اقتحام سجن عسقلان قبل يوم من إضراب الأسرى

TT

اقتحام سجن عسقلان قبل يوم من إضراب الأسرى

اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة تابعة لإدارة معتقلات الاحتلال الإسرائيلي قسم الأسرى في معتقل «عسقلان»، وأجرت عمليات تفتيش وتخريب.
وقال نادي الأسير إن عملية القمع هذه تأتي قبيل شروع الأسرى بالإضراب المفتوح عن الطعام «معركة المجدل» والذي من المقرر أن يُنفذ الأحد (اليوم)، لمواجهة إجراءات الإدارة التنكيلية المتصاعدة منذ نهاية شهر نيسان الماضي.
ويقبع في معتقل «عسقلان» (46) أسيراً، في قسم وحيد للأسرى الأمنيين. وكان أسرى «عسقلان» أمهلوا قبل أيام إدارة السجون حتى 15 من الشهر الحالي من أجل الاستجابة لطلباتهم قبل أن يبدأوا إضرابا مفتوحا عن الطعام. وأعلن الأسرى عن جملة مطالب يجب أن تتحقق قبل يوم الأحد. وحدد الأسرى جملة من مطالب الإضراب أبرزها بحسب نادي الأسير «وقف الاقتحامات للغرف بشكل همجي ومسلح، إلغاء العقوبات التي فرضت على الأسرى، علاج المرضى وإجراء العمليات اللازمة للأسرى، وزراعة الأسنان للأسرى وإدخال أطباء مختصين، تركيب أجهزة تبريد في رواق القسم، تركيب مراوح كبيرة في ساحة القسم، تبديل محطات التلفزيون، عودة ممثل المعتقل، إدخال الملابس بشكل منتظم وإدخال الكتب، توفير غرفة لتجهيز الطعام، زيادة أوقات الفورة، التصوير مع الأهل والزوجة، إعادة تشغيل الماء الساخن خلال ساعات النهار، تحديث سماعات الزيارة في غرف زيارة الأهل، السماح بشراء الفواكه والخضراوات دون قيود».
وتخشى إسرائيل أن يشجع الإضراب سجونا أخرى للانخراط به. وفي أبريل (نيسان) الماضي أضرب قادة الحركة في السجون الإسرائيلية قبل أن توافق إسرائيل على بنود لم تشمل إعادة زيارة الأهالي أو إزالة أجهزة التشويش، ووافقت فقط على تركيب أجهزة اتصال عمومية مراقبة في السجون. وقالت صحيفة «هآرتس» بأن الأسرى يخططون للعودة للإضراب بسبب عدم وفاء إسرائيل بالتزاماتها. وفي السياق قالت هيئة شؤون الأسرى بأن الأسيرات كذلك يخططن لإضراب مفتوح عن الطعام بتاريخ 1-7-2019. تحت شعار «إضراب الحرائر» لإجبار إدارة السجن على تحسين ظروفهن المعيشية والاعتقالية.
وبينت الهيئة في بيان صحافي، أن الأسيرات سيضربن للمطالبة، بإزالة الكاميرات من ساحة السجن، وزيادة عدد ساعات الفورة، وإصلاح المرافق التالفة بالقسم، وإتاحة وجود مكتبة للأسيرات. كما تتضمن المطالب تحسين ظروف زيارة الأهالي الذين يضطرون للانتظار لساعات طويلة بلا مبرر لحين السماح لهم بالدخول إلى سجون الاحتلال، وحل مشكلة «معبار هشارون» حيث تبقى الأسيرات هناك إلى حين تقديم لائحة اتهام.
وأضافت الهيئة، أن القسم الموجودات فيه بسجن الدامون، بحاجة إلى عمل صيانة داخلية تشمل الخزائن التي يضعن بها ملابسهن، وإرجاع أغراضهن المصادرة منهن والتي أحضرنها من سجن الشارون، مثل الكتب والخلاط والمكوى وبعض الرسائل والأوراق الشخصية التي تخص بعض الأسيرات، وتجهيز المطبخ بالأدوات المناسبة ليتمكنّ من استعماله بشكل آمن، ودهن أرضية ساحة الفورة بمادة مناسبة لمنع التزحلق. وحذرت الهيئة في بيانها من تفاقم الأوضاع وانفجارها في مختلف سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بفعل السياسات القمعية والتنكيلية التي تنتهجها الإدارة تجاه المعتقلين على مختلف الصعد.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.