اعتقال أصحاب شركة «سايبر» إسرائيلية باعوا أدوات تجسس لعدة دول

TT

اعتقال أصحاب شركة «سايبر» إسرائيلية باعوا أدوات تجسس لعدة دول

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، في اليومين الأخيرين، عدداً من أصحاب شركتين إسرائيليتين تعملان في السايبر، وعدداً من كبار المسؤولين في شركتي «أبيليتي لصناعات الحاسوب والبرمجة» و«أبيليتي للأنظمة الأمنية»، وذلك للاشتباه بأنهم كانوا شركاء في «قضية يحظر النشر عن تفاصيلها». واكتفت الشرطة بالقول إن «المخالفات المنسوبة للمشتبهين تتعلق بالاحتيال والتهريب وتبيض الأموال». ولكن مصادر أضافت أن الحديث يجري عن بيع خدمات وأجهزة تجسس محظورة إلى دول مختلفة في العالم.
وقالت المصادر إن التحقيق في هذه القضية بدأ منذ عدة شهور، في أعقاب تدقيق أجرته دائرة المسؤول عن الأمن في وزارة الأمن، بمشاركة دائرة مراقبة الصادرات الأمنية، وهما دائرتان تابعتان لوزارة الأمن.
وتشارك في التحقيق الوحدة القطرية للتحقيقات الدولية في الشرطة الإسرائيلية، وسلطة الضرائب. وقد ربطت المصادر بين هذه الاعتقالات وبين الأنباء التي ترددت، قبل 6 شهور، حول شكوك في الوزارة بأن أصحاب الشركتين، التابعتين لـ«أبيليتي»، سوّقوا وصدروا أنظمة تنصت وأجهزة لتحديد موقع «أجهزة مثل هاتف جوال»، من دون تصاريح، وخلافاً للقانون. وقررت وزارة الأمن، في حينه، وبعد جلسة استماع، إخراج الشركتين من قائمة التصدير الأمني، وتعليق رخصة التسويق والتصدير والتشفير التي بحوزة الشركتين.
وتصنع «أبيليتي» أجهزة وأنظمة تكنولوجية لأغراض التجسس لصالح أجهزة حكومية وعسكرية وشرطية في مجال حماية المعلومات (سايبر) في أنحاء العالم. ويمكن لهذه الأجهزة التنصت على محادثات مشفرة، والتقاط رسائل خارجة وداخلة، والتعرف على أجهزة وفقاً لنوعها والدولة التي أنتجتها، والتعرف على أرقام هواتف. وقالت مصادر سياسية إنه تم سحب رخصة التصدير الأمني للشركة، في شهر مارس (آذار) الماضي، في أعقاب أحداث أدت إلى فتح التحقيق ضدها، اليوم.
وكان خمسة من أعضاء إدارة الشركة قد استقالوا، في عام 2017، وأشاروا حينذاك إلى أنهم يعتقدون أن تقارير الشركة ينبغي أن تشمل ملاحظة حول «مصلحة حية»، بحال عدم ضخ سيولة نقدية إليها. لكن المسؤوليْن في الشركة، ويملكان معظم أسهمها، أناتولي جورغين وألكسندر آؤروفسكي، رفضا ضخ سيولة نقدية أو تضمين الملاحظة في تقارير الشركة. ومن بين أعضاء الإدارة الذين استقالوا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، عاموس مالكا، ورئيس الموساد الأسبق، أفراييم هليفي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.