شكوى فلسطينية ضد قرار هندوراس فتح مكتب دبلوماسي في القدس

TT

شكوى فلسطينية ضد قرار هندوراس فتح مكتب دبلوماسي في القدس

دانت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس الخميس، قرار هندوراس فتح مكتب دبلوماسي في القدس مرتبط بسفارتها في تل أبيب، وقررت تقديم شكوى لدى الأمم المتحدة ضد هذه الخطوة.
وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمة «أبدية وغير قابلة للتقسيم» لها، بينما يريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية.
وكانت حكومة هندوراس أعلنت الثلاثاء، أن الرئيس خوان أورلاندو إيرنانديز سيقوم بزيارة رسمية إلى إسرائيل لافتتاح «مكتب دبلوماسي» في القدس، معترفة بذلك بالمدينة المقدسة عاصمة للدولة العبرية. وقال رئيس هندوراس: «إنه في نظري الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل»، موضحا أن «المكتب الدبلوماسي» هو «امتداد» لسفارة بلاده الواقعة في تل أبيب.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس، أن زيارة رئيس هندوراس وزوجته تبدأ السبت، موضحة أنه سيفتتح الأحد «مكتبا تجاريا» لبلاده في القدس.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إنها قررت التقدم بشكوى ضد هندوراس لدى الأمين العام للأمم المتحدة بسبب قرارها فتح البعثة الدبلوماسية. كما أعلنت «سحب رغبتها في فتح سفارة لها في (عاصمة هندوراس) تيغوسيغالبا».
وبحسب البيان قررت وزارة الخارجية أيضا «تقديم مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد هندوراس لمخالفتها قرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980». ويعتبر قرار مجلس الأمن 478 «القانون الإسرائيلي بضم القدس الشرقية المحتلة لاغيا وباطلا»، ويشدد على «عدم إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس أو نقل تلك البعثات إليها».
واعتبرت الوزارة الفلسطينية قرار هندوراس «عدوانا مباشرا» على الشعب الفلسطيني وحقوقه و«انتهاكا صارخا للقانون الدولي والشرعية الدولية وقرارتها». وقالت إن قرار هندوراس «لا يساعد أي جهود دولية وإقليمية مبذولة لتحقيق السلام على أساس المرجعيات الدولية ومبدأ حل الدولتين إن لم يكن تعطيلا لتلك الجهود».
وقررت وزارة الخارجية الطلب من المجلس الوزاري للجامعة العربية الذي سيعقد في العاشر من سبتمبر (أيلول) برئاسة العراق، إدانة هذه الخطوة والدفع باتجاه اتخاذ إجراءات عقابية ضد هندوراس.
وأضافت الوزارة أنها قررت أيضا «التوجه للأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي لنفس الغاية طالبة اتخاذ إجراءات مقاطعة تجارية ضد هندوراس». وطلبت الوزارة رسميا في بيانها من الجالية الفلسطينية في هندوراس والتي يبلغ تعدادها أكثر من 100 ألف شخص «رفض هذا القرار والتعبير عن رفضهم بكل الوسائل القانونية والتجارية والاقتصادية المتاحة».
وكانت وزارة خارجية هندوراس قالت في بيان الثلاثاء إن إسرائيل طرحت فكرة نقل السفارة إلى القدس في اقتراح يجري حاليا «تحليله في الأجواء الدولية والوطنية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.