جدل بشأن تعيين «حماس» إدارات مجالس بلدية في غزة

عجوز يتفحص كيساً بلاستيكياً يحوي أشياء جمعها من شوارع مدينة غزة (أ.ف.ب)
عجوز يتفحص كيساً بلاستيكياً يحوي أشياء جمعها من شوارع مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

جدل بشأن تعيين «حماس» إدارات مجالس بلدية في غزة

عجوز يتفحص كيساً بلاستيكياً يحوي أشياء جمعها من شوارع مدينة غزة (أ.ف.ب)
عجوز يتفحص كيساً بلاستيكياً يحوي أشياء جمعها من شوارع مدينة غزة (أ.ف.ب)

أثار تعيين حركة «حماس» إدارات جديدة لمجالس بلدية في قطاع غزة جدلاً فلسطينياً في ظل المخاوف من تكريس مزيد من الانقسام الداخلي المستمر منذ 12 عاماً.
وأعلنت بلدية غزة؛ كبرى بلديات القطاع الذي تسيطر عليه «حماس» بالقوة منذ منتصف عام 2007، قبل يومين تعيين يحيى السراج رئيساً جديداً لها «بعد انتخابه من نخب مجتمعية ورؤساء وأعضاء لجان الأحياء وممثلي النقابات والاتحادات المختلفة».
وذكرت البلدية أن الرئيس الجديد سيجري مشاورات مع اللجان المختصة ووجهاء المدينة والمعنيين لاختيار باقي أعضاء المجلس البلدي مع مراعاة تمثيل المجلس للقطاعات المختلفة.
وصرح وكيل وزارة الحكم المحلي، التي تديرها «حماس»، إبراهيم رضوان بأن اعتماد هذه الطريقة بانتخاب رئيس جديد لبلدية غزة جاء «في ظل استمرار تعطل إجراء الانتخابات المحلية».
وأوضح رضوان أن عملية انتخاب رئيس بلدية غزة الجديد «شارك فيها نخب مجتمعية وممثلو مؤسسات وهيئات محلية ونقابات مهنية ورؤساء جامعات». وتعدّ بلدية غزة ثاني أكبر المجالس المحلية في الأراضي الفلسطينية من حيث عدد السكان، ويعمل فيها أكثر من 1800 موظف، وتحظى بأكبر إيرادات مالية على مستوى القطاع.
وعلمت وكالة الأنباء الألمانية أن سلطات «حماس» عينت رئيساً جديداً لبلدية رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، علما بأنها كانت عينت رئيساً لبلدية خان يونس مطلع عام 2018.
ولم يشهد قطاع غزة انتخابات للمجالس البلدية منذ عام 2005، فيما أجرت الضفة الغربية انتخابات للبلديات عامي 2011 و2017 من دون القطاع بسبب خلافات تتعلق بالانقسام الداخلي.
وقوبل تعيين إدارات للبلديات في قطاع غزة من دون انتخابات بانتقادات من الفصائل الفلسطينية، خصوصاً من حركة فتح، بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وصرح محمد اللحام عضو المجلس الثوري لـ«فتح» بأن «حماس» تفرض قياداتها على بلديات قطاع غزة «بعيداً عن أي شكل ديمقراطي أو حتى توافقي بين التنظيمات والمجتمع المدني».
وعدّ القيادي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» إياد عوض الله أن طريقة اختيار رئيس بلدية غزة «تضرب جوهر العملية الديمقراطية التي يجب أن تتم من خلال إجراء انتخابات حرة ومباشرة لاختيار المجالس المحلية».
وفي السياق، قالت «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، في بيان، إن إعادة تشكيل البلديات والمجالس المحلية في غزة بطرق انتقائية «لا تساهم باستنهاض وتطوير عمل البلديات»، مطالبة بانتخابات شاملة لكل البلديات في القطاع وفق نظام التمثيل النسبي الكامل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.