باراك يسعى لتوحيد اليسار وليبرمان يتوّج غانتس بديلاً عن نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع الحكومة أمس (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع الحكومة أمس (رويترز)
TT

باراك يسعى لتوحيد اليسار وليبرمان يتوّج غانتس بديلاً عن نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع الحكومة أمس (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع الحكومة أمس (رويترز)

في الوقت الذي يسعى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، إلى توحيد أحزاب اليسار جميعاً في تكتل واحد يعزز قوى المعارضة، ويسقط حكم بنيامين نتنياهو، في الانتخابات القريبة المقبلة، أعلن رئيس «حزب اليهود الروس» (يسرائيل بيتينو)، وزير الدفاع السابق، أفيغدور ليبرمان، رفضه اعتبار نتنياهو مرشح اليمين الوحيد لرئاسة الحكومة، بقوله، إنه «لا يرى فرقاً جوهرياً بين زعيم حزب (الليكود)، وبين رئيس (حزب الجنرالات) (كحول لفان) بيني غانتس».
وقال ليبرمان، إن نتنياهو هو الذي كان قد عيّن غانتس رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي، وامتدح أداءه في أثناء الحرب الأخيرة على غزة عام 2014. وأضاف في حديث إذاعي، أمس الأحد: «بالنسبة لي، بإمكان أي من بنيامين نتنياهو أو بيني غانتس أن يكون رئيساً للحكومة. ولا فرق بينهما في الجوهر». وعاد ليبرمان إلى تأكيد اقتراحه لتشكيل «حكومة طوارئ قومية من أجل إخراج العربة من الوحل. فالدولة موجودة اليوم في وحل عميق، أكان ذلك على صعيد الوضع الاقتصادي أو الأمني، ولا بد من جعلها أوسع حكومة ممكنة».
ورأى مراقبون أن هذه المساواة بين نتنياهو وغانتس جاءت لتتوج الثاني رئيساً للحكومة المقبلة، بعدما انفجر صراع شخصي حاد بينه وبين نتنياهو. فالاستطلاعات تشير إلى أن هناك احتمالات قوية لهزيمة معسكر اليمين من دون ليبرمان. ولذلك فإنه يسعى لضمان مكان له مع «حزب الجنرالات»، وينتقم بذلك من نتنياهو وحلفائه الذين يديرون حملة شرسة ضده في صفوف «اليهود الروس». ولكي يحافظ على جمهوره اليميني، يطرح ليبرمان فكرة حكومة وحدة بين «الليكود» و«كحول لفان»، وصرح بأنه سيوصي أمام رئيس الدولة بتكليف رئيس الحزب الذي يحظى بأكبر تأييد من الأحزاب، لتشكيل الحكومة.
ولكن إيهود باراك (77 عاماً) يعتقد بأن غانتس ليس هو الشخصية القادرة على إسقاط نتنياهو، وقيادة إسرائيل في هذه المرحلة، ويتهمه بانتهاج سياسة ضعيفة خجولة لا تلائم حرباً مع شخصية مثل نتنياهو. ولذلك، يسعى باراك لتشكيل تحالف بين قوى اليسار، من حزبه الجديد و«حزب العمل» و«حزب ميرتس». وحسب تخطيط باراك، فإنه سيحظى في استطلاعات الرأي بنحو 20 مقعداً، فيفاوض «حزب الجنرالات» على خوض الانتخابات القريبة، المقررة يوم 17 سبتمبر (أيلول) 2019، برئاسته هو وليس غانتس. وقد نجح في سحب عدد من الشخصيات القيادية في «حزب العمل» إلى جانبه، كما توجه باراك إلى شخصيات أخرى للانضمام إليه، بمن في ذلك تسبي ليفني، وزيرة الخارجية السابقة ورئيسة «حزب هتنوعاه»، وتوجه حتى إلى جهات عربية من فلسطينيي 48.
وفي «حزب العمل»، ستجري، غداً الثلاثاء، انتخابات داخلية على رئاسة الحزب، بعد أن اعتزل رئيسه السابق آفي غباي. وقد أعلن اثنان من المرشحين لرئاسة الحزب، عمير بيرتس وإيتسيك شمولي، استعدادهما للتحالف مع باراك. كما أعلن رئيس حزب «ميرتس الجديد»، نتسان هوروفتش، أنه مستعد للتفاوض مع باراك على إقامة كتلة يسارية كبيرة. وأمس، ظهر باراك مع أحد قادة شباب «حزب العمل»، يائير بينك (33 عاماً)، ليعلن أنه انضم إليه. وفسر بينك خطوته قائلاً: «إسرائيل تحتاج إلى قائد محارب، يدخل الانتخابات وبين أسنانه سكين وفي عينيه نار. إن قوة نتنياهو تكمن في شخصيته الخبيثة الذكية. ولا يوجد في السياسة الإسرائيلية من يهزمه سوى شخص أذكى وأخبث منه، وهناك شخص واحد يتمتع بهذه الصفات، وكان قد هزم نتنياهو في الماضي، هو إيهود باراك».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.