رغم استقرار الوضع الأمني في العراق نسبياً فإن لتنظيم داعش محاولات لا تزال مستمرة لإرباكه. المنطقة الخضراء الأكثر تحصيناً في بغداد منذ إحاطتها قبل 15 عاماً بالحواجز الكونكريتية والأسلاك الشائكة ونقاط السيطرة، لم تسجل حادثة تفجير واحدة فيها منذ إعادة فتحها قبل شهور. ويعد رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي إعادة فتح المنطقة الخضراء واحدة من أهم إنجازاته.
تنظيم داعش الذي كان يصول ويجول بالعشرات من أجيال مختلفة من انتحارييه وانغماسييه لم يعد بمقدوره تجنيد أحد، لا سيما بعد هزيمته عسكرياً في العراق أواخر عام 2017. لكنه برغم الهزيمة بقي يتمترس على شكل حواضن ومضافات في مناطق جبلية وصحراوية في عدد من المحافظات الغربية من البلاد، ولا سيما ديالى وكركوك والأنبار وصلاح الدين ونينوى. المفاجأة التي لم يكن يتوقعها أحد أن يلجأ التنظيم إلى أسلوب جديد في طبيعة عمله، لكنه قديم ويعود إلى أيام تنظيم «القاعدة» الذي كان يستخدم الحيوانات في مرحلة من مراحل عمله خلال أعوام 2005 و2006 و2007، قبل أن يهزم على يد الصحوات، وهو التنظيم العشائري الذي تم تأسيسه في الأنبار من قبل الأميركيين. ففي محافظة ديالى (65 كم شمال شرقي بغداد) فوجئ سكان قرية الإصلاح التابعة إلى قضاء جلولاء في المحافظة بانفجار بقرتين مفخختين. الحصيلة لم تكن بمستوى ما كان يخطط له «داعش»، حيث انتهت إلى إصابة مواطن واحد، طبقاً لما أعلنته اللجنة الأمنية في المحافظة. وعلى أثر هذه العملية الجديدة – القديمة، فقد أطلقت القوات الأمنية في المحافظة عملية أمنية في أطراف قرية الإصلاح شمال شرقي المحافظة لملاحقة فلول وخلايا تنظيم داعش.
وحول الأسلوب الذي لجأ إليه «داعش» بتجنيد الأبقار في تنفيذ عملياته بين المواطنين، يقول الدكتور معتز محيي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية، لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الأسلوب الذي يتبعه الآن تنظيم داعش ليس جديداً في واقع الأمر، حيث إنه سبق أن استخدم ضد القوات الأمنية مختلف الأساليب خلال الفترات الماضية، ومن ذلك تفخيخ الكلاب والحمير في مناطق مختلفة بالعراق، كما استخدم كذلك أسلوب تفخيخ الجثث، ويبدو أنه يعيد اليوم الكرة مرة ثانية». ويضيف محيي الدين أن «الهدف من هذه العمليات هو التمويه أولاً، والبحث عن أساليب جديدة في التأثير على المواطنين ثانياً، خصوصاً أنه لا يستطيع الذهاب في الوقت الحاضر إلى الأسواق بسبب عدم وجود حواضن له في تلك المناطق التي بدأت تخضع للتفتيش المستمر من قبل القوات الأمنية، فضلاً عن المساعدات التي بدأ يقدمها الناس للأجهزة الأمنية، ولهذه الأسباب بدأ يستخدم مثل هذه الأساليب». وأبدى محيي الدين الخشية من أن يقوم التنظيم «باتباع أسلوب آخر وهو تسميم مياه الأنهار، وهو أسلوب سبق له أن استخدمه في مناطق في الموصل وسامراء».
15:2 دقيقه
«داعش» يلجأ إلى «الأبقار المفخخة» في العراق
https://aawsat.com/home/article/1882771/%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D9%8A%D9%84%D8%AC%D8%A3-%D8%A5%D9%84%D9%89-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%82%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%AE%D8%AE%D8%A9%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82
«داعش» يلجأ إلى «الأبقار المفخخة» في العراق
بسبب عجزه عن تجنيد الانتحاريين
- بغداد: حمزة مصطفى
- بغداد: حمزة مصطفى
«داعش» يلجأ إلى «الأبقار المفخخة» في العراق
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة