الحكومة المغربية تتهم جماعة معارضة بتحريض طلبة الطب على مقاطعة الامتحانات

لوّحت باتخاذ إجراءات ضدها... ونفت احتمال وجود «سنة بيضاء»

TT

الحكومة المغربية تتهم جماعة معارضة بتحريض طلبة الطب على مقاطعة الامتحانات

اتهمت الحكومة المغربية أمس جماعة العدل والإحسان الإسلامية المغربية شبه المحظورة بتحريض طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان على مقاطعة الامتحانات، ولوحت باتخاذ إجراءات قانونية ضد الجماعة المعارضة، معلنة أن الامتحانات ستظل مفتوحة في وجه الطلبة، وأنه لن يجري إلغاء السنة الدراسية (سنة بيضاء).
وأوضحت الحكومة في بيان تلاه مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أنها تابعت باهتمام وحرص شديدين هذا الملف، وتبنت كافة الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، ووزارة الصحة لإيجاد حل للوضعية التي تعرفها كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان على المستوى الوطني، وذلك من خلال تجاوبها مع المطالب المشروعة والمعقولة التي وردت في ملفها المطلبي.
كما واكبت كل مبادرات الوساطة التي جرى اقتراحها، وثمنت جميع المساعي الحميدة الرامية إلى إيجاد الحلول لتجاوز هذه الوضعية.
كما أعلنت الحكومة في بيانها أنها اتخذت الإجراءات اللازمة من أجل تنظيم امتحانات الدورة الربيعية، ابتداء من الاثنين الماضي، وذلك وفق الجدولة الزمنية التي تمت المصادقة عليها من قبل الهياكل الجامعية بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان. كما حرصت على اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان حق الطلبة باجتيازها في أحسن الظروف.
في غضون ذلك، أكدت الحكومة أن هذه الامتحانات ستظل مفتوحة في وجه جميع الطلبة لاجتياز ما تبقى منها إلى غاية 25 يونيو (حزيران) الحالي، وذلك وفق البرمجة المعلن عنها. موضحة أنه سيجري «التطبيق الكامل للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل في مثل هذه الوضعية، بما في ذلك إعادة السنة الجامعية، أو الفصل بالنسبة للطلبة الذين استوفوا سنوات التكرار المسموح بها، أي إنه لن تكون هناك سنة بيضاء»، حسب الخلفي.
وقالت الحكومة المغربية إن «جهات أخرى؛ خصوصاً جماعة العدل والإحسان، استغلت هذه الوضعية لتحريض الطلبة لخدمة أهداف لا تخدم مصالحهم»، وأكدت أنها «لن تتوانى في اتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها ضد كل من سعى إلى عرقلة السير العادي لهذه الامتحانات».
وقاطع طلبة الطب الامتحانات احتجاجا على ما وصفوه «سوء جودة التدريب»، متمثلا في الاكتظاظ وعدم استيعاب مراكز التدريب لأعداد الطلبة، ونقص أعداد الأساتذة الجامعيين ممن باتوا يدرسون بكليات الطب الخاصة، في وقت دعوا إلى «تحصين الجامعة العمومية». وعقدت سلسلة من اللقاءات بين ممثلي الطلبة والمسؤولين الحكوميين، تم خلالها الاستجابة لعدد من المطالب. إلا أن بعضها ظل عالقا وغير قابل للتنفيذ لأنها تكرس التمييز، حسب الحكومة.
وفي موضوع منفصل، شرعت الحكومة المغربية أمس في تنفيذ الاتفاق ثلاثي الأطراف، الذي وقعته في أبريل (نيسان) الماضي مع ثلاث نقابات (أكثر تمثيلية)، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، وذلك بالمصادقة على 36 مشروع مرسوم خاص بما تضمنه الاتفاق.
وكان أبرز ما أسفر عنه الاتفاق بين الحكومة والاتحادات العمالية واتحاد رجال الأعمال، زيادة عامة في رواتب نحو 800 ألف موظف، فضلا عن رفع قيمة التعويضات العائلية لنحو 400 ألف موظف.
وقال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن حكومته «حريصة على مواصلة تنفيذ جميع بنود الاتفاق، ليس فقط تلك التي تهم الزيادة في الأجور، بل أيضا تلك المتعلقة بالحريات النقابية وبالتشريع الاجتماعي، ومأسسة الحوار الاجتماعي وانتظامه، وغيره من الجوانب والمواد الأخرى المهمة».
ووصف اجتماع الحكومة الذي عقد أمس بأنه «تاريخي»، «لأننا بدأنا انطلاقا من اليوم الأجرأة العملية لمقتضيات اتفاق 25 أبريل وتنفيذ بنوده»، وتعهد بتنفيذ جميع مضامين ونتائج الاتفاق الثلاثي، المتعلق بتحسين الدخل لفائدة مختلف أطر وموظفي وأعوان الدولة بالإدارات العمومية والجماعات الترابية (البلديات)، ومستخدمي المؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري، بما في ذلك الزيادة في الأجور والزيادة في التعويضات العائلية.
وشدد العثماني على «تمسك حكومته بفضيلة الحوار مع جميع الفئات الاجتماعية والمؤسسات الدستورية، ومع الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني»، معتبرا أن كافة هذه الهيئات «تشكل جزءا أساسيا من الديمقراطية ليس فقط التمثيلية، بل أيضا التشاركية، والحكومة حريصة على متابعة الحوار مع مختلف الشركاء، إعلاء لفضيلة الحوار وأملا في الوصول إلى نتائج إيجابية لمصلحة أوسع فئات المجتمع المغربي».



تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.