إسرائيل تحجز 13 مليوناً من أموال السلطة لصالح «المتعاونين»

تنفيذية منظمة التحرير تؤكد تسريع العمل من أجل وقف الاتفاقيات مع إسرائيل

TT

إسرائيل تحجز 13 مليوناً من أموال السلطة لصالح «المتعاونين»

قررت الحكومة الإسرائيلية حجز مبلغ نحو 13 مليون شيقل من أموال الضرائب الفلسطينية، استجابة لقرار قضائي بتحويل مبلغ 12.7 مليون شيقل من العوائد المالية الفلسطينية إلى دائرة الحجوزات؛ وذلك بسبب ملفات قضائية فتحت ضد السلطة الفلسطينية.
وجاء هذا القرار بعد أن قضت «المحكمة المركزية» الإسرائيلية لصالح ما تمت تسميتهم «إسرائيليين عرب» كانوا يعيشون في الضفة الغربية، اعتقلتهم السلطة الفلسطينية للاشتباه في تجسسهم لصالح إسرائيل. وقال قرار الحكم «إنه تم احتجازهم من دون وجود أي صلاحية للسلطة الفلسطينية للقيام بهذا، ومجرد حرمان هؤلاء المعتقلين من الحرية، يشكل سبباً للضرر». وسيتم توزيع الأموال المحولة على «المتعاونين» مع إسرائيل من خلال سلطة الجباية الإسرائيلية.
وقالت صحيفة «معاريف»، إنه بعد مداولات طويلة ومرهقة، حكم القاضي قبل عام تقريباً بأن المحكمة الإسرائيلية تتمتع بصلاحية النظر في دعاوى المعتقلين بسبب ما أسمته «جرائم أمنية» ضد السلطة الفلسطينية. ويشكل القرار ضربة جديدة للسلطة التي ترفض أصلاً تسلم أموال العوائد الضريبية من إسرائيل بعدما خصمت منها أموالاً تعادل ما تدفعه السلطة لعوائل الشهداء والأسرى الفلسطينيين. وتخوض السلطة منذ شهر فبراير (شباط) الماضي نضالاً من أجل استعادة الأموال كاملة، لكن إسرائيل لا توافق.
وحاولت إسرائيل تحويل الأموال المتراكمة مع استمرار الخصم عليها للسلطة مرات عدة خشية انهيار محتمل، لكن السلطة أعادت جميع هذه الأموال. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه لن يتسلم أي أموال ناقصة ولو بقرش واحد.
ويعمل الفلسطينيون الآن على وضع آليات لتنفيذ خطة وقف الاتفاقيات مع إسرائيل بسبب غياب الأفق السياسي واستمرار الاستيطان واستباحة المناطق التابعة للسلطة والسطو على الأموال. وكجزء من تغيير الاستراتيجية في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية وصفقة القرن.
وعقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اجتماعاً تشاورياً، أمس، وأكدت على متابعة قرار القيادة الفلسطينية بوقف التعامل مع كل الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، الذي لا يلتزم بأي من هذه الاتفاقيات، وتسريع عمل اللجنة المنبثقة لمتابعة تنفيذ فوري للتخلص من كل هذه الاتفاقيات التي لا يلتزم بها الاحتلال، إلا بما يؤمّن مصالحه، ومتابعة تنفيذ قرارات المجلس المركزي والوطني.
ووقفت اللجنة التنفيذية أمام قيام حكومة الاحتلال بالبناء والتوسع الاستعماري غير الشرعي وغير القانوني في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ الأمر الذي يشكل استمراراً لارتكاب جرائم الاحتلال، واستهتاراً بكل قرارات الشرعية الدولية والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولية رقم 2334، وما يتطلبه ذلك من الإسراع في فتح تحقيق قضائي أمام المحكمة الجنائية الدولية واضطلاع المنظمة الأممية ومنظمات حقوق الإنسان بالدور المناط بها، وأهمية رفض هذه السياسات العدوانية وفرض مقاطعة على الاحتلال ومعاقبته على هذه الجرائم.
وأكدت اللجنة التنفيذية على رفضها مواقف الإدارة الأميركية وتصريحاتها التي تحاول شطب حقوق شعبنا التاريخية والطبيعية في قيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين، واستناداً إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وليس فرض شريعة الغاب، التي تحاول الإدارة الأميركية فرضها. وطالبت اللجنة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل العاجل والسريع لتأمين حماية دولية للأبرياء، ومحاسبة سلطة الاحتلال على جرائمها.
كما أكدت على أهمية موصلة الجهود لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة كل المخاطر والتحديات التي تعيق موقفنا الفلسطيني، «مؤكدين على دور الأشقاء في جمهورية مصر العربية في المتابعة والتمسك بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة، بما فيها الاتفاق الموقع في 12-10- 2017، وإجراء الانتخابات العامة، في موعد محدد، حسماً لكل الخلافات، ومحاولة تكريس الانقسام الفلسطيني الذي تحدث عنه نتنياهو، على أنه مصلحة صافية للاحتلال».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».