مواجهة الإرهاب وصد روسيا تتصدران قمة «الناتو» في ويلز غدا

أربع دول عربية تشارك في القمة لوضع خطط أمنية

مواجهة الإرهاب وصد روسيا تتصدران قمة «الناتو» في ويلز غدا
TT

مواجهة الإرهاب وصد روسيا تتصدران قمة «الناتو» في ويلز غدا

مواجهة الإرهاب وصد روسيا تتصدران قمة «الناتو» في ويلز غدا

تنطلق أعمال قمة حلف الشمال الأطلسي «الناتو» في ويلز جنوب المملكة المتحدة غدا، حيث من المرتقب أن تتصدر القضايا الأمنية المتعلقة بالتطرف أجندة الأعمال بالإضافة إلى كيفية صد روسيا على ضوء التطورات في أوكرانيا. وكان من المتوقع أن تكون أفغانستان على رأس أولويات القمة، حيث من المرتقب أن تنهي قوات «إيساف» الدولية التابعة لـ«الناتو» مهامها في أفغانستان نهاية العام. إلا أنه بغياب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي عن القمة بسبب الأزمة السياسية في البلاد، ومع تفاقم الأزمات في العراق وسوريا وأوكرانيا، ستكون أفغانستان حاضرة في القمة ولكن غير مسيطرة عليها.
وتحضر أربع دول عربية بتمثيل عالي القمة، وهي الأردن والمغرب والإمارات والبحرين. ويذكر أن الأردن والمغرب عضوان في مجموعة «حوار المتوسط» التي تمثل شراكة دول المتوسط مع الناتو، بينما الإمارات والبحرين عضوان في مجموعة «مبادرة تعاون إسطنبول» التي مر عليها عقد منذ أن أطلقها «الناتو» للتقارب مع دول الخليج. ويشارك العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القمة بعد لقاءات موسعة يجريها في المملكة المتحدة اليوم.
ويفتتح أمين عام الناتو أندرس فوغ راسموس القمة غدا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، التي تستضيف بلاده قمة «الناتو» للمرة الأولى منذ عام 1990. ويأتي بعد ذلك الجلسة الافتتاحية والتي ستكرس لبحث الأوضاع في أفغانستان، ولكن من المرتقب أن تتطرق إلى التطورات في المنطقة أيضا. ويحضر أعضاء الناتو على مستوى قادة دول وحكومات الجلسة بالإضافة إلى الدول المشاركة في قوة «إيساف»، وبهذا الإطار تشترك الدول العربية الأربع أيضا.
وشرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية فرح دخل الله أن أولويات المملكة المتحدة المضيفة للقمة تشمل التطورات في أوكرانيا والمرحلة المقبلة في أفغانستان، بالإضافة إلى التصدي للإرهاب والنزاعات.
وأوضحت لـ«الشرق الأوسط»: «علينا النظر في تداعيات الأزمة الروسية - الأوكرانية على الأجل الطويل والوضع الأمني الجغرافي والاستراتيجي على حدود دول حلف الناتو». ويشارك رئيس أوكرانيا بترو بوروشينكو في القمة، ومن المرتقب أن يلتقي بقادة عدد من الدول المشاركة على هامش القمة. وفيما يخص أفغانستان، قالت دخل الله إن «علينا بحث المرحلة التالية في علاقاتنا مع أفغانستان وسبل تأكيد التزامنا تجاه قواتنا المسلحة».
وأما المخاوف من تداعيات الأوضاع في العراق وسوريا و«داعش»، أكدت مصادر دبلوماسية بريطانية وأميركية لـ«الشرق الأوسط» أن هذه القضايا ستتصدر اهتمامات القادة المجتمعين في ويلز. وقالت دخل الله: «علينا ضمان أن يواجه حلف الناتو المخاطر الجديدة النابعة من عالم غير مستقر نتيجة وجود دول منهارة والصراعات الإقليمية والإرهاب والاعتداءات عبر الإنترنت. وعلينا أن نتفق تحديدا على سبل تقديم الدعم العملي من الحلف للدول التي تحتاج لتعزيز قطاعها العسكري والأمني. كما يتوجب تشجيع المزيد من دول الحلف على الاستثمار بشكل أكبر في قدراتها العسكرية، وأن يكون استثمارها هذا بصورة ذكية. وعلينا أيضا تعزيز علاقاتنا مع شركائنا في أنحاء العالم».
ومنذ سنوات ويشهد حلف «الناتو» خلافات بين أعضائه حول نسب الإنفاق العسكري لكل دولة، حيث تشكي دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من أنها تتحمل أعباء أكثر من دول تنفق أقل على قدراتها العسكرية. وشرحت دخل الله: «نسعى إلى التزام جماعي بزيادة كمية ونوعية الإنفاق على القدرات العسكرية في كافة دول حلف الناتو. إذ تلتزم الحكومة البريطانية بإنفاق عسكري يبلغ 2 في المائة من إجمالي الناتج القومي - كما نتوقع أن نستمر بذلك حتى انتهاء مدة البرلمان الحالي - وبعد ذلك ستتخذ قرارات بشأن الإنفاق العسكري لما بعد السنة المالية 2015 – 2016 في المراجعة الشاملة للإنفاق التي تجرى حينها».
وتستمر أعمال القمة حتى مساء الجمعة، حيث من المرتقب أن تختتم ببيان ختامي للقمة يعلن عن مجموعة من القرارات، على رأسها قرار «الناتو» تشكيل «قوة رد سريعة» والتي تعتبر بالدرجة الأولى ردا على تحركات روسيا في أوروبا الشرقية. وقال البروفسور في جامعة كرونيل باري ستراوس عن هذه الوحدة العسكرية الجديدة إنها «ستزيد من التوتر مع روسيا في الوهلة الأولى ولكن ستضمن الأمن والسلم في أوروبا على المدى البعيد.. ستدفع هذه الخطوة بوتين لحصر طموحاته التوسعية».



