حطت في مطار الخرطوم أمس طائرة عسكرية مصرية، وهي تحمل 12 طنا من المساعدات الإنسانية مقدمة من الحكومة المصرية للمتضررين من السيول والأمطار التي اجتاحت السودان الشهر الماضي.
وقالت السفارة المصرية في الخرطوم في بيان صحافي حصلت عليه «الشرق الأوسط» أمس، إن «الطائرة التابعة للقوات المسلحة المصرية وصلت مطار الخرطوم صبيحة أمس، وعلى متنها 12 طنا من المساعدات للمتضررين وضحايا السيول والأمطار».
وأعلنت السفارة أن حمولة الطائرة هدية من القوات المسلحة المصرية للمتضررين وتتضمن مواد إغاثية وخياما وأغذية، كما أعلنت عن وصول طائرة ثانية تحمل 12 طنا إضافيا من المواد الإغاثية الأحد المقبل، إنفاذا لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
واستقبل الطائرة في مطار الخرطوم حسب بيان السفارة وفد من البعثة المصرية بالخرطوم، وعلى رأسه القائم بأعمال السفارة باسل طمان، وملحق الدفاع العميد عمرو البكري، ومن الجانب السوداني مدير إدارة دول الجوار بوزارة الخارجية السودانية بخاري غانم، ومفوض عام العون الإنساني أحمد محمد آدم، ومدير المنطقة المركزية بالقوات المسلحة السودانية اللواء ركن صبري بشرى الشاذلي.
وتوترت العلاقة بين البلدين عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013 الممثل لجماعة الإخوان المسلمين، وتتهم جهات مصرية الخرطوم بموالاتها له، باعتبار نظام حكم الخرطوم ذي مرجعية «إخوانية».
واتهمت وسائل إعلام مصرية السودان بإرسال أسلحة لجماعة الإخوان، وإيواء قيادات الجماعة بالخرطوم، وزعمت أن الرئيس البشير بعث رسالة للرئيس المصري محمد مرسي بعد عزله.
ودأبت الخرطوم الرسمية على نفي أي علاقة لها بما يحدث في مصر، ووصف ما حدث هناك بأنه «شأن مصري داخلي»، رغم مشاركة قيادات بارزة في الحزب الحاكم – المؤتمر الوطني - في احتجاجات منددة بعزل الرئيس مرسي، وفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في أغسطس (آب) 2013. بجانب جماعات إسلامية أخرى من بينها قادة في حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي.
وتزايدت حالة التوتر بإعلان الرئيس البشير بأن السودان يؤيد بناء سد النهضة الإثيوبي، الذي تتخوف مصر من تأثيره على حصتها من مياه النيل.
وزاد التوتر حدة بعد قرار القاهرة تحويل منطقة حلايب المتنازعة بين البلدين إلى مدينة، إضافة لمدينة شلاتين المتنازعة هي الأخرى، وهو الأمر الذي اعتبر «مساومة بين العاصمتين على ملف سد النهضة».
وصدر القرار المصري رغم أن وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين أعلن بعيد عودته من زيارة للعاصمة المصرية القاهرة، ولقائه وزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي، عن اتفاق الجانبين على حل النزاع على حلايب عبر الحوار.
وأعادت الخرطوم سفيرها في القاهرة كمال حسن علي، على خلفية تصريحات صحافية منسوبة له، نقلتها مرئية مصرية لم تعجب الحكومة المصرية، ورغم أن الفضائية صححت تقريرها، إلا أن الانتقادات المصرية للخرطوم تزايدت.
ورفضت القاهرة اعتماد مرشح الخرطوم الجديد لتولي منصب السفير، لكنها عادت واعتمدت قبل أيام من زيارة الرئيس السيسي للخرطوم، السفير عبد المحمود عبد الحليم الذي كان يشغل وكيل وزارة الخارجية بالإنابة، سفيرا لبلاده في القاهرة.
وتجددت الحملات الإعلامية المصرية المناوئة للخرطوم، إثر إعلان مفوضية الانتخابات السودانية قبل أسبوعين، عن وجود منطقة حلايب ضمن الدوائر الانتخابية السودانية.
وتتمسك دوائر مصرية بوجود علاقة بين إخوان السودان ورصفائهم المصريين، لكن الإسلاميين الحاكمين في الخرطوم نفوا أن تكون لهم علاقة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، أو بتنظيم الإخوان المسلمين المصري.
يشار إلى أن الحركة الإسلامية السودانية بقيادة حسن الترابي، وعلى الرغم من مرجعيتها الإخوانية، كانت قد قطعت علاقتها بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين منذ ستينات القرن الماضي، فيما حافظت مجموعة انشقت عنها على تلك العلاقة، وهي مجموعة محدودة وغير مؤثرة.
ورغم قطع العلاقة بين إخوان مصر والسودان، فإن الإطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي، عد انقلابا في دوائر شعبية إسلامية كثيرة هنا في الخرطوم، وأبرزها حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده حسن الترابي، كما وشوهد رموز من الحركة الإسلامية الحاكمة وهم يشاركون في احتجاجات ضد ما أطلقوا عليه «انقلاب السيسي» على الديمقراطية المصرية.
مصر ترسل 24 طن إغاثة لمتضرري الأمطار والسيول في السودان
بتوجيه من الرئيس السيسي طائرة عسكرية تنقل المساعدات الإنسانية للخرطوم
مصر ترسل 24 طن إغاثة لمتضرري الأمطار والسيول في السودان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة