«مجلس الوزراء» السعودي يطالب بحماية حقوق الفلسطينيين ويأسف لمعاناة السوريين

وافق على الأهداف العامة لخطة التنمية العاشرة لتعزيز الوحدة الوطنية

«مجلس الوزراء» السعودي يطالب بحماية حقوق الفلسطينيين ويأسف لمعاناة السوريين
TT

«مجلس الوزراء» السعودي يطالب بحماية حقوق الفلسطينيين ويأسف لمعاناة السوريين

«مجلس الوزراء» السعودي يطالب بحماية حقوق الفلسطينيين ويأسف لمعاناة السوريين

وافق مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها اليوم (الاثنين)، على الأهداف العامة لخطة التنمية العاشرة، والتي تتضمن أربعة وعشرين هدفاً، في مقدمتها المحافظة على القيم والتعاليم الإسلامية وتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ هوية المملكة.
وطالب المجلس في جلسته المجتمع الدولي حماية حقوق الشعب الفلسطيني، وتمكينه من حقه في تقرير مصيرة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأعرب عن اسفه الشديد لعدم اتخاذ موقف حاسم لإنهاء معاناة الشعب السوري، الذي فقد أكثر من 191 ألف انسان وضعفهم من الجرحى، كما رحب المجلس بتشكيل الحكومة العراقية، وحصولها على ثقة مجلس النواب،
جاء ذلك خلال الجلسة التي رأسها الأمير سلمان بن عبد العزيز ، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، بعد ظهر اليوم (الاثنين)، في قصر السلام بجدة.

استهلال الجلسة :

رفع مجلس الوزراء التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على ما يحظى به من تقدير على دوره البارز واهتمامه الدائم بقضايا الأمتين الإسلامية والعربية، وجهوده ليعم الأمن والاستقرار مختلف دول العالم، مؤكداً أن منحه شهادة الدكتوراة الفخرية في العلاقات الدولية وتحقيق مبادئ الأمن والسلام من جامعة الإمام محمد بن سعود الإٍسلامية، والشهادة العالمية دكتوراة الأزهر الفخرية في العلوم الإنسانية والاجتماعية من الأزهر الشريف، يجسد هذا التقدير لمآثر خادم الحرمين الشريفين ودوره الريادي في خدمة العلاقات الدولية وتحقيق مبادئ الأمن والسلام في العالم.

بعد ذلك ، اطلع المجلس الوزراء على فحوى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه خادم الحرمين الشريفين ، من الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية، ونتائج مباحثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وعلى نتائج مباحثات ولي العهد مع وزير خارجية مملكة الدنمارك مارتن ليد جارد ، و قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول لويد جيه أوستن.

وأوضح الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام، في  عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء استعرض بعد ذلك جملة من التقارير حول مستجدات الأحداث إقليمياً ودولياً ، خاصة الجهود المبذولة للتصدي للإرهاب في المنطقة وللتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه ، وشدد في هذا السياق على البيان الصادر في ختام الاجتماع الاقليمي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا بمشاركة وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية، وما أكد عليه البيان من التزام مشترك للوقوف بوجه التهديدات التي يجسدها الإرهاب بكل أشكاله للمنطقة والعالم ، بما في ذلك ما يدعى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق" .

ورحب مجلس الوزراء، بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وحصولها على ثقة مجلس النواب العراقي، معرباً عن الأمل في أن يسهم ذلك في عودة الأمن والاستقرار للعراق وترسيخ الوحدة الوطنية والتلاحم بين مختلف مكونات شعبه لبناء عراق آمن ومزدهر.

وبمناسبة ، بدء أعمال الدورة السابعة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف ، جددت المملكة مطالبتها المجتمع الدولي لحماية حقوق الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وأعربت عن أسفها الشديد لعدم اتخاذ موقف حاسم وشجاع لإنهاء معاناة الشعب السوري الذي فقد أكثر من 191 ألف إنسان وضعفهم من الجرحى على يد النظام السوري الفاقد للشرعية، كما جددت تأكيداتها على مواقفها الثابتة من نبذ الإرهاب والتطرف ورفضها وإدانتها للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكب من قبل التنظيمات الإرهابية باسم الإسلام والإسلام منها بريء.