ناشطات أوكرانيات يحاولن إحياء مبادرة «دقيقة الصمت» تخليدا لضحايا الحرب

أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
TT

ناشطات أوكرانيات يحاولن إحياء مبادرة «دقيقة الصمت» تخليدا لضحايا الحرب

أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)

تقف خمس شابات في وسط العاصمة الأوكرانية، رغم البرد القارس، دقيقة صمت إحياء لذكرى ضحايا الغزو الروسي، في مبادرة أطلقها الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مارس (آذار) 2022 على أن تكون جزءا من الحياة اليومية، لكن بعد حوالى ثلاث سنوات من الحرب أصبحت مشهدا نادر الحدوث.

حملت الفتيات لافتات تدعو المارة إلى التوقف للمشاركة في دقيقة صمت عند التاسعة صباحا، وهو جزء من هذه المبادرة الرسمية التي أطلقها زيلينسكي بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب. لكن معظم الحشود الخارجة من محطة مترو غولدن غايت المركزية في كييف، كانت تمر بمحاذاتهن من دون التوقف.

وبعد انتهاء الدقيقة، طوت طالبة الصحافة أوليا كوزيل (17 عاما) اللافتات المصنوعة من ورق الكرتون المقوى في حقيبة.

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «أشعر بالغضب من الأشخاص الذين لا يتوقفون، الذين ينظرون ويقرأون، وأستطيع أن أرى في عيونهم أنهم يقرأون لافتاتنا لكنهم يواصلون طريقهم».

كوزيل هي جزء من مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يحاولون إعادة الزخم لمبادرة زيلينسكي.

عندما لا يكون هناك تحذير من غارات جوية، يجتمع هؤلاء مرة في الأسبوع في مكان مزدحم لتشجيع سكان كييف على التوقف لمدة 60 ثانية.

وتقول كوزيل إن دقيقة الصمت هي وسيلة لمعالجة الحزن الجماعي والفردي الذي يخيم على الأوكرانيين أكانوا يعيشون قرب الجبهة أو بعيدا منها.

ويبدو أن حملة الشابات بدأت تثمر. فقد وافقت بلدية كييف هذا الأسبوع على القراءة الأولى لمشروع قانون يجعل دقيقة الصمت إلزامية في المدارس وبعض وسائل النقل العام. ويشمل المقترح أيضا عدا تنازليا يتردّد صداه عبر مكبرات الصوت في كل أنحاء المدينة من الساعة 9,00 حتى 9,01 صباح كل يوم.

وتعود الفكرة الأصلية لهذه المبادرة إلى إيرينا تسيبوخ، الصحافية التي أصبحت مقدمة رعاية على الجبهة والمعروفة في أوكرانيا باسمها الحركي «تشيكا». وأثار مقتلها قرب الجبهة في مايو (أيار)، قبل ثلاثة أيام من عيد ميلادها السادس والعشرين، موجة من الحزن.

ناشطات من منظمة «الشرف» يحملن صور جنود أوكرانيين سقطوا في المعارك خلال وقفة «دقيقة صمت» في كييف (أ.ف.ب)

وقالت صديقتها كاترينا داتسينكو لوكالة الصحافة الفرنسية في أحد مقاهي كييف «عندما علمنا بمقتل إيرا (إيرينا) قلنا لأنفسنا أمرين: أولا، كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ أرادت إيرا أن تعيش كثيرا. وثانيا: يجب أن نكمل معركتها. لا يمكننا أن نستسلم».

وكانت تسيبوخ تريد من الأوكرانيين أن يخصّصوا دقيقة لأحبائهم أو الأشخاص الذين يمثلون لهم شيئا ما، على أساس أن التفكير الجماعي في ضحايا الحرب يمكن أن يوحّد الأمة في مواجهة الصدمة الفردية.

* الأكلاف البشرية

قال زيلينسكي أخيرا إن 43 ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب، رغم أن التقديرات المستقلة تشير إلى أن العدد أعلى من ذلك بكثير.

من جهتها، تفيد الأمم المتحدة بأن العدد المؤكد للقتلى المدنيين البالغ 11743 هو أقل من الواقع إلى حد كبير.

ومع ارتفاع هذه الحصيلة بشكل يومي، يحاول الناشطون غرس معنى جديد لطريقة تخليد ضحايا الحرب.

وقالت الناشطة داتسينكو (26 عاما) التي شاركت في تأسيس المنظمة غير الحكومية «فشانوي» أي «الشرف»، «لا أعرف كيف يمكن لدولة بهذا الحجم أن تخلّد ذكرى كل شخص، لكنّ ذلك ممكن على مستوى المجتمع».

من جهته، رأى أنتون دروبوفيتش، المدير السابق لمعهد الذاكرة الوطنية في أوكرانيا، أن دقيقة الصمت «لا تتعلق بالحرب، بل بالأشخاص. أولئك الذين كانوا معنا بالأمس، والذين شعرنا بدفئهم لكنهم لم يعودوا هنا... الأمر يتعلق بالحب والكلمات التي لم يكن لديك الوقت لتقولها للأشخاص الذين تحبهم».

لكن بعض معارضي الفكرة يقولون إن التذكير اليومي بالخسارة يجعل الناس عالقين في الماضي.