ابن كيران: بعض الصحف يريد قتلي سياسياً

TT

ابن كيران: بعض الصحف يريد قتلي سياسياً

قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية الأسبق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، إنه كان سباقا لإثارة قضية الغش في الامتحانات، وأصر عليها عندما كان رئيسا للحكومة، مشيرا إلى أن بعض الصحف تريد قتله سياسيا.
وأوضح ابن كيران، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس في لقاء مع شباب حزبه من بني ملال (جنوب شرقي الدار البيضاء) عقد في بيته، وبث على شريط فيديو في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن خصوم حزبه غير مستقيمين ولا يتوقفون عن انتقاده وأعضاء حزبه في «جرائدهم المرتزقة». وأضاف ابن كيران موضحا: «كل أخ قام بشي ما يفضحوه»، في إشارة إلى قضية نورد الدين اقشيبل، النائب المنتمي لحزبه الذي ضبط لديه ثلاثة هواتف جوالة داخل قاعة الامتحانات السبت الماضي؛ حيث كان يجتاز امتحان الباكالوريا (الثانوية العامة). وتابع قائلا: «نحن لسنا طائفة إذا قام واحد منا بشيء ننصره، ظالما أو مظلوما، بل ننصره بدعوته إلى الرجوع إلى الحق»، معبرا بذلك عن موقفه غير المؤيد للنائب اقشيبل إذا ما ثبت تورطه بالغش؛ حيث لم تصدر لجنة النزاهة والشفافية التابعة للحزب نتائج التحقيق في الحادث بعد.
من جهة أخرى، قال ابن كيران إن بعض الصحف تريد «قتله سياسيا». وأضاف متحديا: «سأظل مزعجا لهم حتى وإن دخلت القبر لأن كل ما ناديت به هو الاستقامة والنزاهة في البلاد، ولم أظلم أحدا ولم آخذ مال أحد». وذكر ابن كيران أن المسار الذي يسير فيه حزب العدالة والتنمية «جيد وإيجابي»، وقال إن تجربة حزبه «تراقبها الدول وتتابعها والأحزاب والحركات الإسلامية، ويستغربون من أن المغرب بقي بلدا آمنا مستقرا، والإسلاميين دخلوا الحكومة ومرت السنوات الخمس الأولى سليمة، والشعب وثق بنا، وأعاد انتخابنا ولم يقع لنا مثل ما يحدث في ليبيا وسوريا واليمن». كما أشار ابن كيران إلى أن المغرب يمتلك تاريخا وحضارة عريقة في العالم يجب الحفاظ على استمرارهما بقوله: «نحن من أقدم الدول في العالم إن لم نكن أقدمها، وفرنسا لم تصبح دولة يحكمها ملك إلا قبل ألف سنة، ونحن سبقناها بأكثر من قرنين، ويمكن أن تكون الصين قد سبقتنا كبنية واحدة بقيت محافظة على نفسها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».