أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، خصوصية المنطقة الجغرافية لشرق البحر المتوسط، في ضوء اكتشافات حقول الغاز بها في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن تلك الاكتشافات «تفتح آفاق التعاون بين دول المنطقة في مجال الطاقة والغاز، وتحويل تلك الموارد الكامنة في المنطقة لفرص استثمارية حقيقية لصالح الشعوب والأجيال القادمة». وخلال السنوات الماضية، أظهرت عمليات التنقيب في منطقة شرق المتوسط احتياطات ضخمة للغاز، شكلت بذرة تعاون وثيق بين مصر واليونان وقبرص وإسرائيل. غير أن المنطقة تفتقر إلى بنية تحتية لازمة لنقل الغاز، فضلا عن توترات بين بعض الدول فيها على أكثر من جبهة بسبب تلك الحقول، وعلى رأسها النزاع التركي - القبرصي، والإسرائيلي - اللبناني.
والتقى السيسي بقصر «المنتزه» في الإسكندرية رؤساء وفود الاجتماع الوزاري الثاني لـ«منتدى غاز شرق المتوسط»، الذي انطلق أمس، بمشاركة وزراء البترول والطاقة بكل من مصر وقبرص واليونان والأردن وإسرائيل وفلسطين وإيطاليا، بالإضافة لوزير الطاقة الأميركي ريك بيري، وممثل المفوضية الأوروبية لشؤون الطاقة والمناخ.ويهدف الاجتماع لوضع أسس تعاون بين الدول الأعضاء لزيادة الإنتاج، ولوجيستيات نقل الغاز فيما بينها. وبهذا الخصوص؛ قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان له، إن الوزراء المشاركين في الاجتماع، أكدوا الأهمية الاستراتيجية للمبادرة المصرية لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، مشيدين بجهود مصر الفعالة لإقامة حوار إقليمي منظم حول الغاز الطبيعي، يدعم مساعي دول شرق المتوسط لصياغة سياسات، يتم التركيز من خلالها على التعاون الحكومي لوضع رؤية مشتركة لمستقبل احتياطات شرق المتوسط، ما يمهد الطريق لفتح آفاق جديدة من المصالح الاقتصادية المشتركة بين دول المنطقة.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، اتفقت دول في شرق المتوسط على تأسيس منتدى مقره القاهرة، لإنشاء سوق إقليمية للغاز، وخفض تكاليف البنية التحتية، وعرض أسعار تنافسية. ولم تشارك لبنان وتركيا وسوريا في الاجتماع. ويبحث المشاركون في الاجتماع استكمال إجراءات تأسيس المنتدى، الذي يعد آلية مهمة للتعاون الإقليمي واسع النطاق بين الدول المنتجة للغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط، وإقامة شراكة مع الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة، بما يحقق مصالح جميع الدول المشاركة، وذلك من خلال الاستغلال الاقتصادي الأمثل لما تضمه منطقة شرق المتوسط من اكتشافات للغاز واحتياطيات كبيرة. كما يبحث المشاركون لوجيستيات نقل الغاز بين الدول الأعضاء للتسييل وكذلك للدول المستوردة، وبحث زيادة الإنتاج، واستكمال ما تم في الاجتماع الأول.
وقال كونستا نتينوس هادزيداكيس، وزير الطاقة والبيئة اليوناني، عقب لقائه وزير البترول المصري طارق الملا، أول من أمس، إن الاكتشافات الغازية، التي تمت في منطقة شرق المتوسط ستسهم في دعم الروابط الاقتصادية والسياسية بين دول المنتدى، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون، مبرزا أن الفترة القادمة ستشهد نمواً متزايدا، ومشاركة فعالة لتعظيم الاستفادة من الثروات البترولية الكامنة في مياه المتوسط.
ولفت الوزير إلى أن تلك الاكتشافات ستفتح شهية الشركات العالمية للتوسع في عمليات البحث والاستكشاف في حوض المتوسط، واكتشاف ثرواته، مؤكداً أن منتدى شرق المتوسط يعد آلية فاعلة لإقامة تعاون إقليمي، يحقق مصالح الجميع ويسهم في تحقيق تأمين إمدادات إضافية من الطاقة لصالح شعوب المنطقة.
السيسي يؤكد خصوصية منطقة شرق المتوسط في ضوء اكتشافات الغاز
السيسي يؤكد خصوصية منطقة شرق المتوسط في ضوء اكتشافات الغاز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة