العصير بديل صحي للقهوة

قاهر الكولسترول ومعدّل المزاج وقاتل الجوع

العصير بديل صحي للقهوة
TT

العصير بديل صحي للقهوة

العصير بديل صحي للقهوة

بعد الانتشار السريع لمقاهي تناول القهوة من منافذ عالمية مشهورة مثل «ستاربكس» و«كوستا» و«نيرو» و«ريبابليك»، تأتي الموجة الثانية من المقاهي التي تقدم لزبائنها عصائر الفواكه الصحية التي بدأت بالفعل في الانتشار في شوارع أوروبا وفي جذب المزيد من الشباب إليها.
وكما بدأت المقاهي التقليدية في بناء أسماء عالمية لها، فإن أسماء منافذ بيع عصائر الفاكهة حالياً التي بدأت في تكوين شبكات لها تسعى لإنجاز مماثل على رغم أن الكثير لم يسمع بأسمائها بعد، والتي تشمل علامات تجارية مثل «بوست» و«كراش» و«فيول».
ومع انتشار مقاهي وكافيتريات بيع العصير، انتشر معها أيضاً بيع العصارات المنزلية التي تأتي في أشكال وبأسعار متعددة، وتجذب العائلات وتشجعها على تناول عصائر الفواكه والخضراوات منزلياً. ويتناول البعض الفواكه مباشرة من خلاطات المنازل من دون تصفيتها، وهو نوع جديد من الطعام الصحي يطلق عليه اسم «سموزيس» (Smoothies). ويعتبر البعض أن هذه المشروبات يمكن أن تفيد الصحة، وتوفر بديلاً أفضل للأطعمة التقليدية.
وتطور الأمر لهذه المقاهي الصحية بنشر تقارير عن أفضلها في مطبوعات عالمية. والأفضل يقدم أنواع الفواكه والخضراوات العضوية الطازجة، ويهتم بالطعم والمذاق المتاح للزبائن، وأيضاً بالمناخ العام للمقاهي التي تقدم العصائر. والأفضل من بين هذه المقاهي يقدم دوماً أنواعاً جديدة من العصير، ويفاجئ بها الزبائن الذين لا يتوقعون مثلاً أن يكون شراب عصير الكوسة بهذه الجودة.
الإقبال على هذه المقاهي يتزايد بسرعة، ربما على حساب مقاهي القهوة التقليدية التي بدأ بعضها يتقلص في عملياته، وتوجه البعض الآخر إلى تقديم العصير أيضاً. وأسباب هذا التحول متعددة، وأهمها الاهتمام بالصحة العامة وتجنب الآثار الضارة للكافيين المصاحب لتناول القهوة. وبعض هذه المقاهي يشير إلى فوائد تخليص الجسم من السموم (Detox) وتوفير الفيتامينات والألياف اللازمة لسلامة الجسم.
البعض الآخر ينظر إلى العصائر بصفتها بديلاً أرخص من تناول الوجبات خارج المنازل، خصوصاً إذا كان الهدف هو تخفيض الوزن. فكوب العصير لا يتكلف أكثر من خمسة دولارات مقابل وجبة في مطعم متوسط قد يصل ثمنها إلى 30 دولاراً.
ويعتبر البعض أن الذهاب إلى كافيتريات العصير هو أسلوب جديد لحياة نظيفة من التلوث. وهم يتبعون نصائح صحية رسمية تؤكد لهم أن الصحة الجيدة يلزمها تناول خمسة أنواع أو وجبات صغيرة يومياً من الفواكه والخضراوات. ولا يشير أي من الزبائن إلى أن الإسراف في تناول العصير له أي مضار بعكس القهوة التي تغزو الجسم بالكافيين المنبه للأعصاب الذي يسبب القلق والأرق أحياناً.
وتوجد حالياً عربات شوارع تتخصص في بيع العصائر كأسلوب طعام سريع وسهل التحضير، ويصلح للأطفال والكبار على السواء. وتبيع بعض عربات العصير أنواعه المختلفة وفقاً للون العصير الذي يختاره الزبون، حيث يتكون اللون الأحمر مثلاً من خليط عصير الجزر والبنجر والتفاح والزنجبيل. ولا يزيد سعر كوب العصير على ثلاثة دولارات.
وفي مقاهي العصير كبيرة الحجم تتوافر زجاجات العصير الجاهزة المغلفة سلفاً من معامل تبيعها مباشرة إلى المستهلك. ويختار الزبون من كوكتيل عصير يعده المقهى طازجاً أو من زجاجات العصير الجاهزة التي لا تستدعي الانتظار لتحضيرها.
وتطلق بعض المقاهي أسماء غريبة على المزيج الذي توفره من العصائر المختلفة، مثل «عصير أناناس المناعة»، وتوفر عبوات صغيرة من العصير تطلق عليها اسم (shots). وتساهم هذه التعبيرات على إقبال الشباب الذين يطلقون الصور لهم في مقاهي العصير على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويتطور الأمر في بعض المقاهي إلى درجة تقديم كل الوجبات معصورة. مثل مقهى في لندن اسمه «ذا غود يارد» يوفر عصير السلاطة المكونة من الخيار والسبانخ والليمون والزنجبيل، ويقدمها بأربعة جنيهات إسترلينية (نحو خمسة دولارات). ويراهن المقهى على طعم عصير السلاطة الجيد، إضافة إلى فوائدها الصحية.
وتطورت أعمال بعض مقاهي بيع عصائر الفواكه إلى ما يشبه المجموعات الدولية، حيث يوجد لسلسلة «جو آند ذا جوس» تسعة منافذ في لندن وحدها. ويعرض مقهى في حي سوهو تشكيلاته المختلفة من عصير الفواكه التي يعتبر بعضها علاجاً لأعراض سوء المزاج، أو الشعور بالجوع أو تحسين الصحة. ويشعر زوار هذا المنفذ بأن العاملين فيه يحتفلون بشكل دائم بزبائنهم، ويجذب هذا النوع من الخدمة المزيد من الزبائن.
مقهى آخر يحدد الفوائد الصحة التي سوف يحصل عليها المشتري ويطلقها على أسماء خلطات العصير التي يقدمها مثل «قاهر الكولسترول» و«مقاوم التعب». ويستخدم المقهى مكونات من نباتات استوائية لم يسمع بها أحد من قبل مثل «أكاي» و«شيا». ويقدم المقهى عبوات السلاطة الخضراء مع المشروبات ويعتبرها وجبات نباتية.
ويمكن في بعض المقاهي أن يختار الزبائن مكونات كوكتيل العصر الذين يرغبون في تجربته. كما يمكن ترك المهمة للمقهى مع شرح هدف تناول العصير مثل مكافحة البرد والإنفلونزا. وفي بعض الحالات تلجأ المقاهي إلى استخدام التقنيات الحديثة من أجل جذب الزبائن الشباب إليها. وهي تعتمد على حملات إعلانية تركز على سمعة العصائر المختلفة كمنظفات للجسم، وتخير المشتري من بين تناولها في المقهى أو شرائها في زجاجات «تيك اواي».
وتعلن بعض المقاهي عن مصادر الفواكه والخضراوات التي تحصل عليها طازجة يومياً من أجل تحضير أنواع العصير، وتذكر أسواق لندن مثل «بورتبيللو رود» أو «نيو كوفنت غاردن». وتلجأ بعض المقاهي إلى التركيز على الصحة بتوفير مواقف للدراجات الهوائية في مواقعها للدلالة على أن معظم زبائنها هم من الشباب الأصحاء الذين يفضلون الدراجات على السيارات. وبالطبع، تتيح هذه المقاهي الإنترنت المجانية وترحب بطلبات التوصيل إلى المنازل عبر طلب العصير بالهاتف أو عبر شركات خدمات توصيل الطلبات.
من الأفكار الجديدة التي تطبقها بعض المقاهي توفير عربات صغيرة تشبه عربات الآيس كريم التقليدية يقودها أحد العاملين في المقهى لتوفير العصائر وأنوع «سموزيس» في الحفلات. وهو تقليد يناسب حفلات الأطفال.
وتوفر مثل هذه المقاهي نوعاً جديداً من التغذية الصحية التي تجمع حولها مجموعات كبيرة من الذين يعانون من حالات صحية أو من حساسيات خاصية. فهي تناسب هؤلاء الذين يرغبون في خفض الوزن أو لا يتحملون الغلوتين في الطعام، وأيضاً المهتمين بالصحة العامة والذين يعانون من بعض أنواع السرطان الذي يحتاج إلى تنظيم النظام الغذائي وتجنب الدهون والأملاح والسكر. وهي تناسب أيضاً مرضى الضغط والسكري، حيث إنها لا تحتوي على الكثير من النشويات. وبوجه عام، تدخل هذه المقاهي ضمن نطاق المطاعم النباتية والمقاهي الصحية.
وتوفر بعض سلاسل مقاهي العصائر فرصة التوسع لنفسها وتوفير الدعم لآخرين لافتتاح مقاهٍ جديدة تساعدها على الانتشار، عبر وسيلة معهودة هي أسلوب «فرانشايز». وتوفر هذه المقاهي الكبرى فرصة توفير الدعم والخبرة لمن يريدون الاستثمار في هذا المجال الجديد الذي يوفر خدمة مجتمعية مفيدة صحياً وتخلو من مواد ضارة مثل الكافيين في القهوة، والكحول. وتعتبر هذه المقاهي ضمن توجهات السوق إلى الأطعمة الصحية والتخلص من حميات المطاعم السريعة الضارة بالصحة التي تعتمد على اللحوم الحمراء، وتحتوي على نسب كبيرة من الدهون والأملاح.
وتبدأ أسعار خدمات «فرانشايز» في هذا المجال من نحو عشرة آلاف دولار. ويقول من أقبلوا على تجربة افتتاح مقاهي للعصائر، إنها عملية مربحة تصل فيها هوامش الأرباح إلى نحو 20 إلى 25 في المائة. ويصل دخل المقهى الواحد في المتوسط إلى ما يعادل 30 ألف دولار أسبوعياً.



الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)
فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)
TT

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)
فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»، فيروّج لها أصحاب المحلات الذين يبيعونها، كما اختصاصيو التغذية ومستهلكوها في آن. ويحاول هؤلاء تقديم صورة إيجابية عن طعمها ومذاقها، ويضعون هذه المكونات على لائحة أفضل الأكلات التي من شأنها أن تسهم في التخفيف من الوزن. وضمن فيديوهات قصيرة تنتشر هنا وهناك يتابعها المشاهدون بشهية مفتوحة. فالمروجون لهذه الفواكه والخضراوات يفتحون العلب أو الأكياس التي تحفظ فيها، يختارون عدة أصناف من الفاكهة أو الخضراوات ويأخذون في تذوقها. يسيل لعاب مشاهدها وهو يسمع صوت قرمشتها، مما يدفعه للاتصال بأصحاب هذه المحلات للحصول عليها «أونلاين». ومرات لا يتوانى المستهلكون عن التوجه إلى محمصة أو محل تجاري يبيع هذه المنتجات. فبذلك يستطلعون أصنافاً منها، سيما وأن بعض أصحاب تلك المحلات لا يبخلون على زوارهم بتذوقها.

خضار مقرمشة متنوعة (الشرق الاوسط)

تختلف أنواع هذه المنتجات ما بين مقلية ومشوية ومفرّزة. وعادة ما تفضّل الغالبية شراء المشوية أو المفرّزة. فكما المانجو والفراولة والتفاح والمشمش والموز نجد أيضاً الـ«بابايا» والكيوي والبطيخ الأحمر والأصفر وغيرها.

ومن ناحية الخضراوات، تحضر بغالبيتها من خيار وكوسة وبندورة وأفوكادو وفول أخضر وجزر وبامية وفطر وغيرها.

وينقسم الناس بين مؤيد وممانع لهذه الظاهرة. ويعدّها بعضهم موجة مؤقتة لا بد أن تنتهي سريعاً، فتناول الأطعمة الطازجة يبقى الأفضل. فيما ترى شريحة أخرى أن هذه المكونات المجففة والمقرمشة، يسهل حملها معنا أينما كنا. كما أن عمرها الاستهلاكي طويل الأمد عكس الطازجة، التي نضطر إلى التخلص منها بعد وقت قليل من شرائها لأنها تصاب بالعفن أو الذبول.

ولكن السؤال الذي يطرح حول هذا الموضوع، هو مدى سلامة هذه المنتجات على الصحة العامة. وهل ينصح اختصاصيو التغذية بتناولها؟

تردّ الاختصاصية الغذائية عبير أبو رجيلي لـ«الشرق الأوسط»: «الفواكه والخضراوات المقرمشة تعدّ من المكونات التي ينصح بتناولها. ولكن شرط ألا تكون مقلية. فالمفّرزة أو المجففة منها هي الأفضل، وكذلك المشوية. هذه المكونات تحافظ على المعادن والفيتامينات المفيدة للصحة. والبعض يأكلها كـ(سناك) كي يشعر بالشبع. ولذلك ينصح بتناولها لمن يقومون بحمية غذائية. فسعراتها الحرارية قليلة فيما لو لم تتم إضافة السكر والملح إليها».

يتم عرض هذه المكونات في محلات بيع المكسرات. والإعلانات التي تروّج لها تظهرها طازجة ولذيذة ومحافظة على لونها. بعض المحلات تتضمن إعلاناتها التجارية التوصيل المجاني إلى أي عنوان. وأحياناً يتم خلطها مع مكسّرات نيئة مثل اللوز والكاجو والبندق. وبذلك تكون الوجبة الغذائية التي يتناولها الشخص غنية بمعادن وفيتامينات عدّة.

فواكه وخضار طازجة (الشرق الاوسط)

وتوضح عبير أبو رجيلي: «كوب واحد من الخضراوات المجففة والمقرمشة يحتوي على ألياف تسهم في عدم تلف خلايا الجسم. وبحسب دراسات أجريت في هذا الخصوص فإنها تسهم في الوقاية من أمراض القلب والشرايين».

يحبّذ خبراء التغذية تناول الخضراوات والفواكه الطازجة لأن فوائدها تكون كاملة في محتواها. ولكن تقول عبير أبو رجيلي لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن تناولنا خضراوات وفواكه طازجة ينعكس إيجاباً على صحتنا، ولكن المجففة تملك نفس الخصائص ولو خسرت نسبة قليلة من الفيتامينات».

تقسّم عبير أبو رجيلي هذه المكونات إلى نوعين: الفواكه والخضراوات. وتشير إلى أن الأخيرة هي المفضّل تناولها. «نقول ذلك لأنها تتمتع بنفس القيمة الغذائية الأصلية. بعضهم يقدمها كضيافة وبعضهم الآخر يحملها معه إلى مكتبه. فهي خفيفة الوزن وتكافح الجوع بأقل تكلفة سلبية على صحتنا».

وبالنسبة للفواكه المجففة تقول: «هناك النوع الذي نعرفه منذ زمن ألا وهو الطري والليّن. طعمه لذيذ ولكن يجب التنبّه لعدم الإكثار من تناوله، لأنه يزيد من نسبة السكر في الدم. أما الرقائق المجففة والمقرمشة منه، فننصح بتناولها لمن يعانون من حالات الإمساك. وهذه المكونات كما أصنافها الأخرى تكون مفرّغة من المياه ويتم تجفيفها بواسطة أشعة الشمس أو بالهواء».

بعض هذه المكونات، والمستوردة بكميات كبيرة من الصين يتم تجفيفها في ماكينات كهربائية. فتنتج أضعاف الكميات التي تجفف في الهواء الطلق أو تحت أشعة الشمس. وهو ما يفسّر أسعارها المقبولة والمتاحة للجميع.

في الماضي كان أجدادنا يقومون بتجفيف أنواع خضراوات عدّة كي يخزنونها كمونة لفصل الشتاء. فمن منّا لا يتذكر الخيطان والحبال الطويلة من أوراق الملوخية وحبات البندورة والبامية المعلّقة تحت أشعة الشمس ليتم تجفيفها والاحتفاظ بها؟

وتنصح عبير أبو رجيلي بالاعتدال في تناول هذه الأصناف من فاكهة وخضراوات مجففة. «إنها كأي مكوّن آخر، يمكن أن ينعكس سلباً على صحتنا عامة».