الجيش الإسرائيلي غاضب على قيادته السياسية بسبب نيتها تقليص ميزانيته

كشفت مصادر عسكرية في تل أبيب أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، وغيره من قادة الجيش، غاضبون على قيادتهم السياسية الحالية التي تخطط لتقليص الموازنة العسكرية وتطالب الجيش بتقليص مدة الخدمة الإلزامية وتقليص ميزانية التدريبات.
وقالت هذه المصادر إن قادة الجيش الذين يتخفّون بقدرات القيادة السياسية الإسرائيلية أصلاً ومن دون علاقة بالموازنة، يشتعلون غضباً اليوم لأن هذه القيادة تتصرف بطرق غير مهنية في إدارة الموازنة وتنوي التراجع عن الخطط التي تم إقرارها بعد دراسات طويلة ومعمقة.
المعروف أن ميزانية الجيش المباشرة تبلغ 15.5 مليار دولار ويوجد في الجيش نحو 700 ألف جندي، بينهم 225 ألف جندي نظامي. ويخدم جنود وضباط الاحتياط، البالغ عددهم نحو نصف مليون، لمدة شهر في السنة بالمعدل. ومنذ حرب لبنان الثانية يُجري الجيش تدريبات على مدار السنة، بعضها خارج البلاد أيضاً (في اليونان وقبرص والولايات المتحدة وغيرها). ولديه 652 طائرة مقاتلة و143 مروحية نصفها هجومية و2650 دبابة و10 آلاف مدرعة. ويخدم الذكور سنتين وأربعة أشهر والإناث سنتين في الخدمة العسكرية الإلزامية.
ويقول الجيش إن أي خلل في هذه التركيبة سيكون لها أثر سلبي على الاستعدادات الحربية وستشوّش على قواته في تنفيذ مهماتها للدفاع عن أمن إسرائيل. ولذلك ترفض أي تقليص في الموازنة العسكرية.
الجدير ذكره أن الجيش الإسرائيلي في عهد رئيس الأركان الأسبق بيني غانتس، والسابق غادي آيزنكوت، توصل إلى تفاهمات عميقة مع وزارة المالية حول ميزانية الجيش وتم وضع خطط خمسية وعشرية لترتيب الموازنة، وجعل الزيادات فيها طردية ومنتظمة لا تحتاج إلى فتحها مرة في السنة لدى النقاش حول الميزانية. وقد اعتبر هذا الترتيب مصدر قوة للجيش الإسرائيلي، وبدا أنه يستطيع بميزانيته المقررة تحديث الكثير من أسلحته خصوصاً في سلاح الجو (امتلاك طائرة الشبح إف 35) وفي سلاح البحرية (امتلاك 6 غواصات جديدة). وهو يتلقى مساعدة أميركية سنوية بقيمة 3.8 مليار دولار في السنة (مضمونة لعشر سنوات قادمة). ولديه إنتاج للأسلحة والذخيرة والأدوات القتالية بقيمة 6 مليارات دولار في السنة. لذلك يواجَه بمحاولات من وزارة المالية لتقليص ميزانيته في السنوات القادمة للمساهمة في تقليص العجز في الميزانية. لكن قيادة الجيش ترفض ذلك بشدة وتعد المطلب مساساً بالقدرات الأمنية وتصل إلى حد اتهام القيادة السياسية بالجهل وانعدام المسؤولية.