تلميح إيراني لتبادل الناقلات... ولندن تنفي إرسال وسيط

روحاني: طهران مستعدة للتفاوض ما لم تكن المفاوضات تعني الاستسلام

تلميح إيراني لتبادل الناقلات... ولندن تنفي إرسال وسيط
TT

تلميح إيراني لتبادل الناقلات... ولندن تنفي إرسال وسيط

تلميح إيراني لتبادل الناقلات... ولندن تنفي إرسال وسيط

عادت طهران للتحذير من تشكيل قوة أمن أوروبية، أمس، وتعهَّد الرئيس الإيراني حسن روحاني بردّ مناسب على الدول الأوروبية «إذا أوقفت مخالفاتها في جبل طارق»، ورهن ضمناً الإفراج عن الناقلة البريطانية بالإفراج عن ناقلة «غريس 1» الإيرانية المحتجزة في جبل طارق، وتمسَّك في الوقت نفسه بالمفاوضات ما لم تكن تعني الاستسلام. وفي المقابل، دحضت بريطانيا، أمس، تصريح مسؤول إيراني عن إرسال وسيط.
ورفض روحاني ضمناً الدعوات الأميركية والأوروبية لضمان أمن الملاحة في المياه الإقليمية، وذلك بهدف رد تهديدات «الحرس الثوري»، بعد استهداف ناقلات نفط واحتجاز ناقلة نفط تحمل علم بريطانيا منذ بداية تفاقم التوتر بين إيران والولايات المتحدة، إثر تشديد العقوبات النفطية الأميركية.
وقال روحاني في هذا الصدد إن «المسؤولية الأساسية للحفاظ على أمن مضيق هرمز والخليج على عاتق إيران ودول المنطقة بشكل أساسي»، واعتبر الاهتمام الدولي بأمن الممر الاستراتيجي «ليس من شأن الآخرين»، قبل أن يخاطب الدول الأوروبية: «ستتلقى ردّاً مناسباً إذا التزمت هذه البلدان بالأطر الدولية، وتخلَّت عن إجراءاتها الخاطئة، بما فيها ما ارتكبوه في جبل طارق».
وتعليقاً على احتجاز «الحرس الثوري» ناقلة النفط البريطانية، قال روحاني إن «مضيق هرمز ليس مكاناً للمزاح ولا اللعب بالقوانين الدولية»، مضيفاً: «يجب على كل العالم أن يشكر (الحرس الثوري) على أمن الخليج».
وذهب أبعد من ذلك، عندما قال: «لن نسمح لأحد بأن يثير الفوضى في الخليج ومضيق هرمز»، لكنه، في الوقت ذاته، نوه بأنه «لسنا وراء التوتر والمواجهة العسكرية مع بعض الدول الأوروبية».
وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت قد أعلن مشاورات تجريها لندن مع حلفائها الأوروبيين لتشكيل قوة أمنية بقيادة أوروبية لضمان الملاحة الآمنة، واصفاً احتجاز الناقلة البريطانية بـ«قرصنة الدولة».
وحذر من أنه «على إيران قبول أن الثمن سيكون وجوداً عسكرياً غربياً أكبر في المياه على امتداد سواحلها إذا واصلت هذا المسار الخطير». وفي المقابل، قال نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أول من أمس، في تحذير، إن إيران «لا تسعي للمواجهة لكنّ لدينا ساحلاً بطول 1500 ميل على الخليج، وهذه مياهنا وسنحميها».
ونسبت وكالات إيرانية لحسين دهقان مستشار المرشد في الشؤون العسكرية ووزير الدفاع السابق قوله، أمس، إن أي تغيير في أوضاع مضيق هرمز سيؤدي إلى مواجهة خطيرة. وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن روحاني كان يلمح إلى استعداد طهران لتبادل الناقلات مع بريطانيا، وإجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، بشأن برنامج بلاده النووي والعقوبات.
واقتراح روحاني لم يكن جديداً، أمس. ويوم الاثنين الماضي، رهن كمال خرازي رئيس اللجنة الاستراتيجية للعلاقات الخارجية وأحد مستشاري خامنئي في الشؤون الدولية إطلاق الناقلة الإيرانية «غريس 1» المحتجزة في جبل طارق شرطاً لبدء ما وصفه بـ«المسار القانوني للإفراج عن ناقلة النفط البريطانية (ستينا إمبيرو)».
وبذلك انحاز روحاني إلى رواية المسؤولين الحكوميين حول قانونية احتجاز الناقلة لضبط النظم في المضيق، وعلى نقيض ما تقوله حكومة روحاني هناك رواية إيرانية وردت على لسان أكثر من مسؤول إيراني، وهي أن احتجاز الناقلة البريطانية يأتي ردّاً على احتجاز ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق قبل نحو ثلاثة أسابيع.
في هذه الأثناء، قالت وزارة الخارجية السويدية، أمس، إنها تجري محادثات مع إيران وبريطانيا وآخرين بشأن الناقلة التي تملكها شركة سويدية وترفع علم بريطانيا، التي احتجزها «الحرس الثوري» الإيراني منذ الجمعة الماضي. وذكرت في بيان: «تشعر السويد بالقلق إزاء التطورات في مضيق هرمز. من الضروري للغاية بالنسبة للسويد والاتحاد الأوروبي حماية حرية الملاحة. في ضوء الخطورة الشديدة للوضع في المنطقة، من المهم أيضاً أن تساهم الخطوات التي يتم اتخاذها في تهدئة التوتر». وأضافت: «تجري السويد حواراً على مستويات مختلفة مع المملكة المتحدة وإيران وأطراف معنية أخرى، ونأمل في التوصل إلى حل للقضايا وتهدئة الوضع المتوتر».
وقال مصدر دبلوماسي بريطاني لوكالة «رويترز»، أمس، إن بلاده لم ترسل أي ممثلين إلى إيران كوسطاء، وذلك في رد على ما تداول في الوكالات عن إرسال وسيط لبحث تحرير ناقلة ترفع علم بريطانيا تحتجزها إيران. وأضاف المصدر: «لسنا على علم بإرسال أي ممثلين كوسطاء إلى إيران».

وأفادت وكالة «تسنيم» التابعة لجهاز استخبارات «الحرس الثوري» عن محمدي غلبيغاني، مدير مكتب المرشد الإيراني إن «(الحرس الثوري) باحتجاز ناقلة النفط وطأ رأس البريطانيين بالأرض»، وأضاف أن «البلد الذي كان يختار الوزير ووكيله في زمن ما، وصل به الأمر إلى إرسال وسيط، ويلتمسون من أجل إطلاق الناقلة».
جاء ذلك بينما نفى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي الربيعي، أن تكون قضية الثأر مطروحة في احتجاز الناقلة البريطانية.
أتى ذلك قبل ثلاثة أيام من وصول وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى طهران لبحث التوتر الإقليمي. ولكن لم يتضح ما إذا كانت مسقط تنوي القيام بجهود وساطة لاحتواء التوتر بين طهران ولندن.
وقال روحاني، أمس، إن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات، لكنه شدد على أنها «لن تقبل الاستسلام عند طاولة المفاوضات تحت مسمى التفاوض» وتابع: «ما دمت مسؤولاً عن الواجبات التنفيذية للبلاد، فنحن مستعدون تماماً لإجراء مفاوضات عادلة وقانونية وصادقة لحل المشكلات»، غير أنه لم يحدد ما المحادثات التي يعنيها، لكن بدا أنه يشير إلى مفاوضات محتملة مع الولايات المتحدة بحسب وكالة «رويترز».
ولفت روحاني إلى أن بعض الدول «تقوم بالوساطة» في هذا الإطار، مشيراً إلى اتصالات ومراسلات تجري حالياً لبدء التفاوض مع واشنطن. وبالتزامن مع توجيه رسائل خارجية، بدت تصريحاته موجهة لانتقادات داخلية، عندما جدد دفاعه عن الاتفاق النووي، واعتبره إيجابياً لكسر المأزق السياسي لبلاده على الصعيد الدولي. وقال إن حكومته «لم ولن تهدر فرصة التفاوض».
ويتناقض موقف روحاني مع المرشد على خامنئي، وهو المسؤول الأول في البلاد الذي وصف التفاوض مع الولايات المتحدة بـ«السمّ»، معتبراً التفاوض مع ترمب بـ«السم المضاعف».
وقبل أسبوع، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن إيران مستعدة لإعادة التفاوض حول «بند الغروب» في الاتفاق النووي، وقبول تفتيش دائم لمنشآتها النووية بشرط أن ترفع الولايات المتحدة بشكل نهائي العقوبات الاقتصادية، وذلك من دون أن يتطرق لمفاوضات تطالب بها واشنطن ضمن 12 شرطاً أعلنها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، العام الماضي، لاحتواء تهديدات إيران الإقليمية وبرنامج الصواريخ الباليستية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحب، العام الماضي، من اتفاق فيينا النووي الذي أُبرِم قبل أربع سنوات تحديداً، وأعاد العقوبات الأميركية على إيران قبل أن يشدد العقوبات في بداية مايو (أيار)، بعدما قام بخطوة رمزية في أبريل (نيسان) بتصنيف قوات «الحرس الثوري» الخاضعة لسلطة المرشد الإيراني، على قائمة المنظمات الإرهابية.



وزارة الدفاع التركية تعلن إسقاط طائرة مسيّرة فوق البحر الأسود

طائرة مقاتلة من طراز «إف 16» تابعة للقوات الجوية التركية تقلع في مناورات جوية في شمال ألمانيا 9 يونيو 2023 (رويترز)
طائرة مقاتلة من طراز «إف 16» تابعة للقوات الجوية التركية تقلع في مناورات جوية في شمال ألمانيا 9 يونيو 2023 (رويترز)
TT

وزارة الدفاع التركية تعلن إسقاط طائرة مسيّرة فوق البحر الأسود

طائرة مقاتلة من طراز «إف 16» تابعة للقوات الجوية التركية تقلع في مناورات جوية في شمال ألمانيا 9 يونيو 2023 (رويترز)
طائرة مقاتلة من طراز «إف 16» تابعة للقوات الجوية التركية تقلع في مناورات جوية في شمال ألمانيا 9 يونيو 2023 (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع التركية إسقاط مسيّرة «خارج السيطرة»، الاثنين، بعدما اقتربت من المجال الجوي التركي من جهة البحر الأسود.

وجاء في بيان للوزارة: «تجنّباً لأي عواقب ضارة، أُسقطت الطائرة المسيّرة في منطقة آمنة وبعيدة من أي مناطق مأهولة»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت أنقرة: «تم رصد وتعقب أثر جوي... في إطار الآليات الروتينية» فوق البحر الأسود، و«تبيّن أن الأثر الجوي المعني هو مسيّرة خارج السيطرة». وأضافت: «بهدف ضمان أمن المجال الجوي، تم نشر مقاتلاتنا من طراز (إف-16) تحت قيادة حلف شمال الاطلسي (ناتو) والقيادة الوطنية، في مهمة اعتراض».

ويأتي هذا الحادث بعدما حذّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، السبت، من تحوّل البحر الأسود إلى «منطقة مواجهة» بين روسيا وأوكرانيا، وذلك إثر ضربات عدة طالت سفناً في الأسابيع الأخيرة.


مستشار خامنئي: نعارض بشدة «مشروع ترمب» في القوقاز

ولايتي يلتقي السفير الأرميني غريغور هاكوبيان (إرنا)
ولايتي يلتقي السفير الأرميني غريغور هاكوبيان (إرنا)
TT

مستشار خامنئي: نعارض بشدة «مشروع ترمب» في القوقاز

ولايتي يلتقي السفير الأرميني غريغور هاكوبيان (إرنا)
ولايتي يلتقي السفير الأرميني غريغور هاكوبيان (إرنا)

قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، إن طهران تعارض بشدة ما وصفه بـ«مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترمب» في القوقاز، وذلك عقب اتفاق رعته واشنطن بين أرمينيا وأذربيجان لإنشاء ممر عبور جديد.

وجاءت تصريحات ولايتي لدى استقباله السفير أرمينيا لدى طهران، غريغور هاكوبيان، حيث ناقشا آخر المستجدات بما في ذلك أوضاع جنوب القوقاز.

ووقعت أرمينيا وأذربيجان، في وقت سابق من أغسطس (آب) الحالي، اتفاقاً في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، يرمي إلى وضع حد لعقود من النزاع بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين.

ونصّ الاتفاق على إنشاء «منطقة عبور» عبر أرمينيا تربط أذربيجان بجيب نخجوان التابع لها غرباً، على أن يُسمى «طريق ترمب للسلام والازدهار الدوليين»، الذي عرف بـ«ممر تريب». وبموجب الاتفاق، تحظى الولايات المتحدة بحقوق تطوير الممر المعروف كذلك بـ«ممر زنغزور».

مصافحة ثلاثية بين دونالد ترمب وإلهام علييف ونيكول باشينيان في البيت الأبيض يوم 8 أغسطس 2025 بعد توقيع الاتفاق بين أرمينيا وأذربيجان (رويترز)

ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن ولايتي قوله إن ما يُعرف بـ«مشروع ترمب» في القوقاز، لا يختلف عن «ممر زنغزور»، وأن إيران تعارضه بشكل قاطع. وأضاف أن طهران عارضت منذ البداية مشروع ممر زنغزور، بسبب رفضها أي تغيير في الحدود أو أي تطورات من شأنها تهديد أمنها الإقليمي.

ورأى ولايتي أن «مشروع ترمب» هو عملياً المشروع نفسه مع تغيير في التسمية فقط، ويجري حالياً الترويج له عبر دخول شركات أميركية إلى أرمينيا.

وأوضح ولايتي أن إيران أعلنت معارضتها الحازمة لهذا المشروع، سواء بمشاركة روسيا أو من دونها، حتى في الفترة التي كانت فيها موسكو منشغلة بالحرب في أوكرانيا، مضيفاً أن طهران نجحت في منع تنفيذه؛ لأن هذا الممر كان يمكن أن يفتح الطريق أمام وجود حلف شمال الأطلسي (ناتو) شمال إيران، ويشكّل تهديداً خطيراً لأمن شمال إيران وجنوب روسيا.

وحذر ولايتي من أن «التجربة أثبتت أن الولايات المتحدة تدخل المناطق الحساسة بدايةً عبر مشاريع ذات طابع اقتصادي، قبل أن يتوسع وجودها تدريجياً ليأخذ أبعاداً عسكرية وأمنية»، مشدداً على أن «أي مشروع يفتح الباب أمام الوجود الأميركي على حدود إيران ستكون له تداعيات أمنية واضحة».

وفي أغسطس، توالت المواقف الإيرانية المنددة بمشروع «ممر تريب (طريق ترمب للسلام والازدهار الدوليين)»، منذ الإعلان عن الاتفاق بين باكو ويريفان.

وقال مسؤولون ونواب إيرانيون إن مشروع «ممر زنغزور» لا يمكن عده قضية عابرة، «بل يمثل خطاً أحمر يتعلق بأمن الحدود والسيادة الإقليمية». وكان ولايتي قد عدّ أن «مؤامرة» من شأنها أن تعرّض «أمن جنوب القوقاز للخطر»، محذراً من أنه «لن يتحول إلى ممر يملكه ترمب، بل سيكون مقبرة لمرتزقته».

وبعد أسبوع من توقيع الاتفاق، توجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى بريفان، عاصمة أرمينيا، وأجرى مباحثات مع رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، في محاولة للاطلاع على تفاصيل الاتفاق.

وقلل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، حينها من الردود الداخلية، قائلاً إن الاتفاق «يحترم مواقفنا المبدئية، لكن الوجود المحتمل لشركة أميركية يثير القلق، وسنواصل التشاور ومتابعة التطورات من كثب».


