أكدت وزارة البيشمركة أمس أن قواتها لن تنسحب من كركوك بتاتا، في رد على تصريحات أدلى بها وزير النقل العراقي هادي العامري، طالب فيها تلك القوات بالخروج من كركوك والمناطق المتنازع عليها الأخرى، واصفا في مؤتمر صحافي عقده في المدينة، وزارة البيشمركة بالفاشلة، في حين عقد وزير الخارجية الكندي مؤتمرا صحافيا في أربيل أمس أكد فيه مواصلة دول الغرب عملية تسليح قوات البيشمركة الكردية.
وقالت وزارة البيشمركة في بيان لها أمس تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «نقول للعامري إن قوات البيشمركة حرة في وجودها وتنقلها في كافة المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم. قواتنا لن تنسحب من هذه المناطق قط».
من جهته، قال سعدي أحمد بيرة، عضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه يستغرب تصريحات العامري «الذي قضى وقتا طويلا في كردستان أيام النضال ضد النظام العراقي السابق، واستخدام الغازات الكيماوية ضد الشعب الكردي، وهو يعرف حق المعرفة مدى قدرة قوات البيشمركة وإمكاناتها في الدفاع عن أنفسهم وشعبهم». وأضاف بيرة أن «مجيء العامري إلى كركوك جاء بعد تحرير ناحية آمرلي وسليمان بيك من قبل قوات البيشمركة، وإلا لم يكن يستطيع المجيء إلى كركوك أصلا، ولم يكن موفقا في اختيار كلماته التي قالها في كركوك، فليس من حقه أن يعين من يبقى في كركوك ومن يخرج منها، لأنه كان ضيفا في كركوك وغادرها إلى بغداد». وشدد بيرة بالقول: «الكردستانيون سيبقون في كركوك وغير الكردستانيين سيغادرونها إلى المكان الذي أتوا منه، سواء هادي العامري أم الوافدون إلى المحافظة جراء سياسة التعريب، أنا أطلب من العامري أن ينشغل بتحرير تكريت التي فشل في تحريرها للمرة الرابعة على التوالي. إذا تكلمنا عن قيادة فاشلة، فإن قيادة هادي العامري لعناصر منظمة (بدر) قيادة فاشلة، وله اهتمامات أخرى لا تتعلق بالدفاع والنضال»، مطالبا في الوقت ذاته هادي العامري بالاعتذار الرسمي لقوات البيشمركة عما صدر منه من تصريحات ضد هذه القوات، مبينا أن «بقاء العامري في الحياة هو بفضل قوات البيشمركة، وعليه أن يشكر هذه القوات».
وزير النقل العراقي هادي العامري، الذي يرأس أيضا منظمة «بدر» الشيعية المسلحة، عقد مؤتمرا صحافيا في كركوك عقب فك الحصار الذي فرضه تنظيم «داعش» على ناحية آمرلي التابعة لمحافظة صلاح الدين منذ 84 يوما، بواسطة البيشمركة. وطالب العامري خلال المؤتمر بخروج قوات البيشمركة من كركوك والمناطق المتنازع عليها الأخرى، ثم عاد العامري مرة أخرى ليدلي بتصريح لمحطة «روداو» الفضائية الكردية المقربة من رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني أمس، قال فيها: «إن وزارة البيشمركة وزارة كرتونية وفاشلة».
من جانب آخر، قال فرست صوفي، النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان كردستان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «أولا القوات العراقية خرجت من هذه المناطق ولم تستطع حماية هذه المناطق وسكانها، لذا فإن وجود قوات البيشمركة ضروري في هذه المناطق من أجل حماية أرضها وسكانها، وقوات البيشمركة لن تنسحب قط من هذه المناطق». وتابع صوفي: «العالم أجمع يعلم من الفاشل في العراق، هناك مساحات واسعة من الأراضي العراقية تحت سيطرة الإرهابيين الآن، والإرهابيون يسيطرون على ثاني أكبر مدن العراق، فبعد أن صرفوا على الجيش العراقي مليارات الدولارات، لم يصمد هذا الجيش لساعتين فقط أمام (داعش) وهرب من الموصل تاركا أسلحته لـ(داعش)، في حين أن قوات البيشمركة تتصدى الآن لـ(داعش) واستطاعت أن توقفهم، فالواقع يثبت من الفاشل». وأكد صوفي أن «ما أدلى به العامري لا يتوافق مع الحكومة الجديدة والوحدة الوطنية والمصالحة السياسية، نحن نعد تصريحات العامري هذه إعلان حرب مسبقا ضدنا، وهي ضربة في كيف أننا سنعيش معهم في حكومة مشتركة للأعوام الأربعة المقبلة، لذا أنا أتعجب من كيف سمح العامري لنفسه بأن يدلي بتصريحات كهذه وهو على أرض تحميها قوات البيشمركة، لذا أن أعتبر تصريحاته هذه خربطة سياسية، والهدف منها إثارة الحقد الطائفي والمذهبي».
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الكندي جون بيرد في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين في أربيل أمس: «كندا ستساعد الأكراد وستقف مع إقليم كردستان في مواجهته لـ(داعش)، نحن نثمن جهود البيشمركة في الخطوط الأمامية للقتال والتصدي لـ(داعش)، فهذه الجهود لها معان كثيرة عندنا». وأضاف بيرد أن بلاده خصصت 15 مليون دولار لدعم النازحين في إقليم كردستان، وأضاف: «اليوم خصصنا 7 ملايين دولار أخرى لهؤلاء النازحين، لتوفير المستلزمات اليومية لهم»، مؤكدا في الوقت ذاته مواصلة بلاده دعم الإقليم من الناحية العسكرية والإنسانية.
بدوره، قال فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم: «إقليم كردستان طلب من جميع دول العالم تقديم المساعدات الإنسانية والعسكرية إلى إقليم كردستان لمواجهة تنظيم (داعش)، وكانت كندا من بين هذه الدول التي قدمت لنا المساعدات. المساعدات العسكرية الكندية وصلت إلى إقليم كردستان، وكذلك مساعداتها الإنسانية». وتابع حسين: «نحن بحاجة إلى كميات أكبر من الأسلحة، لأن هذه الحرب ستستمر طويلا، نحن نحارب دولة إرهابية وليس تنظيما، هذه الدولة تمتلك أسلحة ثقيلة ومتطورة، وهناك العديد من المسلحين الأجانب في صفوف (داعش) جاءوا من جميع أنحاء العالم إلى هنا ليقتلونا، لذا نؤكد هنا أننا بحاجة إلى دبابات وصواريخ وطائرات ومدافع ثقيلة لمواجهة (داعش) ودحره»، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية ما زالت تعرقل وصول الأسلحة إلى إقليم كردستان بشكل مباشر من دول العالم.
وزارة البيشمركة ترد على وزير عراقي: قواتنا لن تنسحب من كركوك
كندا تؤكد تواصل مساعداتها العسكرية والإنسانية لإقليم كردستان
وزارة البيشمركة ترد على وزير عراقي: قواتنا لن تنسحب من كركوك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة