مصر للتحقيق مع «خلية إخوان الكويت»... و«رايتس ووتش» تدخل على الخط

ترجّيح توجيه اتهامات تتعلق بـ«التمويل»

رايات جماعة الاخوان
رايات جماعة الاخوان
TT

مصر للتحقيق مع «خلية إخوان الكويت»... و«رايتس ووتش» تدخل على الخط

رايات جماعة الاخوان
رايات جماعة الاخوان

في الوقت الذي تستعد فيه السلطات المصرية لبدء التحقيق مع 8 أشخاص مطلوبين بتهم عدة من بينها الانتماء إلى تنظيم «الإخوان» وتسلمتهم القاهرة من الكويت، دخلت منظمة «هيومن رايتس ووتش» على خط الأزمة منددةً بترحيلهم.
وتسبب إعلان السلطات الكويتية عن ضبط خلية «إخوانية» تضم ثمانية مصريين ثم تسليمهم للقاهرة، في إثارة استنفار جماعة الإخوان ومناصريها في الكويت، والذين كثفوا جهودهم للدفاع عن المضبوطين ومهاجمة الحكومة بعد توقيفهم.
وحسب مصادر أمنية وقانونية في مصر، فإن «المتهمين الذين تسلمتهم مصر من بينهم بعض المدانين في قضايا صدر ضدهم أحكام بالفعل بشأنها، وهؤلاء ستُجرى إعادة محاكمتهم حسبما ينظّم القانون المصري معاملة المتهمين».
وشرحت المصادر أن «ثلاثة أشخاص من بين المتهمين فقط هم من لا يزالون مطلوبين على ذمة التحقيقات، بينما يواجه الـ5 الباقون أحكاماً (ليست نهائية بسبب هربهم) في قضايا مختلفة».
وأفاد مصدر قانوني مصري بأن «القضايا التي يحاكَم المطلوبون فيها ستجري في نطاق محاكم محافظات الصعيد والدلتا»، مرجحاً أن «تطال تحريات النيابة والأجهزة الأمنية ما إذا كان المتهمون المدانون بأحكام أو المطلوبون للتحقيق متورطين في قضايا تمويل لعناصر الإخوان بالداخل، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في توجيه اتهامات جديدة إليهم وإلى آخرين، حال إثباته من جهات التحقيق».
وحسبما أعلنت السلطات الكويتية، الجمعة الماضي، فإن المضبوطين المدانين بأحكام قضائية، تراوحت عقوباتهم بالسجن بين 5 سنوات و15 سنة.
وأكدت الكويت، بشكل رسمي، عن طريق نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، مساء أول من أمس، «تسليم المطلوبين للسلطات المصرية، بموجب الاتفاقيات بين البلدين».
وأوضح أن «التنسيق والتعاون الأمني الكويتي - المصري كبير جداً، ونشعر معه بالارتياح، وهذا التعاون سيتواصل مع الأشقاء في مصر، ونشاركهم الرأي بأن أمن البلدين جزء لا يتجزأ».
وفي 5 يوليو (تموز) الجاري، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تناول «موضوعات في إطار علاقات التعاون الثنائي»، وأكد خلاله الأمير استمرار موقف بلاده «الثابت والداعم لأمن مصر واستقرارها».
وتجاهلت الكويت محاولات أقدم عليها نواب ينتمون إلى «الإخوان» ومناصريها من قوى سلفية نددت بإلقاء القبض على «الخلية الإخوانية»، وهاجم بعضهم إجراء وزارة الداخلية الكويتية.
ونددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بتسليم «الكويت ثمانية مصريين للسلطات المصرية، لعلاقتهم بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر»، وعدّت هذا التسليم «غير قانوني»، على حد تعبيرها. لكن اللواء مجدي الشافعي، المدير الأسبق لـ«الإنتربول» المصري، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «مصر مرتبطة باتفاق مع الكويت ودول عربية عدة بشأن تسليم وتسلم المطلوبين والمدانين بأحكام قضائية».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».