تونس تتعقب تحركات إرهابيين على الحدود مع الجزائر

TT

تونس تتعقب تحركات إرهابيين على الحدود مع الجزائر

أعلنت وحدات الحرس التونسي المتخصصة في مكافحة الإرهاب أنها بصدد تعقب تحركات مجموعة إرهابية في المناطق الجبلية بمنطقة القصرين (وسط شرقي تونس)، وذلك إثر تقدم أحد سكان المنطقة بمعلومات تفيد باستيقافه من قبل أحد العناصر الإرهابية، وتضييق الخناق عليه للحصول على معلومات حول من يعملون في سلك الأمن بالمنطقة، وإن كان له أقارب يعملون في وحدات الأمن والجيش. وأشار المصدر ذاته إلى أن العنصر الإرهابي الذي اعترض سبيله يرتدي قميصا أسود اللون وكان مسلحا، ورجحت أن لا يكون بمفرده بعد أن توعده بالذبح وبقية أفراد عائلته إن أبلغ وحدات الأمن والجيش حول وجوده في المنطقة قبل أن يتجه إلى المنطقة الجبلية المجاورة.
وكانت عناصر إرهابية منتمية إلى تنظيم «جند الخلافة» المبايع لـ«داعش» قد عمدت خلال السنوات الأخيرة إلى تهديد سكان المناطق المحاذية للجبال، وذبحت الشقيقين التونسيين من عائلة السلطاني، وذلك إثر اتهامهما من قبل التنظيمات الإرهابية بالتعاون وإفشاء أسرارها لدى قوات الأمن والجيش التونسيين. وفي السياق ذاته، أعلنت وحدات الحرس التونسي أنها اكتشفت حفرتين كانتا تغطيهما أغصان الأشجار في منطقة فوسانة التابعة لولاية - محافظة – القصرين (وسط غربي تونس)، وأكدت أن الحفرتين حديثتا العهد وهو ما يعني أن عناصر متطرفة، قد استغلتها قبل اكتشافها بفترة وجيزة. وتم التأكيد على وجود تحركات لعناصر إرهابية على مستوى الشريط الحدودي الرابط بين تونس والجزائر وهو ما استدعى التنسيق بين قوات مكافحة الإرهاب بين البلدين لمزيد تضييق الخناق على العناصر الإرهابية المتحصنة في الجبال التي تربط بينهما.
وتفيد المعطيات التي قدمتها أجهزة الأمن والجيش في تونس بأن عدد العناصر الإرهابية قد تقلص خلال السنوات الأخيرة وهو لا يزيد عن بضع العشرات نتيجة الخطط التي اعتمدتها تونس في مكافحة الإرهاب، من ذلك إعلان المناطق المحاذية للحدود الجزائرية منطقة عسكرية مغلقة ومواصلة مطاردة العناصر الإرهابية، ونصب كمائن لها والإيقاع بقياداتها الواحد وراء الآخر. غير أن أجهزة الأمن والجيش تعترف بتواصل التهديدات الإرهابية وتعتبر أن المعركة مع ظاهرة الإرهاب ستتواصل خلال السنوات المقبلة.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.