شتوتغارت.. تسوق سيارات وأكثر

المغامرات العائلية تبدأ من لحظة الوصول إلى المدينة الألمانية

نشاطات عديدة للصغار، حدائق للألعاب تناسب العائلات، التسوق في الأوتليت يوفر عليك حوالي 70 بالمائة من السعر الأصلي
نشاطات عديدة للصغار، حدائق للألعاب تناسب العائلات، التسوق في الأوتليت يوفر عليك حوالي 70 بالمائة من السعر الأصلي
TT

شتوتغارت.. تسوق سيارات وأكثر

نشاطات عديدة للصغار، حدائق للألعاب تناسب العائلات، التسوق في الأوتليت يوفر عليك حوالي 70 بالمائة من السعر الأصلي
نشاطات عديدة للصغار، حدائق للألعاب تناسب العائلات، التسوق في الأوتليت يوفر عليك حوالي 70 بالمائة من السعر الأصلي

بمجرد الوصول إلى مطار مدينة شتوتغارت، عاصمة ولاية بادن - فورتمبيرغ، سيكون بانتظار الزوار خيارات لا تعد ولا تحصى، تمكنهم من الانطلاق في رحلات استكشافية متنوعة أو زيارة معالم سياحية جذابة أو القيام بجولات تسوق بين المتاجر الرفيعة أو دخول عالم المغامرات المثير. ويعتبر الإبداع العنصر الذي يجمع بين كل هذه الخيارات، سواء في متاحف السيارات الشهيرة في شتوتغارت أو في وجهة التسوق الراقي «أوتليت سيتي ميتسينغن» أو في المرافق الترفيهية كمدينة الملاهي «أوروبا - بارك» التي تطور دوما مفهوم الأنشطة الموسمية ليتحول كل فصل من فصول السنة إلى عالم من المغامرات والعروض الممتعة.

* عمارة مذهلة.. متاجر رائدة.. أسعار تنافسية
* تعتبر مدينة منافذ البيع «أوتليت سيتي ميتسينغن» (OUTLETCITY METZINGEN) التي تقع على بعد 30 كم إلى الجنوب من شتوتغارت، الوجهة الأفضل للتسوق، لا سيما وأن الوصول إليها يتصف بالسهولة، سواء باستخدام القطارات أو السيارات أو الحافلات.
وتشتهر «أوتليت سيتي» كونها موطن العلامة التجارية الشهيرة «هوغو بوس»، وبتوفيرها أكثر من 60 علامة تجارية عالمية في منافذ بيع رائدة وكبيرة، إضافة إلى ما تتميز به عمارة حائزة على جوائز، أسعار تنافسية وعروض وخدمات مثيرة للاهتمام. ومن العلامات التجارية الفاخرة هناك: أرماني، بيربري، جيمي تشو، برادا، تودس، ميسوني، تشيرشس، كوتش، اسكادا، هاكيت، هوغو بوس، لورو بيانا، ماكس مارا، مايكل كورس، ميوميو، مونكلر، بولو رالف لورين، وندسور وغيرها الكثير.

* استشعار الماضي وإلهام ثقافي
* تتوافر لمحبي الثقافة الكثير من الفرص لزيارة قلاع وقصور مذهلة في المنطقة وإلقاء نظرة على الماضي. ففي المناطق القريبة هناك الكثير من الإلهام لعشاق الثقافة، حيث يمكنك استشعار التاريخ في محيط القصر القديم في شتوتغارت، ومشاهدة روائع المباني الباروكية الملكية التي تم بناؤها في ألمانيا من خلال القصر الجديد المجاور، لا سيما أن هذين القصرين يقعان على مرمى حجر من ساحة القصر «شلوس بلاتس» التي تمثل قلب المدينة النابض ومكانا رائعا للراحة والاسترخاء. أو يمكن الغوص في حياة المدينة الكبيرة لتشاهد روائع الهندسة المعمارية المذهلة أو معايشة السحر عند زيارة باليه شتوتغارت المشهور عالميا. كما تقدم عاصمة الولاية الكثير من المعالم الثقافية، مثل متحف الفنون «كونست موزيوم»، المعرض الوطني «شتاتس غاليري»، الأوبرا، المسرح والباليه أو المباني المشهورة «فايسنهوف زيدلونغ» في «كيلسبيرغ».
وإلى الشمال من شتوتغارت مباشرة تقع «لودفيغسبورغ»، التي تمثل مدينة باروكية ومقرا ملكيا سابقا لحكام وملوك فورتمبيرغ ويوجد فيها قصر لودفيغسبورغ الرائع مع حدائقه الواسعة. وإلى الشرق من شتوتغارت، على ضفاف نهر النيكار، تقع «إسلينغن»، وهي مدينة من القرون الوسطى غارقة في التاريخ. وأيضا إلى الشرق، في منطقة «ريمس - مور»، تقع «شورندورف»، تلك المدينة التي شهدت ولادة «غوتليب دايملر».

* جولات باللون الأخضر
* وبالنسبة لمحبي المناظر الطبيعية والاسترخاء، فسيكون أمامهم مساحات خضراء واسعة ومرافق مثالية للاهتمام بالصحة والاستجمام. فمدينة شتوتغارت مثلا تعتبر واحدة من أكثر المدن خضرة في أوروبا، وهي محاطة بالتلال المنخفضة والغابات والبساتين وكروم العنب التي تمتد إلى قلب المدينة. ومن الجميل جدا التنزه والاسترخاء في متنزهاتها وحدائقها التي يطلق عليها «غرين يو»، وهو مسار أخضر على شكل حرف «يو» بالإنجليزية يبلغ طوله 8 كيلومترات، يمتد من حدائق القصر «شلوس غارتن» وحتى الحديقة العامة «هوهن بارك كيلسبيرغ».
وتمثل حديقة «هوهن بارك» مكانا جميلا يمكن للأطفال فيه قضاء وقت ممتع من خلال استخدام أجهزة التسلق واللعب والتعرف على حديقة ملاعبة الحيوانات والقيام برحلة بواسطة قطار كيلسبيرغ الصغير.
ولا ينبغي على العائلات تفويت زيارة الحديقة الحيوانية - النباتية «فيلهيلما»، فهي تضم 9 آلاف حيوان من ألف نوع مختلف، مما يجعلها واحدة من أكثر حدائق الحيوان تنوعا في العالم، وواحدة من الحدائق التي تمثل قطاعا عريضا من كل منطقة مناخية على وجه الأرض. وتحتوي أيضا على مجموعة قيمة من النباتات، تشتمل على 6 آلاف نوع، حيث يتغير وجه الحديقة مع تبدل الفصول مانحة الزوار انطباعات ساحرة بحق.

* مرح في كل المواسم
* أما إذا كنت من أولئك الذين يعشقون الأجواء الترفيهية والمغامرات والألعاب المثيرة، فما عليك إلا التوجه إلى «أوروبا - بارك» التي تعتبر أكبر مدينة ملاهي في ألمانيا وأكبر حديقة ترفيهية موسمية في العالم. فمع عروض تمتد لأكثر من 6 ساعات، أنشطة ترفيهية لكل أفراد العائلة وخمسة فنادق ذات مغزى، تعتبر «أوروبا - بارك» وجهة متفردة لقضاء العطلات القصيرة بالنسبة لكل أفراد العائلة، لا سيما وأنها تقع بين ثلاث دول هي ألمانيا وفرنسا وسويسرا ويمكن الوصول إليها مباشرة عبر الطريق السريع «إيه 5».
وسيكون بانتظار الزوار في الفترة الممتدة من 5 أبريل (نيسان) وحتى 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، أكثر من 100 معلم جذاب وعروض إضافية وكذلك 13 منطقة أوروبية ذات موضوع مع هندسة معمارية نموذجية ومأكولات ومساحات خضراء تزينها نباتات نموذجية خاصة بكل بلد، وذلك على مساحة 94 هكتارا. فبينما تجذبك آيسلندا بالقطار الأفعواني الخشبي «وودن تيمبر كوستر» والقطار الأفعواني السريع «بلو فاير ميغا كوستر» الذي تشغله «غازبروم»، ستكون أيضا الأفعوانية «يوروسات» في المنطقة الترفيهية الفرنسية بانتظار الزوار لتأخذهم في رحلة تحبس الأنفاس عبر فضاءات واسعة مظلمة، وكذلك النجم الفضي «سيلفر ستار» الذي يعتبر أعلى أفعوانية في أوروبا بارتفاع 73 مترا ولا يجذب سوى الزوار ذوي القلوب القوية. وفي المنطقة النمساوية يمكن للزوار التمتع بتجربة منعشة بينما يقومون بجولة بواسطة الطوافة «تيرول لوغ فلومه» أو بالأرجوحة الدوارة «فيينا ويف سوينغر». وبالإضافة إلى الكثير من مرافق الألعاب الجذابة، يقوم 250 فنانا دوليا بتقديم عروض ترفيهية كثيرة كعروض السحر وألعاب الخفة والرقص والغناء ليدخلوا المرح إلى قلوب زوار «أوروبا - بارك». كما يزداد الحماس من خلال الألعاب البهلوانية والشقلبة على شفرات حادة ضمن عرض الجليد الجديد «سوبر آيس إن ذا جانغل». كما يمكن للزوار التمتع بالعروض الفنية والهزلية والراقصة في العرض المتنوع «رابسودي».
وأضافت «أوروبا - بارك»، التي تم اختيارها باعتبارها الحديقة الترفيهية الأكثر شعبية في أوروبا (بحسب اختيار المسافرين لعام 2013 بموقع tripadvisor)، تحفة عرض استثنائية تتمثل في: «آرثر في مملكة مينيمويز»، حيث تعتبر المعلم الداخلي الأكثر زخما في تاريخ «أوروبا - بارك»، وهو محاط بتيارين مائيين وغابة مسحورة. إن حلم التمتع بمشاهد طبيعية وتجارب مذهلة عن قرب يصبح واقعا حقيقيا مع جولة على ارتفاع 550 مترا فوق العالم السري، يتعرف الزوار خلالها على الممالك السبع الرائعة بكافة حواسهم.

* موطن مرسيدس وبورش
* لا تعد منطقة جنوب غربي ألمانيا موطن المخترعين والمفكرين فقط، بل مهد صناعة السيارات أيضا. فشركات مثل «مرسيدس - بنز» و«بورش » تحظى بشهرة واسعة تتخطى الحدود البلاد. وعند زيارة المتاحف الخاصة بهاتين العلامتين التجاريتين في شتوتغارت لا يتمتع فقط عشاق السيارات، بل الزوار الآخرون أيضا. يقف متحف «بورشه» على ثلاث ركائز إسمنتية ويبدو كأنه يطفو فوق سطح الأرض، ويقام على مساحة 5600 متر مربع نحو 80 مركبة و200 معروض صغير. أما متحف «مرسيدس - بنز» فيتميز بتصميمه الحلزوني المزدوج ويضم 160 مركبة وأكثر من 1500 معروض على مساحة 16500 متر مربع.
أما في مجال التسوق، فتبرز قاعة السوق «ماركت هاله»، التي تعد أجمل قاعات السوق في ألمانيا وتزخر بالمواد الغذائية والأطعمة ومستلزمات وديكورات المنازل.كما يبرز أيضا متجر «بروينينغر» الذي يوفر لضيوفه كل العلامات التجارية العالمية، حيث يزخر هذا المتجر بالإكسسوارات والماركات التجارية الراقية. وهناك محلات راقية أخرى حول الكنيسة المجمعية «شتيفتس كيرشه» باتجاه شارع الملك «كونيغس شتراسه» المحاذي لساحة القصر «شلوس بلاتس».



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».