توقيف الأمناء الجهويين لـ«الأصالة والمعاصرة» يثير جدلاً في المغرب

اتخذه بنشماش... واعتبره وهبي «غير قانوني»

TT

توقيف الأمناء الجهويين لـ«الأصالة والمعاصرة» يثير جدلاً في المغرب

أعلن حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، عن شغور مناصب الأمناء الجهويين للحزب في كل الجهات الإدارية الـ12 للمغرب، استناداً إلى قوانين الحزب.
وأشار بنشماش، في بيان أصدره أمس، إلى أنه «سيتم في أقرب الآجال الممكنة الشروع في معالجة الإشكالات المترتبة عن شغور الأمانات الجهوية بالجهات المذكورة، بتشاور مع المكتب السياسي والمكتب الفيدرالي، ووفقاً لمقتضيات النظامين الأساسي والداخلي ذات الصلة».
وأضاف البيان: «كما تقرر في نفس الإطار إحالة لوائح أعضاء المكتبين السياسي والفيديرالي على لجنة التحكيم والأخلاقيات للتحقق من احترام القواعد المتعلقة بحالات التنافي المحتملة، التي قد تعتري أعضاء المكتبين المذكورين، وذلك في نطاق اختصاص اللجنة المذكورة».
وتأتي هذه القرارات في سياق احتداد الصراع بين بنشماش والتيار المعارض له داخل الحزب، الذي عاد للواجهة منذ السبت الماضي، على إثر خلاف الطرفين حول اختيار رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحزب، الذي يرتقب تنظيمه خلال الصيف المقبل.
وسبق للأمين العام للحزب أن أعلن عدم قانونية انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية خلال اجتماعها السبت الماضي، وسحب تفويض رئاسة المكتب الفيدرالي من محمد الحموتي، المنتمي للتيار المعارض له، وعزل 5 أعضاء عيّنهم الحموتي في المكتب الفيدرالي خلال رئاسته له، وتقديمهم إلى لجنة الأخلاقيات. وبرّر بنشماش قراره الجديد بإنهاء مهام الأمناء الجهويين لجهات بني ملال - خنيفرة، ومراكش - آسفي، والعيون - الساقية الحمراء، ودرعة - تافيلالت، والرباط - سلا - القنيطرة، وسوس - ماسة، والدار البيضاء - سطات، وكلميم – واد نون، والداخلة - وادي الذهب، بكون النظام الداخلي للحزب ينصّ على أنه «يُمارس المنسقون الجهويون المعينون بناءً على مقرر المجلس الوطني في دورته العشرين مهام الأمناء الجهويين إلى غاية اليوم الثلاثين، الذي يلي الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية»، مشيراً إلى أن الأمناء الحاليين عُينوا خلال الدورة العشرين للمجلس الوطني المنعقدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. وبالتالي انتهاء ولايتهم بعد انتهاء 30 يوماً من الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في 2016.
وفي بيان أصدره النائب والمحامي عبد اللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي للحزب، تحت عنوان «تصريح قانوني»، أشار وهبي إلى أنه فوجئ بقرار الأمين العام القاضي بشغور، أو «تجميد»، مناصب الأمناء الجهويين للحزب. وذكر وهبي أن «المواد القانونية التي استند عليها الأمين العام لا تسعفه مطلقاً في اتخاد قرارات مماثلة».
كما أوضح وهبي أن مادة النظام الداخلي التي تهم «ممارسة المنسقين الجهويين المعينين، بناء على مقرر المجلس الوطني في دورته العشرين، مهام الأمناء الجهويين إلى غاية اليوم الثلاثين الذي يلي الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية»، والتي استند إليها بنشماش في قراره، جرى تعديلها أثناء الدورة الـ22 للمجلس الوطني المنعقدة بتاريخ 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2017؛ حيث تم إلغاء الفقرة الثانية التي استند عليها الأمين العام، واستبدالها بفقرة تنص على «أن يستمر الأمناء العامّون الجهويون في مهامهم إلى غاية انعقاد المؤتمرات الجهوية»، علماً بأن تعديل النظام الداخلي يدخل في اختصاص المجلس الوطني.
وخلص وهبي إلى القول: «لذلك، إذا كان النظام الداخلي للحزب قد نظّم الوضعية القانونية للأمناء العامون الجهويون نهائياً، فإن الأمين العام لا يجوز له اتخاذ قرار مخالف لقانون صادق عليه المجلس الوطني، وحاز على القوة التنفيذية، ما يجعل قراره باطلاً ومبطلاً لآثاره».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».