وسط ترجيحات بتواصل منفذي «انفجار معهد الأورام»، في مصر، عبر تطبيق «تليغرام»، بثت وسائل إعلام مصرية تسجيلاً صوتياً يشير إلى تواصل الجناة عبر التطبيق. التسجيل الصوتي جاء في أعقاب نشر وزارة الداخلية المصرية فيديوهات عن عملية تتبُّع السيارة التي استُخدمت في الحادث، والكشف عن هوية منفذ الحادث، واعترافات لأحد عناصر حركة «حسم».
في حين أكد خبراء في الحركات الأصولية لـ«الشرق الأوسط» أن «اعتماد الجناة على (تليغرام) لصعوبة الوصول لمستخدميه، والتطبيق يُعد الأكثر تداولاً الآن بين (الإرهابيين) عقب محاصرة الدول لـ(تويتر) و(فيسبوك)».
التسجيل الصوتي المتداول كان بين شخص يحمل اسماً حركياً يُدعى محمد عليش وشخص آخر يُدعى إبراهيم خالد (شقيق «منفّذ انفجار معهد الأورام»). وقالت وزارة الداخلية إن «(عليش وإبراهيم) ينتميان لحركة (حسم)، ومتورطان في تفجير معهد الأورام»، وخلال التسجيل، سأل «عليش»، «إبراهيم»، عن شقيقه «منفذ الحادث»، فنفى الأخير معرفته بمكانه، قائلاً: «لم أتمكن من التوصل معه».
وكشفت وزارة الداخلية عن أن عضو حركة «حسم»، عبد الرحمن خالد، هو منفّذ «انفجار معهد الأورام»، وهو متهم هارب من إحدى القضايا عام 2018، المسماة بـ«طلائع حسم».
وسبق أن فتح ظهور أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، على «تليغرام»، دون غيره من منصات التواصل التي اعتاد التنظيم الظهور عليها، بعد 5 سنوات من الاختفاء، باب الترجيحات بأن يكون التطبيق البديل الآمن الآن لـ«المتطرفين» في جميع التنظيمات الإرهابية.
وقال خالد الزعفراني، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن «(تليغرام) يتميز عن (فيسبوك) و(تويتر) بأنه التطبيق الوحيد الذي يعمل من خلال (الإيميل)، ويتميز بالتشفير العالي، الذي يزيد من صعوبة الوصول لمستخدمه أو تتبع رسالته، ولا يوجد عليه أي رقابة».
ويُشار إلى أن المكافحة الإلكترونية التي شنتها إدارات «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، إضافة إلى هجمات القرصنة الإلكترونية لمواقع «المتطرفين»، خلال الأشهر الماضية، أدَّت إلى فرارهم إلى «تليغرام». وأكد عمرو عبد المنعم، الباحث في الحركات الإسلامية، أن «عدد (الإرهابيين) الذين غادروا (تويتر) إلى (تليغرام) نحو 20 إلى 50 ألفاً»، مضيفاً أن «(تليغرام) هو التطبيق الآمن الآن لـ(الإرهابيين)، لأنه لا يخضع للتتبع من قبل أجهزة أمن الدول، ويصعب اختراقه والسيطرة عليه من قبل الأجهزة الأمنية».
وأكد الدكتور محمود الصاوي وكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر أنه «لا شك أن التنظيمات المتطرفة تستغلّ وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في نشر أفكارها وقناعاتها، وجلب الشباب إليها، لعلمهم بحالة الإدمان التي وصل إليها آلاف الشباب للإنترنت».
وكشفت وزارة الداخلية المصرية، الليلة قبل الماضية، ملابسات حادث التفجير الإرهابي بمحيط «معهد الأورام» (وسط القاهرة)، الذي وقع، مساء الأحد الماضي، وراح ضحيته ما لا يقل عن 20 قتيلاً و47 مصاباً. كما أعلنت مقتل 15 من عناصر حركة «حسم» المتهمة بالتخطيط للحادث.
وبحسب بيان أصدرته الوزارة، فإن منفذ الحادث يُدعى عبد الرحمن خالد، واسمه الحركي «معتصم»، مواليد 1995، بمحافظة الفيوم (جنوب العاصمة)، وهو هارب من أمر بضبطه على ذمة إحدى القضايا الإرهابية لعام 2019، المعروفة بـ«طلائع حسم».
وأكدت الداخلية أنه جاء التوصل إلى منفذ التفجير من خلال «تحليل البصمة الوراثية ومقارنتها نظيرتها مع أفراد أسرته»، وفقاً للبيان الذي أوضح أن عمليات الفحص والتتبع توصلت لتحديد خط سير السيارة قبل التنفيذ، وتم تحديد عناصر الخلية العنقودية، حيث تم استئذان نيابة أمن الدولة لضبطها.
ووفقاً لبيان الداخلية المصرية، تم ضبط المتهم إبراهيم خالد، الذي أدلى بمكان اختباء إسلام قرني، المتهم في قضية صناعة متفجرات بمنطقة التبين بحلوان (جنوب القاهرة)، وحاول الهرب وتمكين إبراهيم خالد من الهرب معه، وأطلقا النار على القوات، وتم التعامل معهما، ولقيا مصرعهما. وقالت الداخلية إنها «حددت وكرين اتخذتهما العناصر، أحدهما مبنى مهجور بمركز إطسا، بمحافظة الفيوم، والآخر شقة اجتماعية في منطقة (الشروق 3) بالقاهرة، وتم استهدافهما». وأضافت الداخلية: «بمداهمة الوكر الأول، تم التعامل معهم ومصرع 8 عناصر من الخلية الإرهابية، وبمداهمة الوكر الثاني تم التعامل المسلح معهم وأسفر عن مقتل 7 من عناصر الخلية الإرهابية».
وكانت وزارة الداخلية قد أشارت فور وقوع الحادث إلى أن الانفجار نتج عن اصطدام إحدى السيارات بمنطقة قصر العيني أمام «معهد الأورام»، بثلاث سيارات أثناء محاولة سيرها عكس الاتجاه، وبفحص السيارة تبين أنها إحدى السيارات المبلَّغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر، كما أشار الفحص الفني إلى أن السيارة كانت بداخلها كمية من المتفجرات أدى حدوث التصادم إلى انفجارها. واتهمت الوزارة حركة «حسم» التابعة لـتنظيم «الإخوان» بتجهيز تلك السيارة استعداداً لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها.
مصر: ترجيحات باستخدام منفذي «انفجار معهد الأورام» تطبيق «تليغرام»
خبراء أكدوا اعتماد الجناة عليه لصعوبة الوصول لمستخدميه
مصر: ترجيحات باستخدام منفذي «انفجار معهد الأورام» تطبيق «تليغرام»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة