منصة للمصورين الواعدين للتعلم والتعاون والتجريب

«فن جميل» و«غلف فوتو بلس» يُطلقان النسخة السعودية

عمل المصور محمد الكوح
عمل المصور محمد الكوح
TT

منصة للمصورين الواعدين للتعلم والتعاون والتجريب

عمل المصور محمد الكوح
عمل المصور محمد الكوح

أعلنت مؤسسة «فن جميل»، التي تعنى بدعم التراث والتعليم والفنون، تدشين النسخة السعودية الثانية من فعالية «غلف فوتو بلس سلايد فست»، التي تُنظم بالتعاون مع «غلف فوتو بلس»، مؤسسة التصوير الفوتوغرافي البارزة التي تتخذ من دبي مقراً لها، وتقدم أعمال خمسة من المصورين السعوديين ومن المنطقة، يوم الجمعة 27 سبتمبر (أيلول) 2019. في مساحة بيضون، بمدينة جدة، من الساعة 8:30 مساء.
وتهدف فعالية «غلف فوتو بلس سلايد فست» إلى أن تكون منصة للمصورين الواعدين من المنطقة، للتّعلم والتعاون والتجريب الفني. وستقدم أعمال المصورة إيمان الدباغ والمصور عبد السلام العمري من السعودية؛ والمصورة هدى عبد المغني والمصور محمد الكوح من الكويت؛ ومحمد سمجي، المصور التنزاني المقيم في دبي، وهو المدير المشارك لهذه الفعالية.
تُقام الفعالية في إطار برنامج تصوير جميل السنوي، وهي المبادرة التي تأسست في عام 2017 لمواصلة الزخم الذي أحدثته جائزة فن جميل للتصوير الفوتوغرافي، والتي أقيمت ما بين عامي 2010 و2016. ويُركز تصوير جميل على التعليم على مدار السنة وتنمية المجتمع عبر ورش العمل، ومراجعة ملفات الصور، وتنظيم جلسات النقاش، وغيرها.
وعلاوة على فعالية «غلف فوتو بلس سلايد فست»، تتعاون «فن جميل» و«غلف فوتو بلس» في عقد جلسة لاستعراض الأعمال والمشاريع، يوم السبت 28 سبتمبر. وستكون الجلسة فرصة للمهتمين والفنانين لقاء مصورين محترفين ولكي يُقدّموا أحدث مشاريعهم، ويتبع ذلك تبادل آراء وحوار مع الجمهور.
وسيقدّم كل من إيمان الدباغ ومحمد الكوح النقد والنّصائح باللغتين الإنجليزية والعربية لكل المشاركين. بالإضافة إلى لولا بوترايت، المديرة الإدارية لـ«غلف فوتو بلس»، ومحمد سمجي، المصور الفوتوغرافي والمدير التنفيذي لكل من «غلف فوتو بلس» و«سيينج ثنجز» الذين سيقدمون الدّعم والمشورة باللغة الإنجليزية. تنعقد الجلسات على حسب أولوية الحضور من الساعة الواحدة ظهراً وحتى الساعة 2:30 ظهراً، بمعدل 15 دقيقة لكل جلسة. هذه الدعوة موجهة لجميع المهتمين للحصول على الاستشارة والتفاعل مع أكبر عدد من المختصين بالتصوير الفوتوغرافي.
وتعليقاً على هذه المناسبة، قالت أنطونيا كارفر، المديرة التنفيذية لمؤسسة «فن جميل»: «بدأ تركيز فن جميل على التصوير الفوتوغرافي مع نجاح جائزتنا للتصوير الفوتوغرافي والزخم الذي أحدثته في أوساط المصورين، وكان من الطبيعي أن نعقب ذلك النجاح بتقديم برنامج يتضمّن ورش عمل ومحاضرات وفعاليات خاصة بمصوري المملكة. ومع نجاح النّسخة الافتتاحية العام الماضي، كان من دواعي سرورنا أن نتشارك مجدداً مع (غلف فوتو بلس)، احتفاءً بواحد من الفنون الأكثر ممارسة وشعبية في منطقتنا».
ويفتح «غلف فوتو بلس سلايد فست» في جدة أبوابه مجاناً أمام جمهوره من عشاق الصور وهواة التصوير الفوتوغرافي، يوم الجمعة 27 سبتمبر الحالي، في مساحة بيضون، عند الساعة 8:30 مساء.



عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

في حالة استثنائية تجسد عمق الالتزام والإرث الدبلوماسي، حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في مدينة جدة (غرب السعودية) شرف التمثيل القنصلي الفخري لجمهورية فنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة، في مسيرة دبلوماسية وتجارية متواصلة امتدت لأكثر من 7 عقود.

بدأت القصة كما يرويها الحفيد سعيد بن زقر، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر، بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد يجمعهم، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالسفر إلى هناك لبناء مسجد يخدم احتياجاتهم الدينية.

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

لكن الشيخ سعيد واجه بعض التحديات كما يقول الحفيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تتمثل في منع القانون الفنلندي تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، وأضاف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

وفي وثيقة مؤرخة في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) 1950، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تظهر موافقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على تعيين الشيخ سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة.

وجاء في الوثيقة: «فلما كان حضرة صاحب الفخامة رئيس جمهورية فنلندا، قد عيّن بتفويض منه السيد سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة، ولما كنا قد وافقنا على تعيينه بموجب ذلك التفويض، فأننا نبلغكم بإرادتنا هذه أن تتلقوا السيد سعيد بن زقر بالقبول والكرامة وتمكنوه من القيام بأعماله وتخوّلوه الحقوق المعتادة وتمنحوه المميزات المتعلقة بوظيفته».

وثيقة تعيين الجد سعيد بن زقر صادرة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه (الشرق الأوسط)

وأضاف الحفيد سعيد، القنصل الفخري الحالي لفنلندا: «أعتقد أن جدي كان من أوائل القناصل الفخريين في جدة، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1984، لينتقل المنصب بعد ذلك إلى والدي، الذي شغله حتى عام 2014، قبل أن يتم تعييني خلفاً له قنصلاً فخرياً».

وفي إجابته عن سؤال حول آلية تعيين القنصل الفخري، وما إذا كانت العملية تُعد إرثاً عائلياً، أوضح بن زقر قائلاً: «عملية التعيين تخضع لإجراءات دقيقة ومتعددة، وغالباً ما تكون معقدة، يبدأ الأمر بمقابلة سفير الدولة المعنية، يعقبها زيارة للدولة نفسها وإجراء عدد من المقابلات، قبل أن تقرر وزارة الخارجية في ذلك البلد منح الموافقة النهائية».

الأب محمد بن زقر عُين قنصلاً فخرياً على مستوى مناطق المملكة باستثناء الرياض مقر السفارة (الشرق الأوسط)

وتابع قائلاً: «منصب القنصل الفخري هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، حيث تلجأ بعض الدول إلى تعيين قناصل فخريين بدلاً من افتتاح قنصلية رسمية، لتجنب الأعباء المالية، وعادةً ما يتحمل القنصل الفخري كل التكاليف المترتبة على أداء مهامه».

ووفقاً للأعراف الدبلوماسية فإن لقب القنصل الفخري، هو شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، بحيث تكلفه الدولة الموفِدة التي لا توجد لديها تمثيل دبلوماسي بوظائف قنصلية إضافة إلى عمله الاعتيادي الذي عادة ما يكون متصلاً بالتجارة والاقتصاد.

يسعى الحفيد سعيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وفنلندا، والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة في شتى المجالات. يقول بن زقر: «منذ تعييني في عام 2014، حرصت على تأسيس شركات وإيجاد فرص استثمارية في فنلندا، خصوصاً في مجالات تكنولوجيا الغذاء والوصفات الصناعية، إذ تتميز فنلندا بعقول هندسية من الطراز الأول، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون والابتكار».

الحفيد سعيد بن زقر القنصل الفخري الحالي لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

ويرى القنصل الفخري لجمهورية فنلندا أن هناك انفتاحاً سعودياً ملحوظاً على دول شمال أوروبا، ومن بينها فنلندا، وأوضح قائلاً: «تتركز الجهود بشكل كبير على شركات التعدين الفنلندية التي تُعد من بين الأكثر تقدماً في العالم، إلى جانب وجود فرص واعدة لم تُستغل بعدُ في مجالات صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الدفاعية».

وفي ختام حديثه، أشار سعيد بن زقر إلى أن القنصل الفخري لا يتمتع بجواز دبلوماسي أو حصانة دبلوماسية، وإنما تُمنح له بطاقة تحمل مسمى «قنصل فخري» صادرة عن وزارة الخارجية، وبيّن أن هذه البطاقة تهدف إلى تسهيل أداء مهامه بما يتوافق مع لوائح وزارة الخارجية والأنظمة المعتمدة للقناصل الفخريين بشكل رسمي.