الرئيس المصري إلى اليابان للمشاركة في قمة العشرين

TT

الرئيس المصري إلى اليابان للمشاركة في قمة العشرين

بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، زيارة رسمية إلى اليابان، تستغرق عدة أيام، بهدف المشاركة في قمة مجموعة العشرين، التي ستعقد بمدينة أوساكا.
وتأتي مشاركة الرئيس السيسي في القمة تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لعام 2019، إلى جانب العلاقات المتنامية التي تربط بين مصر واليابان.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إنه من المقرر أن يركز الرئيس خلال أعمال القمة على مختلف الموضوعات التي تهم الدول النامية بوجه عام، والأفريقية على وجه الخصوص، لا سيما ما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي، وذلك على خلفية ما يوفره من فرص ومزايا تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي.
وأضاف المتحدث في بيان أمس، أن الرئيس السيسي سيؤكد ضرورة تقديم المساندة الفعالة للدول النامية، في سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، بما في ذلك تيسير نقل التكنولوجيا إليها، وتوطين الصناعة، ودفع حركة الاستثمار الأجنبي إليها، فضلاً عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها في إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ، وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأوضح المتحدث أن «برنامج الرئيس يتضمن عقد مباحثات قمة مع رئيس الوزراء الياباني، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، الآخذة في التنامي خلال الأعوام الأخيرة، على نحو يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين، فضلاً عن مواصلة المشاورات والتنسيق السياسي المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
ومن المقرر أيضاً أن يعقد الرئيس لقاءً مع نخبة من مجتمع رجال الأعمال الياباني، ورؤساء كبريات الشركات اليابانية العاملة في مصر، لبحث سبل دفع التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين، وأن يجتمع على هامش القمة بعدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركين للتباحث حول دفع التعاون الثنائي، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
من جهة أخرى، زار رئيس مجلس النواب المصري (البرلمان) علي عبد العال، أمس، جيبوتي، على رأس وفد برلماني للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الـ42 لاستقلال البلاد. وخلال لقائه رئيس وزراء جيبوتي عبد القادر كمال محمد، أكد عبد العال رغبة مصر في تعزيز العلاقات مع جيبوتي على كافة الأطر والمستويات، مشيراً إلى وجود إرادة لتعزيز الشق الاقتصادي من تلك العلاقات، خصوصاً فيما يتعلق بإقامة منطقة حرة لوجستية مصرية في جيبوتي.
وأشار عبد العال إلى جهود مصر في مكافحة الإرهاب، وكافة أشكال الجريمة المُنظمة، واهتمامها بتفعيل التعاون مع جيبوتي في ذلك الاتجاه المهم، خصوصاً في ضوء وجود رؤى مشتركة للبلدين تجاه القضايا محل الاهتمام المشترك، في الدائرتين العربية والأفريقية.
من جهته، ثمَّن رئيس وزراء جيبوتي زيارة الوفد المصري، معتبراً أنها تمثل تعزيزاً للجهد الراهن لتفعيل العلاقات المصرية - الجيبوتية في كافة المجالات، خصوصاً الاقتصادية والأمنية منها، مشيراً إلى أنه ينبغي البناء على الجهود الراهنة للوصول بتلك العلاقات إلى آفاق أرحب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.