تفعيل قانون العمل يغلق مؤسسات يشغلها سوريون... ولبنان ينفي التضييق عليهم

الوزير أبو سليمان لـ «الشرق الأوسط»: الإجراءات معدّة لتطبيق القانون

عاملان سوريان في ورشة ببيروت
عاملان سوريان في ورشة ببيروت
TT

تفعيل قانون العمل يغلق مؤسسات يشغلها سوريون... ولبنان ينفي التضييق عليهم

عاملان سوريان في ورشة ببيروت
عاملان سوريان في ورشة ببيروت

تصاعدت الانتقادات للسلطات اللبنانية على خلفية إقفال محال تجارية ومؤسسات يشغلها سوريون لا يحملون إجازات عمل أو أوراقا ثبوتية تمكّنهم من ممارسة العمل على الأراضي اللبنانية، على غرار العمال الأجانب من جنسيات أخرى، وهو ما تبرره وزارة العمل بالتأكيد أن ما تقوم به هو تطبيق لقانون العمل فقط.
ونفى وزير العمل كميل أبو سليمان لـ«الشرق الأوسط» أن تكون الإجراءات شكلاً من أشكال التضييق على السوريين لإجبارهم على العودة إلى بلادهم، مؤكداً أن الإجراءات لا تستهدف أحداً، وهي معدّة لتطبيق القانون فقط.
وعما إذا كانت هذه القوانين جديدة، أكد أبو سليمان أن قوانين وزارة العمل ليست جديدة، لكن «القانون لم يكن يُطبق فعلياً في السابق، والآن ما يجري أننا نطبقه»، موضحاً أنه موجّه لأصحاب العمل اللبنانيين أيضاً لتنظيم أوضاعهم القانونية والاستحصال على إجازات العمل للعمال الأجانب، سوريين وغير سوريين، لمن يسمح لهم القانون بالعمل.
ويعقد الوزير أبو سليمان اليوم الاثنين، مؤتمراً صحافياً لإطلاق خطة الوزارة لمكافحة العمالة الأجنبية غير الشرعية على الأراضي اللبنانية. وقال الوزير لـ«الشرق الأوسط» بأنه طرح خطة لتطبيق القانون اللبناني تلتقي مع توجهات كل القوى السياسية، متمنياً على الجميع دعم خطته. وقال أبو سليمان: «أولويتنا تأمين فرص عمل للعامل اللبناني. ثمة عمال يخالفون القانون اللبناني ويعملون بطريقة غير قانونية، وهم يعتبرون منافساً غير شرعي لليد العاملة اللبنانية في قطاعات كثيرة لا يجيز لهم القانون العمل بها»، علما بأن هناك نازحين يستفيدون من المنظمات الدولية، ويعملون في الوقت نفسه في بعض المهن في سوق العمل اللبناني خلافاً لما ينص عليه القانون المحلي والقوانين المرعية الإجراء.
وإذ كرر أبو سليمان تأكيده «أننا لا نستهدف أي أحد، سوري أو غير سوري»، شدد على ضرورة أن «يبادر الجميع إلى القيام بإجراءات قانونية تخولهم العمل بطريقة قانونية». وقال بأن تفعيل القانون «يؤمّن فرص عمل للبنانيين الذين نعتبرهم أولوية، وينظم قطاع العمل».
وتصاعدت الانتقادات للسلطات اللبنانية، على خلفية إقفال محال تجارية يشغلها سوريون لا يحملون إقامات عمل، وعدم السماح في موضوع العمل حتى للسوريين الحائزين على إقامات مجاملة يمنحها لبنان عادة للسوريين المتزوجين من لبنانية، أو أمهم لبنانية، ويقيمون في لبنان منذ ما قبل الأزمة السورية، وبات لزاماً عليهم الاستحصال على إقامة عمل كي يتسنى لهم العمل بطريقة شرعية، علما بأن هذا القانون لم يكن يطبق في السابق، وتفعل الآن في ظل نقاشات حول تداعيات النزوح السوري ودعوات لإعادة السوريين طوعياً إلى بلادهم.
وقررت بلديّة زوق مصبح الأسبوع الماضي، إقفال كل المحلّات التي يشغلها ويديرها سوريّون، «وذلك تنفيذاً للمراسيم والتعاميم الصّادرة عن وزارة الداخليّة ووزارة العمل اللّتين حصرتا نوعيّة العمل التي يحقّ للعامل السّوري مزاولتها»، وسبقتها في إقليم الخروب في جبل لبنان حملة لإقفال محلات وورش يستثمرها أشخاص سوريون لعدم حيازتهم على تراخيص قانونية.
ووصلت إجراءات وزارة العمل إلى المؤسسات اللبنانية التي تشغل سوريين لا يحملون إجازات عمل، وطالبتهم بتسوية أوضاع عمالهم القانونية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.