وزير الخارجية الفرنسي في المغرب لتعزيز التعاون

يبحث مع نظيره في الرباط تطورات قضية الصحراء والوضع في الجزائر وليبيا

وزير الخارجية المغربي خلال لقاء سابق مع نظيره الفرنسي
وزير الخارجية المغربي خلال لقاء سابق مع نظيره الفرنسي
TT

وزير الخارجية الفرنسي في المغرب لتعزيز التعاون

وزير الخارجية المغربي خلال لقاء سابق مع نظيره الفرنسي
وزير الخارجية المغربي خلال لقاء سابق مع نظيره الفرنسي

بدأ جان إيف لودريان وزير الخارجية الفرنسي، أمس، زيارة للمغرب تستغرق أربعة أيام. وأشار بيان لوزارة الخارجية الفرنسية، إلى أن الزيارة التي بدأت أمس، تندرج في سياق الإعداد للقاء مغربي - فرنسي عالي المستوى، ينظم الخريف المقبل بين رئيسي وزراء البلدين، إضافة إلى زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للمغرب.
وجاء في البيان الذي صدر ظهر أمس على الموقع الرسمي للوزارة، أن لودريان يقوم بزيارة للمغرب من 7 إلى 10 يونيو (حزيران)، سيلتقي خلالها مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، مشيراً إلى أن الوزيرين سيتباحثان القضايا الثنائية والإقليمية، في إطار مسلسل المشاورات عالية المستوى والشراكة الاستراتيجية، خصوصاً في أفريقيا.
وأضاف البيان أن هذه الزيارة ستمكن من «لقاء عالي المستوى» مقرر تنظيمه الخريف المقبل، يسبقه تقييم للشراكة المتميزة في كثير من المستويات، من أجل مواصلة تنمية المبادلات الاقتصادية، وتعميق التعاون في مجالات التعليم والثقافة، وتعزيز مكافحة الإرهاب، ومعالجة تدفقات المهاجرين.
وأشار البيان إلى أن لودريان سيقوم خلال وجوده في المغرب بزيارة إلى مدينة فاس؛ حيث سيزور مجموعة مدارس «جان لافونتين»، ومدرسة أخرى تابعة لمنظمة «شمس» غير الحكومية، المدعومة من السفارة الفرنسية، وذلك في إطار التعاون الثنائي بين البلدين في مجال التعليم.
في السياق ذاته، أشار البيان إلى أن لودريان سيشارك في ملتقى اقتصادي بجامعة «يوروميد» بفاس، والذي سيتمحور حول التعاون التكنولوجي. وأضاف البيان أن فرنسا تعد المستثمر الأول في المغرب بنحو 900 فرع للشركات الفرنسية، كما تعد فرنسا ثاني شريك تجاري للمغرب بمبادلات إجمالية تناهز 9 مليارات دولار في السنة.
وكانت زيارة لودريان للمغرب مرتقبة في أبريل (نيسان) الماضي، غير أنها أجلت بسبب غياب ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، بسبب تكليفه من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس تسليم رسائل إلى قادة دول الخليج العربي.
ويرتقب أن تشكل تطورات قضية الصحراء إحدى أبرز النقاط في جدول أعمال لقاء وزير الخارجية الفرنسي مع نظيره المغربي، وذلك في سياق استقالة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر، والمشاورات التي يجريها أنطونيو غوتيريش بهدف اختيار مبعوث جديد متوافق عليه بين أطراف النزاع. كما يرتقب أن يتباحث لودريان وبوريطة خلال لقائهما في تطورات الأوضاع على المستوى المغاربي والأفريقي، خصوصاً في الجزائر وليبيا.
وبالإضافة إلى الإعداد للقاء ثنائي عالي المستوى بين البلدين، مقرر في سبتمبر (أيلول) المقبل، والذي سيترأسه رئيسا حكومتي البلدين، فإن من أبرز مواضيع التعاون التي سيناقشها لودريان وبوريطة الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي للمغرب، وتدشين مصانع «بوجو - سيتروين» للسيارات في القنيطرة، والتي تضم مصنعاً لتركيب السيارات، تصل طاقته الإنتاجية إلى 200 ألف سيارة في السنة، بالإضافة إلى مصنع لصناعة المحركات بقدرة 200 ألف محرك في السنة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».