هجوم معاكس للمعارضة قرب خان شيخون

المعارك متواصلة بعنف وسيطرة النظام على 5 قرى

TT

هجوم معاكس للمعارضة قرب خان شيخون

نفّذت الفصائل السورية المعارضة هجوماً معاكساً على المحاور الشرقية لخان شيخون، أمس، وتمكنت من التقدم في بلدة السكيك، بينما تقدمت القوات الموالية للنظام ميدانياً منذ 3 أيام، وباتت على مسافة 3 كيلومترات من خان شيخون الاستراتيجية من الجهة الشمالية الغربية، بعدما سيطرت الخميس على 5 قرى قريبة منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتقع هذه المدينة على طريق سريع رئيسي، يمرّ بإدلب، ويربط بين دمشق وحلب. وهدف التقدم هو محاصرة خان شيخون والوصول إلى الطريق السريع.
ورصد المرصد، أمس، مقتل نحو 45 قتيلاً من قوات النظام والفصائل، جراء المعارك المتواصلة بعنف والمترافقة مع قصف هستيري ضمن ريف إدلب الجنوبي.
واستهلت الفصائل هجومها المعاكس، أمس (الخميس)، بتفجير «هيئة تحرير الشام» آلية مفخخة، وسط ضربات برية مكثفة على المنطقة. وأفاد المرصد بأن الفصائل تمكنت من التقدم في بلدة السكيك حيث تجري معارك عنيفة بين الطرفين داخلها، تترافق مع مشاركة طائرات حربية ومروحية في صدّ الهجوم العنيف هذا.
ووثّق المرصد السوري مزيداً من الخسائر البشرية جراء القصف الجوي والبري والاشتباكات؛ حيث ارتفع إلى 24، بينهم 17 من المقاتلين الذين قتلوا منذ ما بعد منتصف الليل، كما ارتفع إلى 20 عدد قتلى قوات النظام والميليشيات الموالية لها.
وتمكن مقاتلو معركة «الفتح المبين» الأربعاء من إسقاط طائرة حربية سورية، كانت تحلق شرق خان شيخون، وألقوا القبض على قائدها، في حدث هو الأول من نوعه منذ بدء التصعيد في هذه المنطقة.
وتبنت «هيئة تحرير الشام» العملية، ونشرت الخميس مقطع فيديو يظهر الطيار الأسير الذي عرّف عن نفسه بأنّه المقدم محمد أحمد سليمان من القوات الجوية السورية.
وأسفرت المعارك التي دارت في جنوب إدلب، ليل الأربعاء - الخميس، عن مقتل 20 مقاتلاً في صفوف القوات النظام، و24 مقاتلاً من الفصائل المسلحة.
ومنذ نهاية أبريل (نيسان)، أوقعت الاشتباكات 1300 مقاتل من الجهاديين والفصائل المقاتلة، بالإضافة إلى أكثر من 1150 عنصراً من قوات النظام وتلك الموالية لها، بحسب المرصد.
في السياق، قتل 10 مدنيين، في قصف مستمر للنظام السوري وروسيا على الأحياء السكنية في منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا. وأفاد مراسل «الأناضول» أن النظام وروسيا يواصلان القصف الجوي والمدفعي على مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان، وبلدة بداما وقريتي معرة حرمة ومدايا بريف إدلب، ومدينتي اللطامنة وكفرزيتا وقرية لطمين بريف حماة، منذ مساء الأربعاء.
وأفاد مصطفى حاج يوسف، مدير الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) لـ«الأناضول»، أن 10 مدنيين قُتلوا في القصف الجوي على المنطقة، الذي ارتفعت وتيرته الأربعاء.
وأوضح مرصد تعقب حركة الطيران، التابع للمعارضة في حساباته على صفحات التواصل الاجتماعي، أن القصف استهدف كذلك مركزاً صحياً في قرية معرة حرمة.
فيما أكدت مصادر في الدفاع المدني أن أحد عناصره، إضافة إلى عاملين في المجال الصحي، قتلوا في القصف المذكور. وكان 9 مدنيين قتلوا الأربعاء بغارات روسية وسورية، استهدفت عدداً من البلدات والقرى في جنوب إدلب؛ خصوصاً في معرة حرمة ومحيطها. وقُتل مسعف يعمل في منظمة «الخوذ البيضاء»، بالإضافة إلى سائق سيارة إسعاف وممرض في منظمة «سيريان أميركان ميديكل» غير الحكومية، بالغارات الروسية، ما أثار غضب الأمم المتحدة.
وأعلن مارك كاتس، وهو أحد مسؤولي المنظمة الدولية لتنسيق العمليات الإنسانية في سوريا، في بيان، أنّ «هجوم الأربعاء يكشف مرة جديدة عن الرعب (...) في إدلب وفي شمال حماة حيث لا يزال 3 ملايين مدني عالقين وحيث لا يزال العاملون في المجال الإنساني (...) يضحون بحياتهم لإنقاذ الآخرين».
وتستقبل محافظة إدلب عشرات آلاف الأشخاص الذين فرّوا من منازلهم في عدد من مناطق البلاد بسبب المعارك أو بعد استعادة النظام مناطق من الفصائل المعارضة والمسلحة.
ومنذ بداية التصعيد، قتل 820 مدنياً وفقاً للمرصد السوري. ودفع العنف أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح، بحسب الأمم المتحدة التي تخشى «كارثة» إنسانية.
ومنطقة إدلب ومحيطها مشمولة باتفاق روسي تركي منذ سبتمبر (أيلول) 2018. نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات المسلحة من المنطقة المعنية. لكن لم يتم تنفيذه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.