الغرب يستثمر في «طريق الحرير» بقدر الصين

كشفت دراسة ألمانية أن الاستثمارات الغربية في دول «الحزام والطريق» حتى عام 2017 بلغت نحو 290 مليار دولار مقابل 285 ملياراً من الصين (رويترز)
كشفت دراسة ألمانية أن الاستثمارات الغربية في دول «الحزام والطريق» حتى عام 2017 بلغت نحو 290 مليار دولار مقابل 285 ملياراً من الصين (رويترز)
TT

الغرب يستثمر في «طريق الحرير» بقدر الصين

كشفت دراسة ألمانية أن الاستثمارات الغربية في دول «الحزام والطريق» حتى عام 2017 بلغت نحو 290 مليار دولار مقابل 285 ملياراً من الصين (رويترز)
كشفت دراسة ألمانية أن الاستثمارات الغربية في دول «الحزام والطريق» حتى عام 2017 بلغت نحو 290 مليار دولار مقابل 285 ملياراً من الصين (رويترز)

كشفت دراسة حديثة أن استثمارات الدول الغربية فيما يعرف باسم «طريق الحرير» مماثلة لاستثمارات الصين في هذا المجال. وأظهرت الدراسة، التي أُجريت بتكليف من معهد «بيرتلسمان» الألماني بعنوان «ما يستثمره الغرب على طول طريق الحرير الجديد للصين» أن الاستثمارات التي ضخّتها دول غربية خلال الفترة من عام 2013 حتى عام 2017 في دول «الحزام والطريق»، التي شملتها الدراسة، بلغت نحو 290 مليار دولار، مقابل 285 مليار دولار من الصين.
وحسب الدراسة، التي نُشرت نتائجها أمس (الاثنين)، أظهر تحليل البيانات الخاصة ببعض الدول أن التدفقات المالية الغربية بالنسبة إلى غالبية الدول التي شملها البحث (16 من 25 دولة، مثل الهند وفيتنام وأفغانستان ومصر ونيجيريا)، أهم من التدفقات المالية القادمة من الصين. وأشارت الدراسة في المقابل إلى أن خمس دول فقط، خصوصاً باكستان وكازاخستان ولاوس، ترى أن الصين شريك تجاري أكثر أهمية.
أجرى الدراسة علماء اقتصاد من جامعة «دويسبورغ - إيسن»، حيث قاموا بمقارنة التدفقات المالية التي حصلت عليها 25 دولة صاعدة في وسط آسيا وأفريقيا من الصين ودول غربية. والدول الغربية التي تشملها الدراسة هي الدول الثماني والعشرين، التي تصنفها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على أنها دول مانحة. ومن بين الدول المستقبلة لاستثمارات «طريق الحرير» أفغانستان وميانمار وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وأرمينيا وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان والهند وباكستان وسريلانكا وبوتان وإندونيسيا ولاوس وفيتنام وألبانيا وبيلاروس ومولدوفا وصربيا ومصر والمغرب وكينيا ونيجيريا وتنزانيا.
من جهة أخرى، ذكرت دراسة أخرى، أمس (الاثنين)، أن مبادرة الحزام والطريق الصينية ينبغي أن تجلب للدول النامية وسائل نمو تعتمد على انبعاثات كربونية منخفضة، وتكون مجدية اقتصادياً في الوقت نفسه، وأن تتجنب التكنولوجيات الملوثة للهواء التي عفا عليها الزمن، لضمان الوفاء بالأهداف العالمية للمناخ.
وقال فريق البحث بقيادة ما جون، وهو مستشار خاص بالبنك المركزي الصيني، إن الدول البالغ عددها 126 في منطقة الحزام والطريق مسؤولة حالياً عن 28% من الانبعاثات العالمية، لكن في ظل المسار الحالي لتلك الدول فإن هذه النسبة يمكن أن ترتفع إلى 66% بحلول 2050.
ويعني هذا أن مستويات الكربون العالمية سترتفع تقريباً إلى مثلَي المستويات المطلوبة لإبقاء الزيادة في درجات الحرارة دون أقل من درجتين مئويتين، وهو أحد الأهداف الكبرى لاتفاقية باريس للمناخ. وجاء في التقرير: «إذا اتبعت دول الحزام والطريق نماذج نمو تسببت تاريخياً في انبعاثات كربونية كبيرة... فربما يكون ذلك كافياً لأن يفضي إلى مسار (ترتفع فيه درجات الحرارة) 2.7 درجة مئوية، حتى إذا التزمت بقية دول العالم بمستويات انبعاث ترفع الحرارة درجتين».
ونشر الدراسة مركز «تسينغهوا» للتمويل والتنمية الذي يقدم توصيات لصناع السياسات بالتعاون مع مؤسسة «فيفيد إيكونوميكس» في لندن، ومؤسسة «كلايميت ووركس» في الولايات المتحدة.
وتقدر الدراسة أن استثمارات تتجاوز 12 تريليون دولار في البنية التحتية سيتعين أن تكون «خالية من الكربون»، وطالبت بوجود ضمانات لتنفيذ الممارسات والتقنيات المنخفضة الكربون القائمة حتى على الرغم من أن هذا ربما يكون غير كافٍ لتحقيق أهداف 2050.
ومبادرة الحزام والطريق هي برنامج تقوده بكين يستهدف تعزيز الاندماج الاقتصادي من خلال الاستثمار في الطاقة والبنية التحتية في آسيا وما وراءها. وتمثل الدول الموقِّعة على هذه المبادرة ربع اقتصاد العالم تقريباً.



منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
TT

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه القطاع، مشيراً إلى أن المنظومة حققت نسبة امتثال بلغت 94.4 في المائة في تطبيق معايير الأمن، وذلك ضمن تقرير «التدقيق الشامل لأمن الطيران» الذي أصدرته «منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)»؛ مما يضع البلاد في مصافّ الدول الرائدة عالميّاً بهذا المجال.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد تزامناً مع «أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024»، الذي تستضيفه حالياً عُمان خلال الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بالتعاون مع منظمة «إيكاو»، وبمشاركة قادة ورؤساء منظمات وهيئات الطيران المدني بالعالم.

وأفاد الدعيلج بأن «التحديات الأمنية المتصاعدة التي تواجه القطاع حالياً تتسم بالتعقيد والتنوع، كالهجمات السيبرانية واستخدام الطائرات من دون طيار في أعمال تهدد الأمن، بالإضافة إلى التهديدات الناشئة عن التقنيات الحديثة، مثل الهجمات الإلكترونية على الأنظمة الرقمية للطيران»، مشيراً إلى أن «هذه التهديدات أصبحت تُشكّل خطراً جديداً يحتاج إلى استراتيجيات مبتكرة للتصدي لها».

وأوضح الدعيلج أن «جهود السعودية في مجال أمن الطيران المدني، تتمحور حول مجموعة من المحاور الأساسية التي تهدف إلى تعزيز الجاهزية الأمنية وضمان سلامة القطاع على جميع الأصعدة».

ووفق الدعيلج، فإن بلاده «عملت على تحديث وتطوير الأنظمة الأمنية بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية، عبر تعزيز أنظمة الكشف والمراقبة في المطارات باستخدام تقنيات متقدمة، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل المخاطر وتقديم استجابات سريعة وفعالة للتهديدات المحتملة».

وأضاف الدعيلج أن السعودية «أولت اهتماماً كبيراً بالأمن السيبراني في ظل التحديات التكنولوجية الراهنة؛ إذ طورت برامج مختصة لحماية الأنظمة الرقمية ومنصات الحجز والعمليات التشغيلية للطيران، مما يعزز قدرة القطاع على التصدي للهجمات الإلكترونية».

وأشار الدعيلج إلى أن السعودية تسعى إلى بناء قدرات بشرية متميزة في هذا المجال، «عبر إطلاق برامج تدريبية متطورة بالتعاون مع المنظمات الدولية، بهدف تأهيل الكوادر الوطنية وتعزيز جاهزيتها للتعامل مع مختلف السيناريوهات الأمنية».

وقال الدعيلج إن السعودية «ساهمت بشكلٍ كبير في دعم المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمان في هذا القطاع الحيوي، وأسهمت بشكل فعال في تطوير استراتيجيات أمنية مشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي؛ بهدف تعزيز التنسيق الأمني بين الدول، وهو ما يضمن استجابة سريعة وفعالة للتحديات الأمنية».

وواصل أن بلاده «شريك رئيسي في المبادرات الدولية التي تقودها (منظمة الطيران المدني الدولي - إيكاو)، وأسهمت في صياغة سياسات أمن الطيران وتنفيذ برامج تهدف إلى تحسين مستوى الأمن في جميع أنحاء العالم، من ذلك استضافة المملكة المقر الدائم لـ(البرنامج التعاوني لأمن الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط CASP - MID) التابع لـ(إيكاو)، ودعم (منظمة الطيران المدني الدولي) من خلال مبادرة (عدم ترك أي بلد خلف الركب)».