برّاك يحاول إقناع نتنياهو بقبول تركيا في غزة

جانب من اجتماع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم برّاك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين (الحكومة الإسرائيلية)
جانب من اجتماع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم برّاك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين (الحكومة الإسرائيلية)
TT

برّاك يحاول إقناع نتنياهو بقبول تركيا في غزة

جانب من اجتماع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم برّاك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين (الحكومة الإسرائيلية)
جانب من اجتماع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم برّاك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين (الحكومة الإسرائيلية)

تطابقت التقارير العبرية، حول لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمبعوث الأميركي الخاص لسوريا سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، توم برّاك، الاثنين، في القدس، على تلقّي الأول «رسائل حادة وخاصة» من إدارة الرئيس دونالد ترمب، قبل قمة أميركية - إسرائيلية مرتقبة، نهاية الشهر، في فلوريدا. وتركز الاجتماع بين برّاك ونتنياهو على 3 محاور هي: غزة، وسوريا، واللقاء مع ترمب.

تصريحات غير مقبولة في غزة

وفي ملف غزة، والانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي بدأ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فإن صحيفة «يديعوت أحرونوت» أفادت بأن «برّاك حاول تبديد مخاوف نتنياهو من الدور التركي وإقناعه بمشاركتها في القوات الدولية في قطاع غزة، موضحاً أن تركيا هي الدولة الأكثر تأثيراً على (حماس)، والأكثر قدرة على إقناعها بنزع سلاحها».

وأفادت الصحيفة بأن براك ذكّر نتنياهو بأن تركيا «وقّعت على خطة ترمب (بشأن وقف إطلاق النار في غزة)، وتعهدت باسم (حماس) ببند تسليم الأسلحة، وستؤدي مشاركتها إلى تحفيز العديد من الدول المترددة حالياً بالمشاركة في القوة الدولية».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال توقيعه على إعلان شرم الشيخ حول السلام بالشرق الأوسط (الرئاسة التركية)

وحسبما نقلت الصحيفة، فإن برّاك قال «إن عدم مشاركة تركيا يجعل تلك الدول تتراجع عن المشاركة، والرئيس ترمب لن يسمح بفشل هذه الفكرة، موضحاً أن تصريحات نتنياهو التي قال فيها إنه لا يثق بأن (حماس) ستتخلى عن أسلحتها، وتهديده بأن إسرائيل هي التي ستستطيع ذلك، هي تصريحات غير مقبولة، وتشكل تهديداً للخطة».

وتوافقت الإفادات السابقة، مع ما نقلته «القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي»، الاثنين، أن «البيت الأبيض نقل رسالة (خاصة وحادة) إلى نتنياهو، شددت على أن اغتيال القيادي العسكري البارز في حركة (حماس)، رائد سعد، يشكّل خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة ترمب».

كما أكدت القناة وجود «توتر متصاعد بين إدارة ترمب وحكومة نتنياهو، على خلفية الخلاف حول الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق لإنهاء الحرب على غزة، إضافة إلى السياسات الإسرائيلية الأوسع في المنطقة».

وقال مسؤولان أميركيان للقناة إن وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي، باتوا «محبطين للغاية» من سلوك نتنياهو.

ونقل التقرير عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن فحوى الرسالة التي وُجّهت إلى نتنياهو كان واضحاً: «إذا كنت تريد تدمير سمعتك وإظهار أنك لا تلتزم بالاتفاقات فهذا شأنك، لكننا لن نسمح لك بتدمير سمعة الرئيس ترمب بعد أن توسط في اتفاق غزة».

وفي الضفة الغربية، قال مسؤول أميركي كبير ومصدر مطّلع إن البيت الأبيض يشعر بقلق متزايد إزاء عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وما يراه «استفزازات إسرائيلية» تضر بالجهود الأميركية لتوسيع (الاتفاقيات الإبراهيمية)، وأضاف المسؤول الأميركي: «الولايات المتحدة لا تطلب من نتنياهو المساس بأمن إسرائيل، بل تطلب منه عدم اتخاذ خطوات تُفسَّر في العالم العربي على أنها استفزازية».

وقال مسؤول أميركي: «نتنياهو تحوّل خلال العامين الماضيين إلى شخصية منبوذة دولياً. عليه أن يسأل نفسه لماذا يرفض (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي لقاءه، ولماذا، بعد خمس سنوات على اتفاقيات أبراهام، لم تتم دعوته لزيارة الإمارات».

وأضاف: «إدارة ترمب تبذل جهداً كبيراً لإصلاح الوضع، لكن إذا لم يكن نتنياهو مستعداً لاتخاذ خطوات لخفض التصعيد، فلن نضيّع وقتنا في محاولة توسيع (الاتفاقيات الإبراهيمية)»

شتائم لنتنياهو في البيت الأبيض

وبدا لافتاً أن ترمب أوفد براك إلى نتنياهو، رغم الهجوم الذي شنه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضد الدبلوماسي الأميركي خلال الآونة الأخيرة، إلى حد تصريحه بأنه يرى فيه «سفيراً تركياً لدى أمريكا، وليس سفيراً أميركياً لدى تركيا».

كما ازدادات حمى غضب نتنياهو من براك، عندما شكك بالديمقراطية الإسرائيلية قبل أسبوعين، ما دعا برّاك للاعتذار، قبل زيارته، عن التصريح مع مطالبة نتنياهو بعدم تضخيم الأزمة على حساب القضايا الكبرى التي جاء لبحثها.

ونقل الصحافي ناحوم بارنياع في «يديعوت أحرونوت»، الاثنين، عن مصدر مطلع، أن «الأمريكيين بدؤوا يكتشفوا أن نتنياهو ليس جاداً في التقدم نحو تطبيق خطة ترمب للسلام، وأنه يعمل كل ما بوسعه كي تبقى إسرائيل في حرب الى الأبد».

وقال بارنياع: «روى لي مصدر مطلع، بأن وابلاً من الشتائم في البيت الأبيض نزلت على رأس رئيس وزراء إسرائيل؛ قيلت كلمات تمتنع صحيفة شريفة عن كتابتها. ولا ينبغي استبعاد إمكانية أن شيئاً من هذا قيل لنتنياهو مباشرة في أثناء نهاية الأسبوع»، وفق ما أفاد الكاتب الإسرائيلي.

خطوط حمراء في سوريا

وتذهب التقديرات الإسرائيلية إلى أن برّاك حدد في اجتماعه مع نتنياهو «خطوطاً حمراء» بشأن النشاط الإسرائيلي في سوريا، عبر التأكيد على رغبة ترمب التي عبّر عنها سابقاً، في أن الرئيس السوري أحمد الشرع يمثل حليفاً لواشنطن، يجب دعمه في مساعيه لاستقرار الدولة ودفعها إلى الأمام، ولذلك يرغب الأميركيون في تجنب أي إجراءات يرونها تقوض حكمه.

ونقلت التقارير العبرية أن برّاك نقل أن الأمريكيين يخشون من أن تؤدي كثرة العمليات الإسرائيلية إلى انهيار النظام في سوريا، بالإضافة إلى رغبتهم في التوصل إلى اتفاق أمني.

وفي شأن لبنان، فإن ترمب يريد من إسرائيل استمرار ممارسة الضغوط على «حزب الله» من خلال عمليات محدودة، لكنه لا يوافق حالياً على عمليات حربية موسعة.

ووذهب محللون إسرائيليون إلى أن نتنياهو لن يرفض كل طلبات برّاك، بل يحاول الانسجام معها ولكن من دون التزام قاطع، وهدفه في ذلك هو أن يمهد الطريق لإنجاح لقائه مع ترمب في فلوريدا، يوم 29 ديسمبر (كانون الاول) الحالي.

ولكن نتنياهو في الوقت نفسه، لم يفوت فرصة الظهور كمن يتخذ قرارات مستقلة، فأرسل قواته لقصف جوي في سوريا، قبل لحظات من وصول براك إلى مكتبه.

المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم برّاك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لقاء يوم الاثنين (الحكومة الإسرائيلية)

وفي إطار الاستفزاز لتركيا ورئيسها رجب طيب اردوغان، قرر استضافة قمة ثلاثية تجمعه مع رئيس وزراء اليونان ورئيس قبرص، في لقاء مشترك وُصف في إسرائيل بأنه يحمل رسالة سياسية مباشرة ضد تركيا. بيد أن براك قال في ختام لقائه مع نتنياهو إن الاجتماع كان «حواراً بناءً يهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين».