تقرير علمي جديد: العالم شهد أحر 5 سنوات على الإطلاق

أعدته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مع منظمات علوم المناخ الرائدة

TT

تقرير علمي جديد: العالم شهد أحر 5 سنوات على الإطلاق

كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مع منظمات علوم المناخ الرائدة في العالم في تقرير بعنوان «اتحدوا في العلم» صدر أمس، أن «الفجوة صارخة ومتنامية» بين الأهداف المتفق عليها لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري والواقع الفعلي لتحقيقها، وأكد التقرير أن العالم «شهد أحر فترة خمس سنوات على الإطلاق».
كما كشف التقرير تفاصيل عن حالة المناخ، ويعرض اتجاهات الانبعاثات وتركيزات الغازات الدفيئة الرئيسية في الغلاف الجوي، مسلطاً الضوء على الحاجة الملحة للتحول الاجتماعي والاقتصادي الأساسي في القطاعات الرئيسية مثل استخدام الأراضي والطاقة من أجل تجنب ارتفاع درجات الحرارة بدرجات خطيرة. كما يدرس أدوات دعم كل من عمليات التخفيف والتكيف.
والتقرير الذي يأتي عشية قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي التي ستعقد اليوم الاثنين في الأمم المتحدة: «يقدم تقييما موحدا لحالة نظام الأرض في ظل التأثير المتزايد لتغير المناخ البشري المنشأ، واستجابة البشرية حتى الآن والتغيرات بعيدة المدى التي يتوقعها العلم لمناخنا العالمي في المستقبل»، بحسب الفريق الاستشاري لعلوم المناخ الذي يبرز الحاجة الملحة إلى تطوير إجراءات ملموسة لوقف أسوأ آثار تغير المناخ.
ويشير التقرير إلى أن العالم شهد أحر فترة خمس سنوات على الإطلاق، واستمرار انخفاض الجليد البحري وكتلة الجليد، وتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة نسبة الحموضة في مياه البحر، ويعد ذلك رقما قياسيا لتركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ونمو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 2 في المائة، ووصولها إلى رقم قياسي بلغ 37 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون عام 2018.
وأعدت التقارير تقييما لأحدث الدراسات العلمية حول انبعاثات الغازات الدفيئة الحالية والمستقبلية، وهي تقارن هذه المستويات بمستويات الانبعاثات المسموح بها للعالم للتقدم على طريق أقل تكلفة لتحقيق أهداف اتفاق باريس.
ولا يُقدر أن تبلغ الانبعاثات العالمية ذروتها بحلول عام 2030، ناهيك عن عام 2020، إذا تم الحفاظ على سياسات المناخ الحالية ومستويات الطموح للمساهمات المحددة وطنياً. وتشير النتائج الأولية من تقرير فجوة الانبعاثات 2019 إلى أن انبعاثات غازات الدفيئة استمرت في الارتفاع في عام 2018. وتعزز الأدلة الموحدة التأثير البشري باعتباره السبب المهيمن للتغيرات في نظام الأرض، في عصر جيولوجي جديد، الأنثروبوسين.
كما تزيد الآثار المناخية المتنامية من مخاطر تخطي نقاط التحول الحرجة. وتضع إلى عتبات، إذا جرى تجاوزها، فستؤدي إلى تغييرات بعيدة المدى، وفي بعض الحالات، تغييرات مفاجئة و- أو لا رجعة فيها. وهناك اعتراف متزايد بأن تأثيرات المناخ تصيب بشكل أصعب وأسرع مما تشير إليه التقييمات المناخية حتى قبل عقد من الزمن.
ومع تكثيف التغير المناخي، تصبح المدن معرضة بشكل خاص للتأثيرات مثل الإجهاد الحراري ويمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في الحد من الانبعاثات محلياً وعالمياً. ولذلك، من الضروري المضي في استراتيجيات التخفيف من حدة المخاطر وتحسينها.
ومن شأن العمل الفوري والشامل فقط - الذي يشمل إزالة الكربون بشكل عميق مع استكمالها بتدابير سياسية طموحة، وحماية وتعزيز مغاسل الكربون والتنوع البيولوجي، والجهود المبذولة لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي - أن يمكننا من الوفاء باتفاق باريس.


مقالات ذات صلة

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

الاقتصاد جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

لا تزال المداولات مستمرة في الساعات الأخيرة قبل اختتام مؤتمر «كوب 16» المنعقد بالرياض.

عبير حمدي (الرياض)
العالم «النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الاقتصاد حذّر البنك الدولي من أن موجات الجفاف قد تطول نحو نصف سكان العالم في عام 2050 (واس) play-circle 00:30

البنك الدولي: الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً

قال البنك الدولي إن الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً، موضحاً أن له تأثيرات البشرية والاقتصادية بعيدة المدى.

عبير حمدي (الرياض)
بيئة مواطنون في حديقة بمدينة شوني بولاية أوكلاهوما الأميركية في نوفمبر 2024 (أ.ب)

2024 يتجه لتسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ الأرض

سجلت درجة حرارة الأرض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثاني أعلى درجة حرارة في مثل هذا الشهر من أي عام.

«الشرق الأوسط» (برلين )
العالم العربي برامج البنك الدولي تساهم في التوعية بمخاطر التغير المناخي في اليمن (البنك الدولي)

تدهور الأراضي الزراعية في اليمن... ونصف مليون نازح بسبب المناخ

حذّر اليمن من تدهور الأراضي الزراعية بمعدل مقلق، بالتوازي مع إعلان أممي عن نزوح نصف مليون شخص خلال العام الحالي بسبب الصراع والتغيّرات المناخية.

وضاح الجليل (عدن)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.