العراق وإيران يوقعان اتفاقاً لإنشاء صناديق استثمارية

خبير مالي شكك في جدواها بسبب العقوبات الأميركية

TT

العراق وإيران يوقعان اتفاقاً لإنشاء صناديق استثمارية

أعلن شابور محمدي رئيس منظمة البورصة الإيرانية، عن إبرام مذكرة تعاون مع العراق، من أهم أهدافها إنشاء صناديق استثمارية مشتركة بين البلدين.
ونقلت وكالة فارس للأنباء عن محمدي قوله، لدى التوقيع على الاتفاقية بحضور رئيس هيئة الأوراق المالية العراقي علاء عبد الحسين الساعدي، والسفير العراقي في إيران سعد جواد قنديل، إن «المذكرة تتضمن إنشاء فرع لبورصة السلع الإيرانية في العراق وإيجاد أرضية لتصدير واستيراد السلع عبر هذه البورصة، فضلاً عن تقديم الاستشارات القانونية والفنية المتعلقة بسوق رأس المال».
وبيّن محمدي أن «توحيد النظام القانوني لسوق رأس المال الإيراني والعراقي من بنود المذكرة التي سوف تتابَع من قِبل لجنة مشتركة بين البلدين».
من جهته أوضح علاء الساعدي، رئيس هيئة الأوراق المالية العراقي، أنه مع «إبرام هذه الاتفاقية فإن تبادل المعلومات والخبرات مع إيران سيجري بشكل تخصصي ومتقدم». وأضاف أن «الهيئة تسعى لكسب تجارب إيران في مجال أعمال بورصة الأوراق المالية». أما السفير العراقي في طهران سعد جواد قنديل، فقد أكد من جهته أن «المذكرة خطوة كبيرة باتجاه تعاون البلدين وستسهم بالتعامل الاقتصادي الثنائي».
وبينما أكد مصدر حكومي عراقي، طالباً عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته، لـ«الشرق الأوسط» أن «المذكرة تشمل فقط سوق الأوراق المالية»، مبيناً أن «قانون الهيئة يسمح بمثل هذه الاتفاقات بين الدول والشركات»، فإن الخبير الاقتصادي العراقي باسم جميل إنطون، شكك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بإمكانية «تنفيذ بنود مثل هذه الاتفاقية في ظل العقوبات الأميركية المفروضة على إيران».
وأضاف: «من حق هيئة الأوراق المالية العراقية إبرام الاتفاقيات مع الدول في حال وجود اتفاقيات تسمح بذلك، غير أن أي عملية تحويل مالي بالدولار من العراق إلى إيران لا يمكن القيام بها، كون البنك المركزي العراقي ملتزم بتطبيق العقوبات على إيران (كان التزم مؤخراً بتجميد أصول أربع من الشخصيات العراقية التي شملتها عقوبات الخزانة الأميركية) كما أن أي أموال بالدولار لا بد أن تمر عن طريق الولايات المتحدة». وأوضح إنطون أنه «في ظل هذه القيود فإن المسألة صعبة من حيث التنفيذ وقد يتوقف تنفيذ الاتفاق على رفع العقوبات عن إيران من قبل الولايات المتحدة الأميركية».
وبيّن أن «عمليات البورصة تتم بين عدة شركات مساهمة في كلٍّ من العراق وإيران في شتى القطاعات حيث تُطرح الأسهم فيها عبر سوق مشتركة وتتأسس على أثرها محافظ استثمارية لبيع وشراء الأسهم خصوصاً أن رؤوس أموال كبيرة تضخ فيها وبالتالي لا بد من إنشاء مثل هذه المحافظ لأغراض الضمانة». وعدّ إنطون أن «مثل هذه الأمور يمكن القيام بها شريطة أن تكون النيات سليمة وليست هناك أغراض أو دوافع أخرى تقف خلفها».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.