مصر: لجنة برلمانية تدرس تغليظ عقوبة مروجي الإشاعات لتصل إلى «المؤبد»

الحكومة تنفي بيع الأبنية التاريخية وتسريح موظفيها

TT

مصر: لجنة برلمانية تدرس تغليظ عقوبة مروجي الإشاعات لتصل إلى «المؤبد»

في حين نفت الحكومة المصرية، أمس، «ما تردد من أنباء تتعلق بالاستغناء عن موظفيها الرسميين، عقب ميكنة الخدمات الحكومية، وبيع الأبنية التاريخية»، قال النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب المصري (البرلمان)، إن «اللجنة سوف تواصل مناقشة آليات وسبل مكافحة الإشاعات، في مقدمتها إعداد تشريع تصل فيه عقوبة مروجي الإشاعات إلى السجن المؤبد، حال الإضرار بالأمن القومي للبلاد». وخلال تحرك مصري رسمي، واجهت الحكومة المصرية، أمس، 10 إشاعات انتشرت في 7 أيام، وقالت إنها «ترددت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت بلبلة في الشارع». وأكدت الحكومة المصرية، أنه «لا صحة لما تردد من أنباء بشأن الاستغناء عن عدد كبير من موظفي الجهاز الإداري عقب ميكنة الخدمات الحكومية»، مضيفة أنها تواصلت مع «الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة» الذي أكد أن «ميكنة الخدمات الحكومية تأتي في إطار سعي الدولة لتحسين ورفع كفاءة مستوى الخدمات المقدمة بها، تيسيراً على المواطنين دون الاستغناء عن أي موظف»، مشيراً إلى «سعي الحكومة لتحسين أداء الجهاز الإداري بالدولة، والاهتمام بالعنصر البشري الذي يُعد أثمن مورد تمتلكه الدولة المصرية، بما ينعكس إيجاباً على تحسين الخدمات العامة التي تقدمها الدولة للمواطنين». وقال «الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة»، إن «خطة الدولة المصرية للإصلاح الإداري تتضمن، في رؤيتها، تحقيق رضاء المواطنين عن الخدمات المقدمة لهم، ولذا تضمنت تلك الخطة محوراً خاصاً حول تحسين تلك الخدمات بكل السبل والوسائل، في مقدمتها العمل على رفع كفاءة العاملين بالدولة»، لافتاً إلى أن «هناك عدة برامج تدريبية تُنفذ في هذا الشأن، لبناء كوادر قادرة على خدمة المواطنين بشكل أفضل، كما هو الحال في برنامج (مُقدم الخدمات المحترف)، الذي يجري تنفيذه في عدة محافظات».
وتدعو الحكومة المصرية، من وقت لآخر، وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، بتحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد، قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى بلبلة الرأي العام، وإثارة غضب المواطنين، حسب تعبيرها.
وكشف «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء»، أمس، أنه في ضوء ما تردد من أنباء تفيد باتجاه الحكومة إلى بيع المباني التاريخية، تواصل المركز مع وزارة قطاع الأعمال العام، التي أكدت أنه «لا يوجد أي تفكير في بيع المباني التاريخية، وذلك باعتبارها ثروة لا تقدر بثمن، وأن هناك خطة لتطوير وترميم تلك المباني»، مشيرة إلى أن «المباني التاريخية التابعة لشركاتها يصل عددها إلى 351 مبنى، من بينها 150 مبنى تاريخياً يعود عمرها إلى أكثر من 120 عاماً»، لافتة إلى أنه «جار حالياً وضع خطة تطوير وترميم لتلك المباني، وأن التطوير سيؤدي إلى تأجير العقارات بما تستحقه، لضمان تحقيق عائد يضمن استدامة صيانتها».
كما نفت وزارة التموين ما تردد من أنباء بشأن الحذف العشوائي للمواطنين، ضمن المرحلة الرابعة لتنقية البطاقات التموينية. وأوضحت وزارة التموين، أمس، أن «عملية الاستبعاد تتم وفقاً لمعايير محددة، وأن ما سيتم وقفه هي البطاقات التموينية التي تسلمت رسالة إنذار بالحذف، ولم تتقدم بالتظلم مع استمرار استخراج بطاقات جديدة للفئات الأولى بالرعاية». وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق، من تعرض بلاده لما اعتبره «خطراً حقيقياً يسعى إلى تدمير الدولة من الداخل، عبر نشر إشاعات تستهدف فقد الأمل، والإحساس بالإحباط، وتحريك الناس للتدمير». في غضون ذلك، حذرت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، في بيان لها، أمس، من «قيام القنوات المدعومة من تنظيم (الإخوان) بإعادة عرض وبث فيديوهات وصور (قديمة) بزعم أنها لأحداث جديدة». وقال النائب أحمد بدوي، في بيان له، إن «التنظيم وقنواته اعتادوا الكذب والتدليس في شتى المواقف، وهذا الأمر ليس خفياً على أحد، من أجل إيهام المصريين بوقائع لم تحدث من الأساس»، مضيفاً أن «إعادة إذاعة المحتويات القديمة من جديد، تأتي في إطار محاولات التنظيم وقنواته المدعومة بث الإشاعات وتزييف الحقائق، وهي الأفعال التي دأب على ممارستها في محاولة لزعزعة استقرار البلد».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.