مرشح لرئاسة الجزائر يدعمه الجيش يعد بمحاربة «بقايا العصابة»

TT

مرشح لرئاسة الجزائر يدعمه الجيش يعد بمحاربة «بقايا العصابة»

بينما تظل الأنظار مشدودة إلى محاكمة رموز نظام الرئيس الجزائري سابقا، عبد العزيز بوتفليقة، المقررة غدا (الاثنين)، يجري التحضير لرئاسية نهاية العام بوتيرة سريعة. فقد صرَح رئيس حزب إسلامي مقرَب من الجيش، بأنه «سيكون رئيس الجزائر الجديد».
ونددت «قوى البديل الديمقراطي»، التي تضم أحزابا معارضة محسوبة على التيار الديمقراطي، في بيان أمس بمحاكمة لويزة حنون زعيمة «حزب العمال»، بالمحكمة العسكرية بالبليدة (جنوبي العاصمة) الاثنين، واعتبرتها «سجينة رأي» وطالبت بالإفراج عنها. وستحاكم حنون برفقة السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس السابق، ومديري المخابرات سابقا الفريق محمد مدين واللواء بشير طرطاق. وتشمل المحاكمة أيضا، وزير الدفاع سابقا خالد نزار ونجله ورجل الأعمال، والثلاثة يقيمون بالخارج وهم محل مذكرة اعتقال دولية.
ويقع الأشخاص الستة تحت طائلة تهمتي «التآمر على سلطة الدولة» و«التآمر على الجيش»، وغالبيتهم تجمعهم خصومة شخصية مع قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح، الذي أمر باعتقالهم كما أمر القضاء العسكري بمتابعتهم. وطلب مدين الشهير بـ«الجنرال توفيق» ببث المحاكمة مباشرة على الفضائيات الخاصة المحلية. وقال محاميه خالد بورايو «لديه ما يكشف من أسرار مرتبطة بتسيير شؤون الدولة».
وفي سياق التحضير لرئاسية 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، أعلن عبد القادر بن قرينة رئيس «حركة البناء الوطني»، الإسلامية، أمس في مؤتمر صحافي بالعاصمة، ترشحه للانتخابات. وقال: «سجلوها عني... بن قرينة سيكون رئيس الجزائر المقبل». وتعهد بـ«شن حرب على العصابة وبقاياها»، في إشارة إلى رموز في الحكم وضعهم بوتفليقة في مناصب المسؤولية، خلال فترة رئاسته البلاد (1999 - 2019).
وأكد بن قرينة، وهو وزير سابقا للسياحة، «سأكمل مع شعبنا العظيم ما بدأَهُ في حَراكه المباركْ، وسأحدث القطيعةَ مع الاستبداد والفساد، وسأعيدَ الثقةَ بين الشعب ومؤسسات دولته، وسأضيفَ قيمةً جديدةً للتنمية التي تضمن الحياة الكريمة للمواطن». واقترح «عقدا سياسيا بيني وبين الشعب الجزائري، ينْعقِدُ ببناءِ نظامٍ حكمِ قوي في بعده الديمقراطي الحقيقي، بما يضمنُ وحدةَ القرارِ السياسيِّ، ويصونُ السيادة على الثروة والسلطة، ويعززُ مكانةَ المؤسساتِ الدستورية؛ بالعودة إلى الشعب والاستماعِ إلى صوته، واحترامِ اختياراتِه الحرّةِ، في ظلِ التعددية السياسية، وتصحيحِ الاختلالاتِ التي تَحولُ دونَ التجسيد الفعلي لمبدأ الفصلِ بين السلطاتِ».
من جهته صرَح وزير الجالية الجزائرية بالخارج، سابقا، بلقاسم ساحلي ترشحه للرئاسية، وهو يقود حزب «التحالف الوطني الجمهوري»، ويعد أحد أبرز السياسيين الذين انخرطوا في مشروع «الولاية الخامسة» للرئيس السابق.
وبدأ رئيس الوزراء سابقا علي بن فليس، سحب أوراق ترشحه من «السلطة الوطنية المستقلة لتنظيم الانتخابية»، وانتشر أنصاره في الميدان في حملة إشهار لترشحه. ويترأس بن فليس حزبا معارضا، وخاض انتخابات الرئاسة مرتين: في 2004 و2014. والشائع في الأوساط السياسية والإعلامية، بأن بن فليس سيكون مرشح الجيش. واللافت أنه كثير الإشادة بقائد الجيش الجنرال صالح في تصريحاته، ولم يصدر عنه أي موقف بخصوص اعتقال نشطاء الحراك، على عكس أحزاب المعارضة الأخرى. وعدَ ذلك موقفا مؤيدا لسياسة قائد الجيش، الذي يبدو مصمما على إسكات كل الأصوات المعارضة لتنظيم الرئاسية.
والتقى أمس بالعاصمة قدامى «حركة النهضة الإسلامية»، التي تأسست في السرية في سبعينيات القرن الماضي، وأطلقوا مبادرة سموها «التنسيقية الوطنية لأنصار المشروع الوطني». ويرجح أن يتم ترشيح أحد مؤسسيها للرئاسية.
وتراهن المعارضة على الحراك الشعبي لإفشال خطة السلطة تنظيم الانتخابات، وترى أن خلاصها الوحيد من الضغط الذي يفرضه عليها الجنرال صالح، هو استمرار مظاهرات الثلاثاء (طلبة الجامعات) والجمعة، والحفاظ على طابعها السلمي، كأسلوب وحيد لمواجهة إصرار قائد المؤسسة العسكرية على تنظيم الانتخابات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.