حفتر: القضاء على الإرهاب لن يتم خلال ساعات

نفى حصول الجيش الوطني الليبي على أسلحة أميركية

المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي (أ.ب)
المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي (أ.ب)
TT

حفتر: القضاء على الإرهاب لن يتم خلال ساعات

المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي (أ.ب)
المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي (أ.ب)

قال المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي إنه لم يعد هناك مجال للتفاوض مع حكومة الوفاق الوطني، لكنه أكد في الوقت نفسه، أنه لا يعارض أي حل سياسي سلمي للأزمة الليبية، طالما ستضمن نزع سلاح الميليشيات.
وأكد حفتر خلال مقابلة مع وكالة «بلومبيرغ» أن هدف الجيش الليبي منذ إطلاق عملية الكرامة (عندما بدأ هجوم الجيش على مقار الإرهابيين في بنغازي عام 2014) هو القضاء على الإرهاب، واستعادة السيطرة السيادية والأمنية على البلاد، للحفاظ على كرامة المواطن، دون تدخل في شكل الدولة وطريقة حكمها.
وشدد قائد الجيش الليبي على أن طريقة الحكم، هو أمر خاص بالشعب الليبي يقرره بإرادته الحرة، قائلاً: «ستكون ليبيا في نهاية المطاف دولة حرة ومدنية وذات سيادة وفقاً لما يقرره الليبيون».
وأشار حفتر إلى أن البعض كان يظن أن معركة تحرير طرابلس (بدأت منذ 80 يوماً) ستستغرق ساعات أو أيام، وأكد أن الوضع في طرابلس دقيق ويتم التعامل معه باحترافية لضمان سلامة المدنيين الأبرياء والمؤسسات المدنية، مضيفاً: «لم تنهض قوى الإرهاب والميليشيات المسلحة بين عشية وضحاها ليتم القضاء عليها خلال ساعات... لقد استغرقوا سنوات لتشكيل وتوسيع نفوذهم».
وبخصوص الانسحاب من مدينة غريان (القريبة من العاصمة طرابلس) بعد خسارتها لصالح الميليشيات الموالية لحكومة السراج، قال حفتر إن التقدم نحو العاصمة يعتمد على عملية عسكرية شاملة ولا يعتمد على موقع معين، قائلاً: «الانسحاب من مناطق معينة هو في حساباتنا العسكرية من البداية، فالانسحاب العسكري جزء من القتال واستراتيجية أساسية في خطة أي معركة».
وأكد أن «الانسحاب لا يعني الخسارة، ولا يعني التراجع عن تحقيق هدف المعركة»، ولكن الجيش الذي لا يعرف كيف يتراجع ليس أمامه سوى الهزيمة».
وبخصوص تقارير إعلامية حول العثور على أسلحة وذخيرة أميركية الصنع في مواقع سيطرة الجيش الليبي، قال حفتر: «هذا هراء... نحن لا نملك أي أسلحة أميركية ولم نبرم أي صفقة أسلحة مع الولايات المتحدة، والعالم بأسره يعرف أن الولايات المتحدة واحدة من أكثر الدول صرامة في فرض حظر الأسلحة».
وأضاف: «لم يتلق الجيش الليبي أي تدريب على الأسلحة الأميركية الصنع حتى في ظل النظام السابق. إذن كيف يمكننا الحصول على أسلحة أميركية؟».
وأشار قائد الجيش الوطني الليبي إلى أنه لا يتابع التهديدات التركية لقوات الجيش الليبي ولا يتابع ما يقوله وزير خارجية تركيا لأن «وقت الجيش ثمين، والشعب ينتظر الإعلان عن أن طرابلس قد تحررت من الإرهاب»، مضيفاً أن «ما يهم هو العلاقة مع الشعب التركي... ونحن نحترمهم».
ونفى حفتر استخدام الجيش لمطارات النفط في أغراض عسكرية، قائلاً: «لم نكن بحاجة إلى مطارات النفط، لذلك لم نستخدمها في الجيش حتى الآن. ولكن إذا كنا بحاجة لها - وهذا أمر غير مرجح - فلن نتردد، نحن في حالة من التعبئة العامة وجميع قدرات الدولة تحت تصرف القوات المسلحة».
وأكد أن الجيش يسعى لتحرير موانئ النفط وحمايتها، ولا يرضى بأي تخريب فيها، مشيرا إلى أن «أي من يسعى لتخريب منشآت النفط سيتم التعامل معه بشدة وسيجد الجيش في طريقه».
ونفى حفتر قيام الجيش ببيع النفط قائلاً: «الجيش ليس تاجراً... الجيش قوة دفاعية منتظمة تحمي الوطن»، مشدداً على أن بيع النفط هو حق حصري لـ«المؤسسة الوطنية الليبية للنفط»، والتي طالبها بأن «ترقى إلى مستوى اسمها» وتعمل لصالح الليبيين وليس تحت هيمنة تدخلات أجنبية أو فصائل بعينها.
وقال: «لا يجوز للشركة الاستفادة من قدراتها لخدمة الإرهابيين والميليشيات المسلحة، يجب أن تؤدي فقط الدور الذي يفوضه القانون بكل أمانة، يجب أن تكون مسؤولة وتحت الإشراف، هذا هو أساس قطاع النفط الذي يجب أن يكون خالياً من أي فساد... القضية الرئيسية حول النفط هي التوزيع العادل لعائداته بالتساوي بين جميع الليبيين».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».