قالت مصادر أميركية، أمس الثلاثاء، إن الرئيس السابق باراك أوباما أمر بسحب تقرير أصدرته وزارة الأمن عن زيادة «إرهاب البيض»، وذلك خوفا من إثارة غضب قادة الحزب الجمهوري، ومن ردود الفعل عليه من الأغلبية البيضاء كأول رئيس أسود. وأضافت المصادر أن التقرير صدر بعد فترة وجيزة من تولي أوباما منصبه في عام 2009، وأن «التباطؤ الاقتصادي الكبير، وزيادة وسائل الإعلام الاجتماعية، وانتخاب أول رئيس أسود، ستجعل التطرف الذي يحركه العرق عنصراً متنامياً، وسيكون هذا تهديداً خطيراً للأمن القومي».
لكن، عندما نشر التقرير، اشتعلت عاصفة من الاحتجاجات، أكثرها من اليمين. وفي ذلك الوقت، قال مايك بومبيو، وزير الخارجية الآن، وكان عضوا جمهوريا في الكونغرس من ولاية كانساس: «سيكون التركيز على الإرهاب الداخلي خطرا على الأمن، باسم تحاشي إغضاب الآخرين. وسيكون إنكارا للتهديد الذي يشكله الإرهاب المتطرف».
وقالت مصادر إخبارية أميركية، ومن بينها صحيفة «نيويورك تايمز»: «كان داخل إدارة أوباما قلق من أن تسليط الضوء على القضية لن يؤدي إلا إلى تغذية نظريات المؤامرة المتعصبة البيضاء، أو إعطاء دعاية لا مبرر لها لشخصيات هامشية». لهذا، في غضون أسابيع، ألغت جانيت نابوليتانو، التي كانت آنذاك وزيرة الأمن الداخلي، التقرير. وغادر كاتب التقرير الرئيسي الوزارة، وأغلق قسم الوزارة المتخصص في متابعة الإرهاب المحلي. وأضافت المصادر أنه، بعد عقد من الزمن، توجد أدلة واضحة على أن العنف الذي يمارسه المتطرفون البيض يمثل مشكلة لا يمكن إنكارها، خاصة بعد إطلاق النار الجماعي بدوافع عنصرية في ولاية تكساس في الأسبوع الماضي.
وقالت المصادر: «يوضح إلقاء نظرة على تجربة وزارة الأمن الداخلي، المسؤولة عن جمع البيانات وتحليل التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة، أن الاعتبارات السياسية أعاقت الجهود المبذولة لإعطاء المشكلة أهمية أكبر. وأيضا، أعاقت وضع سياسات لمواجهتها». حسب المصادر، خلال سنوات أوباما، جاء الضغط لتقليل خطر إرهاب البيض من الجمهوريين الذين رأوا أنه تحول عن محاربة التطرف الإسلامي. في نفس الوقت، تردد قادة ليبراليون ديمقراطيون في دعم التقرير، خوفا من تأثير الحملة ضد البيض المتطرفين على الحريات المدنية للمواطنين الأميركيين. وفي مقابلة مع برنامج «قابل الصحافة» في تلفزيون «إن بي سي» يوم الأحد، قال كيفن ماكالينان، القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي، إن الإرهاب المحلي أصبح أولوية وطنية في الحرب ضد الإرهاب «لأول مرة». لكنه أكد أن الوزارة تظل ترصد أكثر ميزانيتها لمواجهة «القضايا الإرهابية الدولية».
أوباما سحب تقريراً عن «إرهاب البيض»
عاد إلى الأضواء الآن
أوباما سحب تقريراً عن «إرهاب البيض»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة