو استراتيجية أو تدخل إنساني أو تنموي يجب أن يُصمم بمشاركة النساء، وأن أي عملية سلام تُدار دونهن هي عملية ناقصة محكوم عليها بالفشل.


رؤية يمنية في منتدى الدوحة لإعادة بناء الثقة وصناعة السلام

جانب من مشاركة عضو مجلس القيادة اليمني في منتدى الدوحة (إعلام حكومي)
جانب من مشاركة عضو مجلس القيادة اليمني في منتدى الدوحة (إعلام حكومي)
TT

رؤية يمنية في منتدى الدوحة لإعادة بناء الثقة وصناعة السلام

جانب من مشاركة عضو مجلس القيادة اليمني في منتدى الدوحة (إعلام حكومي)
جانب من مشاركة عضو مجلس القيادة اليمني في منتدى الدوحة (إعلام حكومي)

في ختام النسخة الثالثة والعشرين من منتدى الدوحة، قدّم عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عبد الله العليمي، رؤية شاملة لمستقبل اليمن والمنطقة خلال مداخلته ضمن حلقة نقاشية لدراسة التحديات العالمية المتزايدة، من تصاعد الصراعات، واتساع فجوات عدم المساواة، إلى تراجع الثقة بالمؤسسات.

واستعرض العليمي في كلمته الملامح العامة للأزمة اليمنية، مؤكداً أنها «منذ 2014 تحوّلت من خلاف سياسي داخلي إلى حرب معقدة متعددة المستويات، تتقاطع فيها العوامل السياسية والطائفية والاقتصادية والإقليمية والدولية».

وأشار إلى أن انقلاب الجماعة الحوثية مثّل نقطة تحول دفعت البلاد بعيداً عن مسار الدولة المدنية والحكم الرشيد الذي أسّس له مؤتمر الحوار الوطني، نحو مرحلة أكثر خطورة تهدد الأمن الإقليمي والدولي.

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الله العليمي متحدثاً في منتدى الدوحة (إعلام حكومي)

وقال العليمي إن «الميليشيات الحوثية لم تكتفِ بالتمرد على مؤسسات الدولة، بل أصبحت مصدراً لعدم الاستقرار الإقليمي، ومرتبطة بشبكات إرهابية في دول أخرى، منها الصومال، في حين بات قرارها السياسي والعسكري مرتهناً لإيران ومحور ما يسمى (المقاومة). وهذا الارتباط زاد من تعقيد الصراع ووسّع دائرة تهديده».

وشدّد عضو مجلس القيادة الرئاسي على أن «السلام الحقيقي يبدأ بإنهاء الحرب ومعالجة جذور الصراع، وأن الحكومة اليمنية لا تزال متمسكة بالسلام منذ اليوم الأول، لكن المطلوب سلام يعيد الدولة وينهي الانقلاب ويضمن لليمنيين مستقبلاً آمناً»، مشيراً إلى أن «السلام ليس تجميداً للصراع، بل إنهاء لأسبابه».

فرصة للحل

لفت العليمي إلى أن اليمن يمكن أن يتحول من نموذج للصراع إلى نموذج للحل إذا أعادت المقاربات الإقليمية والدولية النظر إليه، ليس بوصفه تهديداً أمنياً، بل كمساحة اقتصادية واعدة تمتلك شواطئ طويلة، وموارد طبيعية، وبيئة سياحية، وطاقة بشرية شابة يمكن البناء عليها. وأوضح أن تغيير هذه النظرة كفيل بتحويل أطراف الصراع شركاء في التنمية حين تتوفر بيئة اقتصادية جديدة تحفّز الاستقرار.

وأشار عضو مجلس الحكم اليمني إلى أن بلده اليوم بات أكثر تأثراً بالصراعات الدولية منه مؤثراً فيها، وأن الظروف الراهنة رغم صعوبتها تمثل فرصة لإطلاق مسار سلام جديد واقعي وشامل يضع في الحسبان التغيرات الإقليمية والدولية، ويعيد تمكين الدولة اقتصادياً ومؤسسياً.

حشد حوثي في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة (أ.ف.ب)

وفي رده على سؤال حول الموقف الدولي، قال إن «استمرار الحرب لعقد كامل يعود إلى ضعف الأدوات الدولية في التعامل مع الملف اليمني»، موضحاً أن تعدد القرارات الأممية – رغم أهميتها – لم ينجح حتى الآن في إنهاء الانقلاب.

وأضاف أن تحول الصراع إلى البحر جعل العالم يدرك خطورته؛ الأمر الذي انعكس في الموقف الأميركي الأخير بإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، وتغيّر المقاربة الأوروبية تجاه الجماعة.

وأكد العليمي أن مبعوث الأمم المتحدة يواجه صعوبات حقيقية بسبب غياب الإرادة السياسية لدى الحوثيين، مشدداً على أن الحل يتطلب مقاربة مشتركة محلية وإقليمية ودولية تستند إلى المرجعيات المعروفة، وتقود إلى سلام شامل يكفل استقرار اليمن والمنطقة والعالم.