الجيش السوري يشن غارات على مقرات «داعش» في الرقة ودير الزور

احتدام المعارك في حي جوبر.. والنظام يستهدف آليات «متسللة» من الأردن

الجيش السوري يشن غارات على مقرات «داعش» في الرقة ودير الزور
TT

الجيش السوري يشن غارات على مقرات «داعش» في الرقة ودير الزور

الجيش السوري يشن غارات على مقرات «داعش» في الرقة ودير الزور

شنت مقاتلات النظام السوري، أمس، غارات استهدفت مقرات تنظيم «داعش» في الرقة ودير الزور، بينما احتدمت المعارك بين القوات النظامية والكتائب الإسلامية في حي جوبر بدمشق لليوم السادس على التوالي. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أسماء 10 مقاتلات من وحدات حماية الشعب الكردي، لقين مصرعهن في اشتباكات مع «داعش» في وقت سابق بمنطقة جزعة الواقعة في ريف بلدة تل كوجر «اليعربية» الحدودية مع العراق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «عددا من الجرحى من مقاتلي (داعش) سقطوا جراء قصف الطيران الحربي السوري استهدف معسكر الطلائع الذي يتخذه التنظيم مقرا لتدريب مقاتليه، وشوهدت لاحقا سيارتان تحملان جرحى من مقاتلي التنظيم، متوجهتين نحو مشافي المدينة».
وبالتزامن، نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق بالقرب من مقر «داعش» في بلدة العشارة بالريف الشرقي لمدينة دير الزور؛ مما أدى إلى مقتل شخصين وسقوط عدد من الجرحى، بعضهم في حالات خطرة.
وفي دمشق، استمرت الاشتباكات في حي جوبر لليوم السادس على التوالي بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى؛ مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى.
ونفى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن تكون القوات النظامية سيطرت على الحي، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هم يوجدون على أطراف الحي، ولا يمكن الحديث حتى عن سيطرة جزئية للقوات النظامية على جوبر»، وأشار إلى 9 غارات نفذها الطيران الحربي، أمس، على الحي.
وفي المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري، أن «وحدات الهندسة في الجيش والقوات المسلحة فكّكت كثيرا من العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في الطرقات والمباني بحي جوبر».
وفي درعا، أفاد موقع «سوريا مباشر» بأن كتائب المعارضة دمرت دبابة لقوات النظام قرب الحاجز الغربي في بلدة الحارّة بريف المحافظة، بينما قالت «سانا» إن وحدات من الجيش ألحقت خسائر «بين صفوف الإرهابيين، ودمرت أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم في سلسلة عمليات نفذتها في درعا البلد وريف المحافظة».
وكانت «سانا» تحدثت في وقت سابق عن قيام القوات السورية بتدمير آليات وعلى متنها ما وصفهم بـ«الإرهابيين»، كانت قادمة من ناحية الحدود الأردنية جنوب سوريا، وأشار رامي عبد الرحمن إلى صعوبة التحقق من الموضوع، لافتا إلى أن عمليات التسلل من الأردن تحصل باستمرار، وقال: «غالبية الكمائن التي وقعت في الغوطة الشرقية نفذها مقاتلون قدموا من الحدود الأردنية».
وفي حلب، سيطر مقاتلو جبهة النصرة، والكتائب الإسلامية، ولواء جبهة الأكراد، والكتائب المقاتلة على قريتي الحصية والوردية، الواقعتين إلى الشمال من بلدة أم حوش في ريف حلب الشمالي، عقب اشتباكات مع «داعش»؛ مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من مقاتلي الطرفين. وقال موقع «سوريا مباشر» إن الجيش الحر سيطر على قريتي الحصية والوردية بريف حلب الشمالي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع «داعش» قُتل نتيجتها 3 قناصين وأُسر 2 تابعان للتنظيم.
وأفاد ناشطون عن اشتباكات اندلعت، منتصف ليل الأربعاء - الخميس، بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، على أطراف حي كرم الجبل، وأطراف حي سليمان الحلبي قرب ثكنة هنانو شرق حلب، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك.
وقال المرصد إن الطيران المروحي ألقى 4 براميل متفجرة على مناطق في بناية الباخرة، وسوق الغنم، ومناطق أخرى في مدينة الباب بريف حلب الشرقي الذي يسيطر عليه «داعش».
وفي حمص، أشار ناشطون إلى وقوع قتلى خلال اشتباكات على جبهة الهلالية، كما تحدث ناشطون عن غارات جوية نفذتها قوات النظام واستهدفت مدن وبلدات حلفايا، ومورك، واللطامنة، وتل ملح، وزور الحيصة بريف حماة الشمالي، ومدينة سراقب بريف إدلب الشرقي.
وقال المرصد إن مقاتلين اثنين من الكتائب الإسلامية سقطا خلال اشتباكات مع قوات النظام بالقرب من حاجز «الزعلانة» في ريف إدلب، بينما أفاد بـ«إعدام جبهة النصرة 3 رجال في معرة النعمان، بحضور عدد كبير من المواطنين.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.