أحداث هونغ كونغ تحرج بكين وتختبر شي جينبينغ

متظاهر يجلس أمام متظاهرين ورجال أمن عقب يوم من المواجهات في هونغ كونغ الأربعاء (أ.ف.ب)
متظاهر يجلس أمام متظاهرين ورجال أمن عقب يوم من المواجهات في هونغ كونغ الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

أحداث هونغ كونغ تحرج بكين وتختبر شي جينبينغ

متظاهر يجلس أمام متظاهرين ورجال أمن عقب يوم من المواجهات في هونغ كونغ الأربعاء (أ.ف.ب)
متظاهر يجلس أمام متظاهرين ورجال أمن عقب يوم من المواجهات في هونغ كونغ الأربعاء (أ.ف.ب)

أكثر ما يخشاه النظام الشيوعي قيام احتجاجات شعبية، وعادة ما يسارع إلى إخماد أي حراك على أراضيه معتمدا وسائل تمزج ما بين الترهيب والمساومة. الأزمة في هونغ كونغ باغتت السلطات الصينية، خصوصا أنها تزامنت مع الذكرى 30 لحملة القمع في ميدان تيانانمين، ما حمل بكين على تأييد إرجاء مشروع القانون. إذ لا تزال المستعمرة البريطانية السابقة تنعم بحريات غير متوافرة في البر الصيني، بعد 22 عاما على عودتها لبكين، والسلطة فيها موكلة إلى حكومة تترأسها كاري لام عملا بمبدأ «بلد واحد، نظامان».
وكاري لام هي التي قدمت مشروع القانون الذي يجيز تسليم مطلوبين إلى الصين، ما أثار المظاهرات الضخمة. ورأى الخبير في الشؤون الصينية ويلي لام من الجامعة الصينية في هونغ كونغ «من الواضح أن هذه إشارة بأن كاري لام ستكون كبش فداء». كما تأتي الاضطرابات في هونغ كونغ في ظرف غير مؤات إطلاقا لبكين التي تستعد للاحتفال في أكتوبر (تشرين الأول) بالذكرى السبعين لقيام الصين الشيوعية. وستكون هذه المناسبة فرصة لاستعراض نفوذ الرئيس شي جينبينغ بعدما أُدرج «فكره» في نهاية 2017 في الدستور الصيني، على غرار مؤسس النظام الشيوعي ماو تسي تونغ.
ويشير الكثير من المحللين إلى أن شي جينبينغ الذي أفادت تقارير بأنه يتعرض لانتقادات داخلية بسبب إدارته للحرب التجارية مع واشنطن، لا يمكنه الظهور في موقف ضعيف. وقال جان بيار كابستان لوكالة الصحافة الفرنسية إن بكين «لا تريد فتح عدة جبهات في آن».
وأشار الخبير السياسي المستقل، هوا بو، العامل في بكين متحدثا لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أنه خلال «حركة المظلات» التي شلت هونغ كونغ على مدى شهرين في 2014 للمطالبة بالديمقراطية، قام خصوم الرئيس الصيني بـ«تشجيعه على استخدام القوة» على أمل أن يرتكب خطأ يصب لصالحهم. وتابع: «لكن شي كان أكثر دهاء منهم» فترك الحركة تفقد زخمها وتزول من تلقاء نفسها من دون أن يقدم أي تنازل للمحتجين، وقد عوقب معظم قادتهم منذ ذلك الحين. ورأى «سينو إينسايدر» أن خصوم الرئيس الصيني «قد يحاولون تصعيد الوضع» في هونغ كونغ حتى تجد السلطة نفسها «مضطرة إلى شن حملة قمع على طراز تيان أنمين» عام 1989، وقال ويلي لام: «لا بدّ أن شي جينبينغ قلق من وطأة الاضطرابات الحالية على اقتصاد هونغ كونغ»، لافتا إلى أن «بكين تريد ازدهار (المدينة) وإلا فإن المناطق المجاورة قد تعاني بشدة». وهذه المناطق الواقعة في جنوب الصين والأكثر اعتمادا على التصدير، تعاني بالأساس من التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.