وقدر مجلس الوزراء في هذا السياق ما عبرت عنه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من شكر وتقدير للسعودية على ما تقدمه من مساعدات إنسانية للاجئين في مختلف دول العالم من خلال اللجان والحملات الإغاثية السعودية، مما كان له الأثر البالغ في مساعدة اللاجئين وتخفيف معاناتهم وتلبية احتياجاتهم.
الشأن المحلي :

ووجه مجلس الوزراء شكره لمختلف الأجهزة الأمنية المختصة بوزارة الداخلية ومصلحة الجمارك على تمكنها من إحباط تهريب ونقل واستقبال وترويج مخدرات تقدر قيمتها بأكثر من مليار و 878 مليون ريال ، والقبض على 1197 متهماً خلال الستة أشهر الماضية ، ونوه بحرص رجال الأمن وبالتنسيق والتكامل بين مختلف الأجهزة في متابعة ورصد المتورطين وإحباط مخططاتهم لحماية أبناء الوطن من آفة المخدرات .

كما قدر المجلس ما عبر عنه تقرير التنمية البشرية لعام 2014م الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، وما اشتمل عليه من بيانات وإحصاءات ، حيث ارتفع تصنيف السعودية من بين الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً ، من (57) إلى (34) بين دول العالم ، ويعود هذا التحسن إلى التطور الملحوظ في المكونات الرئيسة التي يعتمد عليها دليل التنمية البشرية، الذي يعد مقياساً يختصر الإنجازات التي تحققها الدول على صعيد التنمية البشرية من خلال ثلاثة أبعاد رئيسة هي ، صحة الفرد واكتساب المعرفة ، ومستوى المعيشة اللائق.

وأفاد خوجة , بأنه بناء على التوجيه السامي الكريم اطلع مجلس الوزراء خلال جلسته المنعقدة بتاريخ 20 / 11 / 1435هـ على عدد من الموضوعات ، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها ، كما اطلع على ما انتهت إليه كل من هيئة الخبراء بمجلس الوزراء واللجنة العامة لمجلس الوزراء ولجنتها الفرعية في شأنها ، وانتهى المجلس إلى ما يلي :

أولا :

بعد الاطلاع على محضر اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الضوابط المقترحة لمعالجة الصعوبات التي تواجه تطبيق تنظيم خدمات المعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف القادمين من خارج المملكة واللائحة التنفيذية الخاصة به ، وافق مجلس الوزراء على عدد من الإجراءات من بينها ما يلي :

1 - إدخال عدد من التعديلات على تنظيم خدمات المعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف القادمين من خارج المملكة ، الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم (93) وتاريخ 10 / 6 / 1420هـ .
2 - التأكيد على وزارة الداخلية بتطبيق العقوبة الواردة في المادة (60) من نظام الإقامة بحق أي شركة أو مؤسسة لخدمات المعتمرين تتاجر بتأشيرات العمرة أو تقدم أي تسهيل في برامج وهمية وغيرها تؤدي إلى قدوم أشخاص إلى المملكة لأغراض أخرى غير الغرض الأساس.

3 - قيام وزارة الداخلية ووزارة الحج بإيقاف النظام الآلي عن أي شركة أو مؤسسة لخدمات المعتمرين ثبت تخلف قادمين عن طريقها ، وذلك وفق ضوابط الإيقاف الواردة في اللائحة التنفيذية لتنظيم خدمات المعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف القادمين من خارج المملكة .
ثانيا :

وافق مجلس الوزراء على تأجيل نقل اختصاص التحقيق والادعاء في القضايا الجمركية من مصلحة الجمارك العامة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، وذلك لمدة (أربع) سنوات تبدأ من نهاية مدة (السنتين) المشار إليها في الفقرة ( 3 / ب ) من البند (أولاً) من قرار مجلس الوزراء رقم (34) وتاريخ 26 / 1 / 1434هـ أو إلى حين نقل اختصاص اللجان الجمركية إلى القضاء العام أيهما تحقق أولاً .

ثالثا :
بعد الاطلاع على ما رفعه وزير الاقتصاد والتخطيط وبعد الاطلاع على توصية اللجنة الدائمة للمجلس الاقتصادي الأعلى رقم ( 23 / 34) وتاريخ 2 / 7 / 1434هـ وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم (95 / 49 ) وتاريخ 25 / 8 / 1435هـ ، وافق مجلس الوزراء على الأهداف العامة لخطة التنمية العاشرة ( 1436 / 1437هـ - 1440 / 1441هـ ) بصيغتها التي وافق عليها مجلس الشورى بقراره المشار إليه .
وتتضمن الأهداف العامة لخطة التنمية العاشرة أربعة وعشرين هدفاً ، في مقدمتها المحافظة على القيم والتعاليم الإسلامية وتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ هوية المملكة، كما تدخل من بين الأهداف المشار إليها ما يلي :

