أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن ناقلة النفط الإيرانية «أدريان داريا 1»، التي يشتبه أنها كانت تنقل النفط إلى سوريا واحتجزت لمدة ستة أسابيع في جبل طارق، تتجه حاليا نحو لبنان، لكن بيروت نفت أن تكون بلادها تلقت طلبا لاستقبال الناقلة.
ووفي مؤتمر صحافي عقده في أوسلو، نفى جاويش أوغلو أن تكون الناقلة متجهة إلى تركيا، قائلا: «هذه الناقلة لا تتجه بالواقع نحو ميناء إسكندرون (جنوب تركيا)، إنها تتجه نحو لبنان»، دون أن يحدد ما إذا كان لبنان هي وجهتها النهائية. وأضاف: «لا نزال نشتري الغاز من إيران لكننا لا نشتري النفط»، موضحا أن بلاده «تتابع من كثب التطورات المتعلقة بالسفينة».
وسارعت وزيرة الطاقة في لبنان ندى البستاني إلى نفي أن تكون بلادها تلقت طلبا لاستقبال الناقلة. وقالت في تغريدة على حسابها بموقع «تويتر»: «وزارة الطاقة لا تشتري النفط الخام من أي بلد... ولبنان لا يملك مصفاة للنفط الخام، كما لا يوجد أي طلب لدخول ناقلة النفط (أدريان داريا 1) إلى لبنان».
من جانبه، قال وزير المال اللبناني، علي حسن خليل، إنه لم يتم إبلاغ لبنان بأن الناقلة الإيرانية «أدريان داريا 1»، تتحرك متجهة لأحد الموانئ اللبنانية، بحسب ما نقلت عنه «رويترز».
وقال جاويش أوغلو إن لبنان لم يكن بالضرورة الوجهة النهائية للسفينة. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيرته النرويجية إيني إريكسن سوريد «لم أقصد أن أقول إن هذه الناقلة تتجه إلى ميناء لبناني». وأضاف: «طبقا لإحداثياتها، فإنها تتجه إلى المياه الإقليمية لهذا البلد، لكن هذا لا يعني أنها ستتوقف في ميناء لبناني»، مجددا أن الوجهة النهائية ليست ميناء تركيا.
وكانت تركيا تشتري النفط الخام من إيران لكنها توقفت عن استقباله في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي امتثالا للعقوبات الأميركية.
وكان موقع «مارين ترافيك» لتتبع حركة السفن أظهر في وقت سابق أمس أن الناقلة، وهي محور مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، غيّرت مسارها مرة أخرى، وتتجه إلى ميناء إسكندرون جنوب تركيا، وهي المرة الثالثة التي تغير فيها الناقلة وجهتها في غضون 10 أيام. ويقع ميناء الإسكندرون على بعد نحو 200 كيلومتر شمال مصفاة بانياس في سوريا التي يعتقد أنها كانت المقصد الأصلي للناقلة.
وتحمل الناقلة الإيرانية مليوني برميل من النفط، وأفرجت جبل طارق عنها في منتصف أغسطس (آب) بعد مواجهة استمرت 5 أسابيع، للاشتباه في أنها كانت تنقل نفطاً إيرانياً لسوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي لبيع النفط إلى سوريا.
وفي وقت سابق، أظهرت بيانات ناقلة النفط الإيرانية أنها الآن في طريقها إلى تركيا، وقام طاقمها بتغيير وجهتها المدرجة في نظام التعريف التلقائي الخاص به إلى ميناء إسكندرون بتركيا أمس الجمعة. وقبلها كانت أظهرت أنها ستتجه إلى ميناء مرسين جنوب تركيا قبل أن تغير تلك الوجهة لاحقاً. ويمكن للبحارة إدخال أي وجهة في نظام التعريف التلقائي.
وظلت «أدريان داريا 1» محتجزة لأسابيع قبالة جبل طارق بعد أن احتجزتها السلطات هناك للاشتباه في انتهاكها لعقوبات الاتحاد الأوروبي على مبيعات النفط إلى سوريا. كما أن لدى الولايات المتحدة أمرا من محكمة فيدرالية لمصادرة السفينة، وتحذر الدول من قبولها.
وبعد أن أعلنت وسائل إعلام روسية، صباح أول من أمس، أن الناقلة في طريقها إلى تركيا، أفادت وكالة «رويترز» بأنها غيرت وجهتها بعيداً عن ميناء مرسين التركي. وأشارت إلى أن بيانات «رفنيتيف» لتتبع حركة السفن، أظهرت أن الناقلة غيرت مسارها بعيداً عن الساحل التركي. ومن جانبها، ذكرت شركة «تانكر تراكرز» التي تراقب حركة السفن والناقلات، أن الناقلة الإيرانية غيرت مسارها مجدداً، بعد ظهر أول من أمس، نحو اليونان في مناطق تابعة للاتحاد الأوروبي. وحذرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أي دولة من مساعدة الناقلة. وأكدت الخارجية الأميركية، أن مساعدة الناقلة الإيرانية التي غادرت سواحل جبل طارق، قد ينظر لها كدعم لـ«منظمات إرهابية».
وكانت سلطات جبل طارق أفرجت عن الناقلة الإيرانية المحتجزة منذ 4 يوليو (تموز)، في 15 أغسطس على الرغم من طلب أميركي سابق بمصادرتها. وكانت سلطات جبل طارق، الأرض التابعة لسيادة بريطانيا، رفضت مصادرة السفينة بطلب من واشنطن.
تضارب تركي ـ لبناني حول وجهة «ناقلة النفط الإيرانية»
تضارب تركي ـ لبناني حول وجهة «ناقلة النفط الإيرانية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة