اتسعت رقعة العمليات والمواجهات بين قوات «طالبان» والقوات الحكومية الأفغانية لتشمل مناطق جديدة، بأدوات أكثر شراسة وحدّة، شملت تفجيرات مفخخة وقصفاً بالمدفعية والهاون والصواريخ، إضافة للقصف الجوي الذي تقوم به القوات الحكومية وقوات حلف شمال الأطلسي ضد مواقع وقواعد قوات «طالبان».
ففي العاصمة كابل، لقي ما لا يقل عن ثمانية أشخاص مصرعهم، وجُرِح 33 آخرون في انفجار عند أحد مداخل جامعة كابل في الضواحي الغربية من العاصمة. وأعلن وحيد ميار المتحدث باسم وزارة الصحة أن العديد من طلبة الجامعة كانوا من بين الجرحى، وتم نقلهم إلى المستشفى، بعد أن قال أحد الطلبة الجامعيين إن الانفجار وقع بينما كان عدد من الطلبة ينتظرون الدخول إلى قاعات الامتحانات.
ونفت «طالبان» مسؤوليتها عن التفجير، رغم اتهام الناطق باسم الداخلية الأفغانية نصرت رحيمي للحركة بالمسؤولية عن التفجير.
وقال بهار مهر أحد المسؤولين في وزارة الداخلية الأفغانية إن خمسة أشخاص قُتلوا، بينهم شرطي سير، وإن المصابين من طلاب قسم القانون والمحاماة تجمعوا للدخول إلى فحص جامعي لهم، ونفى مهر علمه بعدد الطلبة الموجودين عند مدخل الجامعة وقت الانفجار الذي نجم عن قنبلة لاصقة، كثيراً ما يستخدمها المجرمون بوضعها تحت السيارات، فيما أشارت تقارير إلى أن الشرطة كانت تلاحق السيارة التي أُلصِقت بها المتفجرات حين حصل الانفجار.
وقال فردوس فرام راز المتحدث باسم شرطة كابل لشبكة «طلوع نيوز» إن الجامعة أو اختبارات الطلبة لم يكونا الهدف من التفجير، وإن الشرطة تحقق في الأمر.
وتشهد العاصمة كابل إجراءات أمنية مشددة منذ فترة للحيلولة دون وقوع انفجارات فيها منذ تمكنت قوات «طالبان» من اقتحام مبنى تابع لوزارة الدفاع عبر تفجير سيارة والهجوم على مَن كان في المبنى، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات ممن كانوا فيه. كما أعلن تنظيم «داعش» قبل أكثر من أسبوع مسؤوليته عن تفجير انتحاري في حفل زفاف في ولاية ننجرهار شرق العاصمة كابل، مما أدى إلى مقتل زعيم قبلي هناك.
واتهم مستشار الأمن الوطني الأفغاني حمد الله محب «طالبان» بمحاولة السيطرة على العاصمة كابل، من خلال هجمات كانت تخطط لشنّها، لكنه قال إن قوات الأمن الأفغانية أبطلت هذه الهجمات قبل وقوعها. وكان محب يتحدث في ولاية بروان القريبة من كابل بصحة عدد من قادة القوات الحكومية لاختبار جاهزية القوات الحكومية في القتال ضد «طالبان»، قبل توصل المبعوث الأميركي إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، إلى اتفاق مع مفاوضي المكتب السياسي لـ«طالبان»، في الدوحة.
وشهدت مدينة قندهار جنوب أفغانستان هجوماً انتحارياً من قِبَل قوات «طالبان» على مركز قيادة الشرطة في المدينة أدى إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم سبعة من المدنيين، كما جُرِح 83 شخصاً بينهم أكثر من أربعين من رجال الشرطة، حسب قول الحكومة. وقال مسؤولون أميركيين ودبلوماسيون في أفغانستان إن «طالبان» زادت من وتيرة عملياتها الانتحارية، في محاولة لكسب اليد العليا في المفاوضات الجارية مع المبعوث الأميركي لأفغانستان في الدوحة، خصوصاً بعد إعلان الرئيس الأميركي ترمب عزمه سحب القوات الأميركية من أفغانستان. كما قالت قيادات عسكرية أميركية لموقع الدفاع والديمقراطية الأميركي إن «طالبان» زادت من هجماتها البرية بهدف إضعاف الجيش الأفغاني في المدن، في محاولة للسيطرة عليها.
وجاء الهجوم على مقر قيادة الشرطة في قندهار بعد يومين من مهاجمة قوات «طالبان» وحدة من القوات الخاصة الأفغانية في ولاية بادغيس شمال غربي أفغانستان، مما أدى إلى إبادة الوحدة كاملة، حسب اعتراف الحكومة الأفغانية. وأبلغ حاكم بادغيس «راديو أوروبا الحرة» باللغة الفارسية أن 25 من عناصر وحدة القوات الخاصة قُتلوا، إضافة إلى مقتل عشرين من قوات «طالبان»، بينما قالت «طالبان»، في بيانها، إن قواتها قتلت 39 من أفراد الأقوات الخاصة الأفغانية في مديرية آب كامري في ولاية بادغيس، وأسرت 16 آخرين، كما نصبت قوات «طالبان» كميناً لقوات مساندة من الحكومة الأفغانية.
وقالت مصادر أميركية إن القوات الخاصة الأفغانية الأفضل تدريباً بين القوات الأفغانية يصل عددها إلى أكثر من عشرين ألف جندي، لكنها تعاني من كثرة استخدامها في المواجهات مع «طالبان»، مما عرَّضها لخسائر بشرية فادحة. كما تستخدمها قيادة الجيش الأفغاني في المناطق النائية، مما يصعّب من وصول الإمدادات لها من بقية الجيش الأفغاني، وهو ما يضعف قدرتها على القتال المتواصل فترات طويلة. من جانبها، قالت الاستخبارات الأفغانية إن الهجوم على مقر قيادة الشرطة في قندهار تم التخطيط له في مدينة تشمن الباكستانية المحاذية للحدود مع ولاية قندهار.
وقال بيان الاستخبارات الأفغانية إن ملا أغا، أحد قادة «طالبان»، قاد المجموعة التي هاجمت مقر الشرطة، لكن الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد رد على بيان الاستخبارات الأفغانية بالقول إن جميع عمليات «طالبان» يتم التخطيط لها من قبل قوات الحركة داخل أفغانستان ولا علاقة لباكستان بعمليات الحركة داخل أفغانستان.
ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرها الأسبوعي عن ضحايا الحرب في أفغانستان، حيث جاء فيه أن 92 من القوات الحكومية و45 من المدنيين قُتلوا خلال الأسبوع من الثاني عشر إلى التاسع عشر من الشهر الحالي بما يعتبر من أشد الأسابيع دموية في أفغانستان. وأشار التقرير إلى مقتل وأسر 46 من القوات الخاصة الأفغانية كانت تحاول الإغارة على منزل حاكم الظل من «طالبان» في ولاية بادغيس بمنطقة آب كامري حيث استمرت المواجهات بين قوات «طالبان» والقوات الخاصة الأفغانية أكثر من سبع ساعات متواصلة أسفرت عن مقتل 35 من القوات الخاصة وأربعة مدنيين.
إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن سلاح الجو الأفغاني واصل قصفه الجوي على مواقع «طالبان» في ولاية بادغيس مما أدى إلى مقتل عشرين من قوات «طالبان». كما قصفت الطائرات الأفغانية مواقع لـ«طالبان» في مديرية كجكي في ولاية هلمند جنوب أفغانستان. وأشار البيان الذي نقلته وكالة «خاما بريس» إلى تدهور الوضع الأمني في ولايتي بادغيس وهلمند خلال الشهور الأخيرة.
قتلى وجرحى في تفجير جامعة كابل
هجوم على قيادة الشرطة في قندهار
قتلى وجرحى في تفجير جامعة كابل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة