أميركيتان تعترفان بالذنب في التخطيط لهجوم إرهابي

تواجهان عقوبة سجن تصل إلى 20 عاماً

TT

أميركيتان تعترفان بالذنب في التخطيط لهجوم إرهابي

اعترفت امرأتان أميركيتان بأنهما درستا بعضاً من أسوأ الهجمات الإرهابية في التاريخ، لتعلم كيفية صنع قنابل يدوية لهجوم إرهابي محتمل. وقالتا إنهما قامتا بتدريس وتوزيع المعلومات المتعلقة بصنع واستخدام جهاز متفجر مدمر، وسلاح دمار شامل، بنية أن يتم استخدامه لارتكاب جرائم على أرض الولايات المتحدة.
وأفادت التحقيقات أن كلاً من فينتزاس وصديقي خططتا بين عامي 2013 و2015، لصنع قنبلة لاستخدامها في هجوم إرهابي، وقامتا بتعليم بعضهما البعض مهارات الكيمياء والكهرباء المتعلقة بإنتاج المتفجرات وأجهزة التفجير. كما أجرت الاثنتان بحثاً عن كيفية صنع متفجرات بلاستيكية وكيفية صنع سيارة مفخخة. وتواجه الامرأتان عقوبة السجن لمدة تصل إلى 20 عاماً، عندما يصدر الحكم عليهما.
واعترفت نويل فينتزاس (31 سنة)، وآسيا صديقي (35 عاماً)، بأنهما استلهمتا هذا الفكر من الفكر الأصولي. ودرست فينتزاس وصديقي أيضاً الأجهزة المماثلة المستخدمة في الحوادث الإرهابية السابقة، بما في ذلك تفجير ماراثون بوسطن وتفجير أوكلاهوما سيتي وهجوم مركز التجارة العالمي عام 1993، وبحثتا في أهداف محتملة للهجوم، مع التركيز على إنفاذ القانون والأهداف ذات الصلة بالجيش.
وخلال حملة مداهمة فينتزاس وصديقي، صادر المحققون الفيدراليون خزانات غاز البروبون، وأدوات لحام، وتعليمات تفجير السيارات، وكتب عن الأدب الجهادي، فضلاً عن مناجل وعدة سكاكين.
وقال مساعد المدعي العام جون ديمرز: «استوحيتا أفكارهما من الإسلام الراديكالي، وقامت كل من فينتزاس وصديقي ببحث وتعليم بعضهما البعض كيفية صنع القنابل لاستخدامها على الأراضي الأميركية ضد قوات إنفاذ القانون والأهداف العسكرية. إلا أن الأعمال الممتازة التي قام بها العملاء والمحللون والمدعون العامون المسؤولون عن هذا التحقيق والملاحقة القضائية، أحبطت مخططاتهما. لهذا نحن ممتنون».
وقال المحامية الأميركي، ريتشارد دونوغو، إن اهتمام صديقي بالأنشطة الإرهابية العنيفة، انعكس في مذكراتها المكتوبة لمجلة جهادية متطرفة قام بتحريرها سمير خان، وهو شخصية بارزة وعضو في تنظيم القاعدة الإرهابي.
وأضاف أن «فينتزاس أيدت بالمثل خطاباً عنيفاً مشيداً بهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وذكرت أن كونها شهيدة في هجوم انتحاري يضمن لها الدخول إلى الجنة. وحددت فينتزاس أهداف الحكومة على وجه التحديد، قائلة: عليك أن تستهدف الرأس عندما ترتكب هجوماً إرهابياً».
وتابع: «في محاولة لتنفيذ آيديولوجيتهما العنيفة والراديكالية، درست المتهمتان بعضاً من أكثر الهجمات الإرهابية فتكاً في تاريخ الولايات المتحدة، واستخدمتا ذلك كمخطط لخططهما الخاصة بقتل موظفي إنفاذ القانون والعسكريين الأميركيين».
وقال مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، ويليام سويني: «كانت فينتزاس وصديقي عازمتين على شن جهاد عنيف هنا في الولايات المتحدة، والبحث عن هجمات إرهابية تاريخية مطولة على الأراضي الأميركية، وتثقيف نفسيهما حول كيفية تحويل خزانات البروبون إلى أجهزة متفجرة، وتحلمان بخطط لقتل الأميركيين على أرضنا».
وأضاف: «نداء اليوم ليس مجرد نهاية مرحب بها لهذا التحقيق المستمر منذ سنوات، بل هو فضل لمكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك والكثير من شركائنا في إنفاذ القانون الذين رأوا هذا حتى النهاية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.