السفير الأميركي يؤكد من عدن دعم الشرعية ومسار السلام وفق المرجعيات

ناقش مع رئيس الحكومة اليمنية الأدوار التخريبية للنظام الإيراني

جانب من لقاء رئيس الوزراء اليمني مع السفير الأميركي في عدن أمس (سبأ)
جانب من لقاء رئيس الوزراء اليمني مع السفير الأميركي في عدن أمس (سبأ)
TT

السفير الأميركي يؤكد من عدن دعم الشرعية ومسار السلام وفق المرجعيات

جانب من لقاء رئيس الوزراء اليمني مع السفير الأميركي في عدن أمس (سبأ)
جانب من لقاء رئيس الوزراء اليمني مع السفير الأميركي في عدن أمس (سبأ)

أكد السفير الأميركي لدى اليمن كريستوفر هنزل على دعم بلاده للشرعية في اليمن ومسار السلام مع الحوثيين وفق المرجعيات الثلاث، وذلك خلال أول زيارة له إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن منذ تعيينه خلفاً للسفير السابق ماثيو تولر.
وذكرت المصادر الحكومية الرسمية، أن رئيس مجلس الوزراء اليمني معين عبد الملك استعرض مع السفير الأميركي هنزل الأوضاع الأمنية والخدمية والاقتصادية والإنسانية والمعيشية في عدن والمحافظات المحررة، والبرامج المشتركة بين الحكومة الشرعية والمنظمات الدولية، ومن بينها الوكالة الأميركية للتنمية.
وتطرق رئيس الحكومة اليمنية خلال اللقاء إلى تحذير مدير برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة ديفيد بيزلي، بشأن احتمال البدء في تعليق المساعدات الغذائية في اليمن تدريجياً هذا الأسبوع؛ بسبب تحويلها لأغراض غير المخصصة لها وغياب استقلالية العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.
وقال «إن الطريق الوحيدة لمساعدة اليمن هي عبر دعم المجتمع الدولي للحكومة الشرعية التي تعمل من أجل استعادة الثقة بالدولة وتعافي الاقتصاد الوطني وتوفير الخدمات للمواطنين اليمنيين».
وأكد عبد الملك - وفق ما أوردته وكالة «سبأ»، أن الحكومة لا تريد إيقاف المساعدات، بل تريد ممارسة المزيد من الضغط على الانقلابيين الحوثيين من أجل توزيع المساعدات وفقاً للمعايير الإنسانية.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي تقوم بنهب المساعدات المخصصة للمواطنين اليمنيين الذين يعانون بسبب الحرب، وإلى أن أميركا تعد إحدى الدول الكبرى في العالم، وأحد الرعاة الأساسيين لعملية السلام في اليمن، ومن أكبر المانحين لليمن، وأنه يقع عليها دور كبير في تصحيح مسار تقديم المساعدات لليمنيين.
وجدد رئيس الحكومة اليمنية حرص الشرعية على إيصال المساعدات إلى محافظات اليمن كافة من دون استثناء، وتقديم جميع التسهيلات للمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، كما جدد الدعوة لانتقال مقرات المنظمات للعمل في عدن.
وفي حين أشار إلى أهمية دعم خطط الحكومة الهادفة إلى تحسين الخدمات الأساسية المختلفة ودفع المرتبات، قال إن الحكومة اعتمدت خلال الأشهر الثمانية الماضية رواتب نحو 90 ألفاً في القطاع العام.
ونسبت المصادر الرسمية إلى السفير الأميركي هنزل، أنه «جدد دعم حكومة بلاده للحكومة الشرعية في اليمن ودعم جهود الأمم المتحدة في عملية السلام وفقاً للمرجعيات والمسارات المحددة من أجل تحقيق السلام ووقف الحرب، كما أكد حفاظ الولايات المتحدة على مبادئها بشأن عمل الأمم المتحدة للحفاظ على مصداقية الجهود الأممية في اليمن».
وكان رئيس الحكومة اليمنية أشاد خلال مؤتمر صحافي عقده في عدن أمس بموقف حكومة الولايات المتحدة الأميركية الداعم للحكومة اليمنية الشرعية، وإنهاء انقلاب جماعة الحوثي المدعومة من إيران، منوهاً بالدعم الأميركي لليمن في مختلف القطاعات والمجالات وبينها الجانب الأمني، والهجرة والجوازات والمنافذ والمساعدات الإنسانية.
وأوضح عبد الملك، أنه ناقش مع السفير الأميركي، جهود التصدي للدور التخريبي الإيراني في اليمن بشكل خاص والمنطقة بشكل عام عبر استغلال إيران أدواتها في اليمن جماعة الحوثي الانقلابية من خلال الانقلاب على الشرعية وتحويل اليمن إلى منطلق لتهديد دول الجوار والملاحة الدولية في البحر الأحمر، واستهداف المنشآت الحيوية وخطوط النفط، إضافة إلى التطرق إلى كافة التطورات والتحديات في اليمن والمنطقة.
وشدد رئيس مجلس الوزراء اليمني على «تمسك الحكومة اليمنية الشرعية بتصحيح مسار الوصول للسلام في اليمن»، كما أكد على أهمية زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، «ومدى العلاقات الوطيدة والمتينة التي تربط البلدين الشقيقين، وانعكاسات النتائج الإيجابية للزيارة على استمرار الدعم الإماراتي لليمن واليمنيين في عدد من المجالات، ولا سيما الخدمات الأساسية والإسهام في إعادة تصدير الغاز المسال والعمل على تعزيز عمل مؤسسات الدولة وتجاوز التحديات المختلفة، وذلك في إطار مشاركة الإمارات في تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية لإنهاء انقلاب الحوثي على الشرعية».
ولم يستثن رئيس الحكومة اليمنية التشديد على «ضرورة تعزيز عمل الأجهزة الأمنية والعسكرية كافة بمختلف المحافظات المحررة ضمن غرفة عمليات مشتركة تحت إشراف الحكومة الشرعية بدعم وإسناد من قوات التحالف الداعم للشرعية.
وقال إن الجهود يجب أن تتكاتف من قِبل الجميع «من أجل مواصلة مواجهة عدو الجميع ميليشيات جماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران»، مشيراً إلى أن العاصمة المؤقتة عدن تنعم بالأمن والأمان والاستقرار، حيث تحسن مستوى سير عمل الوزارات والمؤسسات التابعة للحكومة الشرعية من أجل تقديم خدماتها لمختلف فئات وشرائح المجتمع رغم التحديات التي تواجهها أثناء أداء مهامها والقيام بمسؤولياتها الملقاة على عاتقها.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».