الرئيس الإسرائيلي يصر على الدفع باتجاه حكومة وحدة

سحب ثلاثة نواب عرب تأييد غانتس يزيد من حظوظ نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث للصحافة مستبقاً اجتماعاً لحزبه الليكود أمس (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث للصحافة مستبقاً اجتماعاً لحزبه الليكود أمس (رويترز)
TT

الرئيس الإسرائيلي يصر على الدفع باتجاه حكومة وحدة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث للصحافة مستبقاً اجتماعاً لحزبه الليكود أمس (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث للصحافة مستبقاً اجتماعاً لحزبه الليكود أمس (رويترز)

مع انتهاء رئيس الدولة العبرية، رؤوبين رفلين، من المشاورات مع قادة الأحزاب الإسرائيلية حول رئاسة الحكومة المقبلة، وتبيان بأن هناك أكثرية لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي حصل على 55 توصية لتكليفه بالمنصب، مقابل 54 توصية لرئيس حزب الجنرالات «كحول لفان»، بيني غانتس، قرر أن يعمل بكل طاقته لإقامة «حكومة وحدة وطنية» تضم حزبيهما ودعاهما إلى الاجتماع به مساء أمس للحديث في الموضوع.
وقد نشأت هذه الأكثرية لنتنياهو في أعقاب انسحاب ثلاثة من النواب العرب في القائمة المشتركة، هم ممثلو حزب التجمع الوطني الديمقراطي، من التوصية على غانتس. وقد أصدروا بياناً فسروا فيه انسحابهم هذا، بالقول إن «حزب «كحول لفان» رفض الالتزام علنًا بتنفيذ المطالب التي قدمتها القائمة المشتركة، وفضّل تجاهلها وعدم الرد عليها رسميًا». وأضاف: «الجنرال غانتس يريد الأصوات (المشتركة) لإقامة حكومة مع الليكود وأفيغدور ليبرمان، والتوصية عليه تعني التوصية على (حكومة وحدة وطنية)، وهو حتّى لم يتوجّه للمشتركة بطلب دعمه، ورفض التفاوض الرسمي معها حول مطالب المجتمع العربي في البلاد، وأصدر بيانات تنفي قبول أي من شروط «المشتركة».
وبانسحاب الثلاثة، بقي لدى غانتس توصية حزبه هو (33 نائباً) بأن يكلف لتشكيل الحكومة ومعه عشرة من نواب القائمة المشتركة، و6 نواب حزب العمل - جيشر و5 نواب حزب ميرتس بما مجموعه 54 نائباً، مقابل 55 من أحزاب اليمين الذين أوصوا بتكليف نتنياهو، وهم 31 نائباً من حزب الليكود و9 من حزب اليهود الشرقيين المتدنين «شاس» و8 من حزب اليهود الغربيين المتدينين «يهدوت هتوراة» و7 من حزب «يمينا» المتطرف.
وقد خرج نتنياهو بتصريحات، في انتهاء المشاورات لدى رفلين، ليعلن أن الوضع يحتم إقامة حكومة وحدة. ودعا غانتس إلى لقائه للتباحث في الموضوع. وقال: «أنا أردت تشكيل حكومة يمين ولن أستطيع ذلك في الظرف الحالي. وأنت أردت إقامة حكومة يسار ولن تستطيع. لذلك لا بد من الوحدة. فتعالَ نلتقي ونتحدث».
وكانت أنباء تسربت من معسكري غانتس ونتنياهو، وشت بأن كليهما يتهربان من أخذ التكليف وكل منهما يتمنى ألا يكلفه رفلين بتشكيل الحكومة أولاً. نتنياهو يتمنى أن يتم تكليف غانتس، وغانتس يتمنى أن يتم تكليف نتنياهو. فهما ومساعدو كل طرف منهما، يستمعون إلى آراء المحللين والصحافيين والسياسيين القدامى الذين يجمعون على أن من يبدأ الجهود أولاً لتشكل الحكومة، لن ينجح. فالأحزاب في المعسكرين متمسكة بانتماءاتها ولا ترى ضرورة في الانتقال من معسكر لآخر، هذا لن يساعد المرشح الأول لرئاسة الحكومة. ولكن إذا فشل الأول، فإن الثاني سيصل إلى هذه الأحزاب، وقد أصبح فوق رأسها سيف مسلط: إذا ساهمت في إفشال الجهود لتركيب الحكومة سيحملك الجمهور مسؤولية التوجه لانتخابات جديدة وستتلقى ضربة، مثلما حصل لنتنياهو.
ومع ذلك يواصل غانتس محاولاته لتشكيل حكومة واسعة ولكن من دون الليكود. وعقد أمس اجتماعاً مع أفيغدور ليبرمان لهذا الغرض، علماً بأن ليبرمان رفض التوصية على أي من المرشحين. وقال إنه يريد حكومة وحدة تجمع نتنياهو وغانتس معاً.
المعروف أن رئيس الدولة هو صاحب القرار الوحيد بتكليف نائب في البرلمان بتشكيل الحكومة. فالقانون يجبره أن يكلف من يحصل على 61 توصية. فإذا لم ينجح أي منهما في جمع تأييد هذا العدد يقرر رئيس الدولة وحده ووفق حساباته الخاصة لمن يعطي التكليف. وحسب القانون يكون التكليف بمهلة 28 يوماً، وعند انتهاء هذه المهلة، يحقّ لرفلين تمديدها 14 يوماً آخرين، ويحق له، كذلك، إجراء مشاورات أخرى لتكليف شخص آخر بتشكيل الحكومة. فإذا فشل المكلف الأول، وأعاد لرئيس الدولة كتاب التكليف، يعطيه القانون ثلاثة أيام للتشاور مع الكتل البرلمانية، وعندها يعطي تعيين مرشح ثانٍ لتشكيل الحكومة. ويمنح المرشح الثاني، بموجب القانون الإسرائيلي، مهلة 28 يوماً لتشكيل الحكومة، وإذا فشل في مهمته، ينتقل الحسم إلى الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، الذي يمنح مهلة ثلاثة أسابيع لتسمية مرشح ثالث لتشكيل الحكومة. وفي حال استنفاد كل هذه الحلول، وتفشل محاولة تشكيل الحكومة يتم حل الكنيست، والدعوة لانتخابات جديدة خلال ثلاثة أشهر.
ومن ناحية الجدول الزمني تنتهي هذه الإجراءات في 28 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وحينها تتم المساعي في الكنيست لانتخابات جديدة خلال ثلاثة أشهر، أي في يوم 31 مارس (آذار) 2020.
يذكر أن مسؤولين في حزب غانتس اتصلوا بوسائل الإعلام وأبلغوهم بأنهم ليسوا مرتاحين من قرار «القائمة المشتركة» العربية، التوصية على غانتس كرئيس حكومة، وأنهم لن يستجيبوا لطلبات «المشتركة» العينية، بل إنهم ألمحوا إلى أنهم غير معنيين بدعم «المشتركة». وقال أحدهم للإذاعة الرسمية، إن دعم المشتركة «أضرّ بهم جماهيرياً».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».