لارس ريكن: نحب أن نرى مدربي دورتموند يتطورون حتى في الأندية الأخرى

مدير أكاديمية الناشئين بالنادي يؤكد أن المسؤولين والمدربين واللاعبين والعاملين يعملون كأسرة واحدة لخدمة الفريق

كان ريكن (الثالث من اليسار) في العشرين من عمره عندما هزم دورتموند يوفنتوس في نهائي دوري الأبطال
كان ريكن (الثالث من اليسار) في العشرين من عمره عندما هزم دورتموند يوفنتوس في نهائي دوري الأبطال
TT

لارس ريكن: نحب أن نرى مدربي دورتموند يتطورون حتى في الأندية الأخرى

كان ريكن (الثالث من اليسار) في العشرين من عمره عندما هزم دورتموند يوفنتوس في نهائي دوري الأبطال
كان ريكن (الثالث من اليسار) في العشرين من عمره عندما هزم دورتموند يوفنتوس في نهائي دوري الأبطال

لاحظت أثناء الحديث مع العاملين في ملعب التدريب بنادي بوروسيا دورتموند الألماني في بلدة براكل أنه لا يوجد شخصان - سواء من اللاعبين الشباب أو نجوم الفريق الأول أو العاملين في المطبخ أو العاملين في الطاقم الطبي– يمشيان باتجاه بعضهما البعض في الممر من دون مصافحة وتحية كل منهما للآخر.
ومن المعروف أن نادي بوروسيا دورتموند متخصص في إنتاج اللاعبين والمديرين الفنيين البارزين في عالم كرة القدم، فهو النادي الذي خرج منه كل من ماريو غوتزه، وماركو ريوس، وديفيد فاغنر، ودانييل فارك، ويان سيويرت، وهانس وولف. يقول لارس ريكن، مدير أكاديمية الناشئين بالنادي، عن ذلك الأمر: «إنها أسرة. إننا ناد كبير به ملعب ضخم، لكن قلوبنا تنبض هنا في براكل. هذه البيئة الطيبة تسيطر على النادي، ونتمنى من كل قلوبنا لأي شخص يحمل شعار هذا النادي على صدره أن يحقق النجاح في أي مكان يعمل به».
وقد نشأ ريكن في هذا النادي، ولعب مع الفريق الأول 457 مباراة، وفاز بلقب الدوري الألماني الممتاز ثلاث مرات، وسجل هدفا من أول لمسة في المباراة التي فاز فيها بوروسيا دورتموند على يوفنتوس الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1997، ويعد ريكن، الذي قضى مسيرته الكروية بالكامل مع نادي بوروسيا دورتموند، أحد أساطير النادي عبر تاريخه ويعرف جيدا ما يحتاجه أي لاعب لكي يصل إلى القمة.
يقول ريكن: «إننا نسعى للفوز بالبطولات والألقاب بدءا من فريق الناشئين الأقل من 14 عاماً صعوداً إلى باقي الفئات العمرية حتى الفريق الأول، وبالتالي فمن المهم للغاية أن يرسخ مسؤولو النادي ثقافة الفوز حتى يكون اللاعبون الشباب على أهبة الاستعداد للعب في الفريق الأول في أي وقت. إننا نسعى دائما للالتزام بأخلاقيات العمل. ولا يشكو المديرون الفنيون لدينا من أي شيء غير متوفر، لكنهم يعملون في ضوء الظروف المتاحة، وهو ما يساعدهم بشكل جيد في مستقبلهم بعد ذلك. إننا نحب أن نرى هؤلاء المديرين الفنيين وهم يتطورون، حتى لو كان ذلك مع الأندية الأخرى». ويضيف: «على سبيل المثال، كان مساعد المدير الفني للفريق الأول لدينا، إيدن تيرزيتش، يعمل مساعدا للمدير الفني للفريق تحت 19 عاما، ورأينا أنه يمتلك مقومات جيدة، لذا طلبنا منه أن يقود فريق النادي تحت 16 عاما. وبعد ثلاثة أيام فقط من بداية الموسم، اتصل به سلافان بيليتش وذهب للعمل مع نادي بشيكتاش التركي. وانتهى به الأمر بالتدريب في الدوري الإنجليزي الممتاز مع نادي وستهام يونايتد، قبل أن نعيده مرة أخرى للعمل في بوروسيا دورتموند. وقد حدث نفس الأمر مع هانس وولف. إننا نحتفظ دائما بعلاقات وثيقة مع مدربينا أثناء تطورهم من الناحية المهنية، وربما يعودون عند فترة زمنية ما في المستقبل للعمل في بوروسيا دورتموند».
وخلال مشاهدتي لتدريبات الفئات العمرية الأصغر سنا، قال أندريس بونا، المدير الفني لفريق الناشئين بالنادي تحت 12 عاما: «إذا كان بوروسيا دورتموند يريد أي شخص من هذه المنطقة فإنه يحصل عليه على الفور، فهذا مكان استثنائي وناد ضخم يحلم الجميع بأن يلعب معه أو يتولى قيادته. وبمجرد أن تنضم إلى هذا النادي، فإنه يصبح كل حياتك. واعتباراً من هذا الموسم، يتم تعيين أي مدير فني بدءا من فريق الناشئين تحت تسع سنوات بعقد دائم ودوام كامل بالنادي، ويعتني النادي بنا بصورة جيدة للغاية. ويمكنك أن ترى المدير الفني لفريق الناشئين تحت 17 عاما وهو يذهب إلى المدير الفني لفريق تحت 11 عاما ويطلب منه المشورة، فنحن نعمل جميعا على تطوير بعضنا البعض، وهذا شيء نادرا ما تراه في عالم كرة القدم».
ويضيف: «لدينا مبادئ نلتزم بها، لكن هناك مرونة كبيرة في العمل أيضا؛ حيث يحصل المديرون الفنيون على مساحة كبيرة لإيصال أفكارهم للاعبين بطريقتهم الخاصة، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى أن يكون هناك تنوع كبير في شخصيات اللاعبين الشباب بحيث يمكنهم التكيف مع الظروف المختلفة. وهناك ما يقرب من 60 لاعبا من خريجي أكاديمية الناشئين بالنادي يلعبون بشكل احترافي، سواء في ألمانيا أو في الخارج، وهو ما يعكس حجم العمل الذي نقوم به».
ويتابع: «لارس يريد أن تكون لدينا شخصيتنا المستقلة ومسارنا الخاص، والنادي يدعمنا في كل خطوة نخطوها. في الواقع، لقد حصلت للتو على رخصة التدريب الأولى من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ودفع النادي 530 يورو وتكفل بكل مصاريف السفر والحصول على الدورة التدريبية التي استمرت أربعة أسابيع. من السهل أن تحصل على الدورات التدريبية وأن يدفع لك النادي المقابل المادي لها».
وقال بونا: «وكان كريستيان فلوثمان، الذي كان يعمل مساعدا لفارك في نوريتش سيتي، زميلي في فريق الناشئين تحت 16 عاماً، والآن يعمل مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم للحصول على رخصة التدريب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. لقد أخبرني أنه من الصعب للغاية الحصول على دورات تدريبية هناك بسبب وجود الكثير من اللاعبين المحترفين السابقين الذين يسعون للحصول على تلك الدورات التدريبية وأنهم لا يريدون تسجيل الكثير من الأجانب».
وبينما يتدرب اللاعبون الصغار في السن، تحدث ريكن عن الثقافة السائدة في أكاديمية الناشئين بالنادي، قائلا: «في السنوات الأخيرة، كان يتعين علينا أن نستعين بمتخصصين في مجالات متنوعة، لأننا لم نكن سعداء بالطريقة التي يفكر بها بعض اللاعبين، بما في ذلك لاعبون في الفريق الأول. على سبيل المثال، كان لدينا العام الماضي أفضل فريق في الدوري الألماني تحت 19 عاماً، لكننا لم نفز بالبطولة. وفي الحقيقة، لقد كنا محظوظين بوصولنا للمباريات الفاصلة. ولذا، كان يتعين علينا أن نجلس سويا وعقدنا اجتماعا على مدار يومين لمناقشة الكيفية التي يمكن أن تساعدنا على تحسين ثقافة اللاعبين وتطورهم على المستوى الشخصي».
وأضاف: «وحتى خلال هذا الاجتماع، لم أكن أريد أن أقول إنه يتعين علينا أن نفعل هذا أو ذاك، لأن المديرين الفنيين لدينا هم من يعرفون ما يتعين علينا القيام به، ولديهم القدرة على تطوير هذا المكان. لقد كانت لحظة هامة لأكاديمية الناشئين لدينا. الدورات التدريبية الخاصة بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم في ألمانيا قوية للغاية، لكنها ليس الشيء الوحيد المهم في هذا المجال؛ حيث يتعين على المديرين الفنيين أن يعملوا بشكل جيد في الناحية الاجتماعية وأن تكون لديهم مهارات تربوية جيدة لأنهم هم أول من يؤثرون على اللاعبين الصغار في السن».
وتابع: «والآن يجتمع طاقم التدريب لدينا مع علماء نفس واختصاصيين اجتماعيين في النادي يوم الاثنين من كل أسبوع. لقد ذهبنا للتحدث مع أشخاص في جامعة بوخوم حول كيفية العمل بمرونة وتواضع، وعن كيفية صنع القرار والتحلي بالثقة في النفس. والآن، أصبحنا نمثل نموذجاً لهذه القيم، التي نغرسها بشكل متواصل في نفوس لاعبينا الصغار».
وأضاف ريكن: «نحن لا نسعى لتطوير المديرين الفنيين فقط هنا، لكننا نسعى أيضا لتطوير كشافة اللاعبين والقائمين على اللياقة البدنية ومعدي الأحمال البدنية ومحللي مقاطع الفيديو. هناك 15 شخصاً ممن عملوا في أكاديمية الشباب بالنادي يعملون الآن على المستوى الاحترافي في اللعبة. لدينا في النادي مدرب للأحمال واثنان من اختصاصيي العلاج الطبيعي الذين ارتقوا للعمل مع الفريق الأول، و12 آخرون انتقلوا للعمل مع أندية أخرى. إننا لا نعمل على تعلم اللاعبين فقط، لكننا نعلم أي شخص يدخل هذا المبنى».
وبينما كنا نغادر مركز التدريب للذهاب إلى ملعب «سيغنال أيدونا بارك» - أكبر استاد في ألمانيا – مررنا من أمام مكاتب أعضاء مجلس الإدارة، وأشار ريكن إلى شاب من العاملين بالنادي، قائلا: «هذا باتريك فريتش». وقبل بضع سنوات كان من المتوقع أن يكون فريتش النجم القادم لنادي بوروسيا دورتموند، وكان المدير الفني توماس توخيل «معجباً كبيراً» بهذا اللاعب، وقال إنه «لن يواجه أي مشكلات في أن يحقق مسيرة كبيرة في القمة».
ومع ذلك، أصيب فريتش بقطع في الرباط الصليبي، وهي الإصابة التي أنهت مسيرته الكروية. ونتيجة لذلك، قرر النادي توظيفه في قسم التسويق بعد تعليمه الأمور المتعلقة بالتسويق على مدار عامين. وقال ريكن: «باتريك يقود الآن ورش العمل الخاصة باللاعبين الحاليين في أكاديمية الناشئين بالنادي. من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نهتم بأبناء النادي».


