مدارس مصر تتأهب لبدء العام الدراسي رغم شائعات التأجيل

مصادر بالتعليم: لا سياسة بين الطلاب.. والأسر تسارع في تسديد المصروفات

مدارس مصر تتأهب لبدء العام الدراسي رغم شائعات التأجيل
TT

مدارس مصر تتأهب لبدء العام الدراسي رغم شائعات التأجيل

مدارس مصر تتأهب لبدء العام الدراسي رغم شائعات التأجيل

قالت مصادر مسؤولة في وزارة التربية والتعليم في مصر، إن «الجدل حول تأجيل العام الدراسي قد حسم، وتقرر بدء الدراسة بجميع المدارس في 20 سبتمبر (أيلول) الجاري»، لافتة إلى أنه «غير مسموح للطلاب والمدرسين الحديث في السياسة؛ وإنما مكانها خارج أسوار المدارس».
وبينما تسابق المدارس الزمن للانتهاء من أعمال الصيانة وتسليم الكتب للطلاب والزي والمصروفات في المدارس الخاصة، والتي بدأت الدراسة في بعضها بالفعل، أكد الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم أن «الوزارة اتخذت كافة الإجراءات استعدادا للعام الدراسي الجديد»، قائلا: «نعمل على أن يكون العام الدراسي الجديد قويا ومنتظما وأكثر التزاما من كل الأطراف سواء كانوا معلمين أو طلابا».
«برجاء سرعة تسديد المصروفات الدراسية وشراء الزي وحجز الكتب»، كانت نص مكالمة من جميع المدارس الخاصة (تكون بمصروفات مرتفعة ومملوكة لأفراد) لأولياء أمور الطلاب خلال الأيام الماضية.
وحسب منة الله صبره، أم لطفلين في إحدى المدارس الخاصة، فإن «تأجيل بدء العام الدراسي لما بعد عيد الأضحى كان أفضل للأسر المصرية»، لافتة إلى أن دخول المدارس في هذا التوقيت (20 سبتمبر الجاري) ليس له معنى، خاصة أن هناك إجازات كثيرة قبل العيد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
من جهته، قال هاني كمال، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أمس: «لن نجعل الطالب يتحمل عبء المذاكرة قبل العيد، بل إن أول أسبوعين في الدراسة ستكون أنشطة فقط، لنعطي فرصة للطلاب لحب المدرسة والتقرب من بعضهم، ولن يكون هناك مواد دراسية، بل أنشطة وكرنفال لمصر في الأنشطة التربوية».
بينما تؤكد قيادات داخل عدد من المدارس في القاهرة عدم جاهزية المدارس لاستقبال العام الجديد، خاصة في الكتب التي تم تعديل معظم مناهجها، وأن الوزارة أرادت فقط التأكيد على أن الوضع الأمني في مصر آمن ولا بد من بدء الدراسة، وأن أي تأجيل قد يفتح الباب للحديث عن وجود مخاوف أمنية من بدء الدراسة. لكن المصادر المسؤولة في التربية والتعليم أكدت أنه «تم الانتهاء من طباعة ثلاث أرباع الكتب المدرسية أي 75 في المائة من الكتب».
وأجلت وزارة التعليم العالي بدء العام الدراسي في الجامعات المصرية إلى 11 أكتوبر المقبل، بدعوى استكمال الصيانة في المدن الجامعية؛ لكن مصدرا مسؤولا في التعليم العالي أكد أنه تم التأجيل لأسباب أمنية. وشهدت جامعات مصر خلال العام الماضي، والتي يدرس فيها أكثر من مليوني طالب وطالبة في سن الشباب، أحداث عنف وتخريب وقع خلالها عشرات القتلى والمصابين.
وعانى المصريون طوال الثلاث سنوات الماضية منذ ثورة «25 يناير» عام 2011 من عدم وجود تعليم بشكل صحيح في المدارس، فبحسب خبراء تربيين، عقب الثورة غابت الرقابة تماما عن المدارس الحكومية والخاصة، وأحجم الكثير من أولياء الأمور عن إرسال أبنائهم إليها، خوفا عليهم من الخطف، في ظل حالة الانفلات الأمني التي عانت منه البلاد.
لكن وزير التربية والتعليم أكد أمس قائلا: «نعمل على أن يكون العام الدراسي الجديد قويا ومنتظما وأكثر التزاما من كل الأطراف سواء كانوا معلمين أو طلابا»، مضيفا «هناك تعاون وتنسيق مع مديريات الأمن في كافة أنحاء مصر لتأمين كافة عناصر العملية التعليمية من طلاب ومعلمين ومدارس».
وأوضح الوزير أن هناك بروتوكولات تعاون مع كافة مديريات الأمن وفي بعض الأحيان مع القوات المسلحة مثل شمال سيناء وبعض المحافظات الحدودية، لتأمين الدراسة.
ودعا أبو النصر أولياء الأمور والطلاب إلى عدم الانجرار وراء شائعات تتردد عن وجود نية لتأجيل بدء الدراسة، موضحا أن الطالب خلال الأسبوع الأول من الدراسة، ستتاح له ممارسة النشاط المحبب إلى نفسه، بما يجعل الوزارة تكتشف مبكرا ومنذ بداية الدراسة الموهوبين والمبدعين في كل المجالات، مشيرا إلى أن العام الدراسي الجديد مختلف لذلك يجب التشديد والتنبيه بعدم إقحام الطلاب في القضايا السياسية، والالتزام بتعليم المنهج، وتقليل الحراك والمناقشات البعيدة عن المواد الدراسية.
في سياق آخر، أخضعت وزارة التربية والتعليم جميع المدارس الخاصة المملوكة لقيادات جماعة الإخوان وعددها ما يقرب من 174 مدرسة، والتي جرى التحفظ عليها ووضعها تحت الإشراف المالي والإداري لوزارة التعليم، وذلك عقب إعلان الحكومة جماعة الإخوان «منظمة إرهابية». وقالت المصادر المسؤولة في التربية والتعليم إن «الوزارة سوف تهتم هذا العام بتحسين العملية التعليمية بتلك المدارس، وسوف يشارك لأول مرة أولياء الأمور في إدارة المدرسة، للاطمئنان على سير العملية التعليمية».



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.