1 - توسيع الطاقة الاستيعابية للاقتصاد الوطني وتعزيز نموه واستقراره وقدراته التنافسية .
2 - تيسير حصول المواطنين على السكن الملائم وفق برامج وخيارات متنوعة تلبي الطلب.
3 - تعزيز مسيرة الإصلاح المؤسسي ودعم مؤسسات المجتمع المدني ورفع كفاءة وإنتاجية أجهزة الدولة وموظفيها.
4 - ترسيخ مبادئ المساءلة والشفافية وحماية النزاهة ومكافحة الفساد.
رابعاً :
وافق مجلس الوزراء على تفويض وزير الإسكان - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب المصري في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإسكان بين وزارة الإسكان في المملكة العربية السعودية ووزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية في جمهورية مصر العربية ، والتوقيع عليه ، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية.
خامسا :
بعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم ( 94 / 41) وتاريخ 3 / 11 / 1434هـ وافق مجلس الوزراء على إدخال عدد من التعديلات على نظام المشاركة بالوقت في الوحدات العقارية السياحية ، الصادر بالمرسوم الملكي رقم ( م / 52) وتاريخ 20 / 8 / 1427هـ ، ومن بين تلك التعديلات إضافة فقرة جديدة برقم (3) إلى المادة (الرابعة) من النظام بالنص الآتي :
" 3 - يحظر على غير السعوديين - وفقاً لأحكام النظام - ما يأتي :
أ - مزاولة نشاط المشاركة بالوقت ، أو التسويق ، في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ب - اكتساب أي حق بموجب عقود المشاركة في الوقت بغير طريق الميراث على وحدات عقارية سياحية واقعة في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة ، ولا يعتد بأيّ تصرف يتم خلافاً لذلك " .
وقد أعد مرسوم ملكي بذلك

التعيينات :
وافق مجلس الوزراء على تعيين طارق بن زياد بن عبدالرحمن السديري عضواً في مجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية ( تداول ) ممثلاً لشركات الوساطة المرخص لها.
سابعاً:
وافق مجلس الوزراء على تعيينات بالمرتبتين الخامسة عشرة والرابعة عشرة ووظيفتي ( سفير ) و ( وزير مفوض ) ، وذلك على النحو التالي:
1ـ تعيين الدكتور سامي بن عبدالله بن عثمان الصالح على وظيفة ( سفير ) بوزارة الخارجية.
2ـ تعيين الأمير سعود بن فهد بن عبدالله آل سعود على وظيفة ( وكيل الإمارة للشؤون الأمنية ) بالمرتبة الخامسة عشرة بإمارة منطقة الرياض.
3ـ تعيين سعد بن عبدالله بن سعد المفرح على وظيفة ( مستشار مالي ) بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة الصحة.
4ـ تعيين عبدالله بن سليمان بن منصور الميمان على وظيفة ( مدير عام الشؤون المالية ) بالمرتبة الرابعة عشرة برئاسة هيئة الأركان العامة بوزارة الدفاع.
5ـ تعيين الدكتور هاشم بن عبدالله بن هاشم شطا على وظيفة ( وزير مفوض ) بوزارة الخارجية.
6ـ تعيين عبدالعزيز بن صالح بن عبدالرحمن المهنا على وظيفة ( مستشار إداري ) بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الحرس الوطني.
7ـ تعيين إبراهيم بن عبدالكريم بن صالح الخطيب على وظيفة ( مستشار لشؤون القضايا ) بالمرتبة الرابعة عشرة بإمارة منطقة الرياض.
8ـ تعيين يوسف بن عبدالله بن عبدالرحمن السعدي على وظيفة ( رئيس قطاع ) بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة المالية.
واطلع مجلس الوزراء على تقارير سنوية لوزارة الزراعة ، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ، وديوان المظالم ، عن الأعوام المالية ( 1428 / 1429هـ ) و ( 1430 / 1431هـ ) و ( 1431 / 1432هـ ) و ( 1432 / 1433هـ ) و ( 1433 / 1434هـ ) ، وقد أحاط المجلس علماً بما جاء فيها ووجه حيالها بما رآه.
هذا ، وسترفع الأمانة العامة لمجلس الوزراء نتائج هذه الجلسة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين ـ أيده الله ـ ليتفضل بالتوجيه حيالها بما يراه النظر الكريم.
 



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)