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: أرسنال ينهي عامه الرائع برباعية في أستون فيلا

رياضة عالمية لاعبو ارسنال يحتفلون بأحد أهدافهم في المباراة (إ.ب.أ)

الدوري الإنجليزي: أرسنال ينهي عامه الرائع برباعية في أستون فيلا

أظهر أرسنال مجددا أنه مرشح أكثر من أي وقت مضى لإحراز اللقب للمرة الاولى منذ 2004، بعد تجاوزه الامتحان الصعب أمام ضيفه أستون فيلا الثالث باكتساحه 4-1 .

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية التعادل الإيجابي حسم موقعة تشيلسي وبورنموث (إ.ب.أ)

«البريمرليغ»: تشيلسي يواصل نزيف النقاط بتعادل مع بورنموث

اقتنص بورنموث نقطة على حساب تشيلسي ​المتعثر في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم الثلاثاء، ليفرض التعادل 2-2.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية سيباستيان ديسابر مدرب منتخب الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)

ديسابر محذّرا الجزائر: نجيد اللعب ضد الكبار!

بدا سيباستيان ديسابر مدرب منتخب الكونغو الديمقراطية واثقا في قدرات فريقه بعد تجاوز دور المجموعات في كأس أمم أفريقيا 2025 بالمغرب.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عالمية النسغال هزمت بنين بثلاثية وتأهلت متصدرة للمجموعة الرابعة (أ.ب)

«أمم أفريقيا": السنغال تظفر بصدارة المجموعة الرابعة وتلقي بالكونغو لمواجهة الجزائر

ظفر منتخب السنغال بصدارة المجموعة الرابعة من كأس أمم أفريقيا 2025 بعد فوزه على نظيره منتخب بنين 3 /صفر تزامنا مع فوز الكونغو الديمقراطية 3 /صفر على بوتسوانا.

«الشرق الأوسط» (طنجة)
رياضة سعودية ضمك أحرز فوزه الأول بعد طول عناء (تصوير: عدنان مهدلي)

مدرب ضمك بعد فوزهم الأول: ننتظر «الشتوية»

تمنى البرتغالي أرماندو إيفانغليستا مدرب ضمك أن ينعكس الفوز الأول لهم في الدوري السعودي والذي جاء على حساب الأخدود، بشكل إيجابي على لاعبيه.

علي الكليب (نجران)

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.