الاتحاد الأوروبي يمهل تل أبيب أسابيع لفصل منتجات المستوطنات عن الأخرى

طالب بوضع علامات لتمييزها وإلا فإن المقاطعة ستكون شاملة

الاتحاد الأوروبي يمهل تل أبيب أسابيع لفصل منتجات المستوطنات عن الأخرى
TT
20

الاتحاد الأوروبي يمهل تل أبيب أسابيع لفصل منتجات المستوطنات عن الأخرى

الاتحاد الأوروبي يمهل تل أبيب أسابيع لفصل منتجات المستوطنات عن الأخرى

هدد الاتحاد الأوروبي إسرائيل بالتوقف عن استيراد جميع منتجات الحيوانات، إذا لم تضع آلية مقنعة لتمييز منتجات المستوطنات عن باقي منتجات إسرائيل. وأرجأ تنفيذ قرار المقاطعة لعدة أسابيع لحين وضع الآلية المطلوبة، وإلا فإن مقاطعة المنتجات ستكون شاملة.
ولا تأتي الخطوة الأوروبية في إطار تصعيد المقاطعة ضد إسرائيل، وإنما على خلفية القول إنه توجد أمراض بيطرية في المستوطنات. وعادة تضع أوروبا علامات تمييز بضائع المستوطنات منذ سنوات.
وكان يفترض أن تبدأ مقاطعة المنتجات الحيوانية من المستوطنات منذ الأول من سبتمبر (أيلول) الحالي، ولكن أجل ذلك حتى بداية أكتوبر (تشرين الأول) بناء على مفاوضات بين مسؤولين من وزارة الخارجية والاقتصاد والزراعة الإسرائيلية ومسؤولين في الاتحاد في بروكسل عقدت أخيرا.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إنه «إذا لم يتوصلوا إلى قناعة بأنه جرى فعلا تمييز منتجات المستوطنات عن باقي إسرائيل فسترفض جميع منتجات الألبان والدجاج».
ورد مسؤول إسرائيلي لموقع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بالقول إن «مشكلة الاتحاد ليست بوجود أمراض في المستوطنات، بل مشكلة سياسية. إنهم في الحقيقة يستعملون القضية البيطرية من أجل تعزيز رفضهم الاعتراف بسيطرة إسرائيل على الضفة الغربية».
ويخشى مسؤولون إسرائيليون من توسيع دول الاتحاد الأوروبي لحملة المقاطعة.
وقدّرت مصادر إسرائيلية الخسائر التي ستترتب على الحظر الأوروبي بنحو 70 مليون شيقل. وقالت إنها ستكون أكبر بكثير إذا امتدت لتطال صناعات أخرى.
وكانت تقارير اقتصادية إسرائيلية تحدثت سابقا عن إمكانية إغلاق 80 مصنعا إسرائيليا متخصصا في إنتاج الحليب والألبان، بسبب القرار الأوروبي، بمنع استيراد أية منتجات للألبان مصدرها المستوطنات الإسرائيلية.
ويأتي ذلك فيما عانت إسرائيل هذا العام والذي سبقه من خسائر أخرى بسبب حملة «مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها»، والتي كبدت تل أبيب خسائر بين 5 و8 مليارات دولار سنويا. ويستوعب الاتحاد الأوروبي 32 في المائة من الصادرات الإسرائيلية كل عام.
وكان وزير المالية الإسرائيلي، يائير لابيد، حذر من أن خسائر خزانة الدولة جراء المقاطعة في كل العالم قد تصل إلى 20 مليار شيقل (5.7 مليار دولار) في ميزان الصادرات السنوية.



في الفاشر السودانية المحاصَرة... إسعافات أولية بمواد بدائية ونباتات طبية

لاجئة سودانية تحمل ابنها خلال مغادرتهما السفينة «يو إس إن إس برونزويك» في ميناء جدة (أ.ب)
لاجئة سودانية تحمل ابنها خلال مغادرتهما السفينة «يو إس إن إس برونزويك» في ميناء جدة (أ.ب)
TT
20

في الفاشر السودانية المحاصَرة... إسعافات أولية بمواد بدائية ونباتات طبية

لاجئة سودانية تحمل ابنها خلال مغادرتهما السفينة «يو إس إن إس برونزويك» في ميناء جدة (أ.ب)
لاجئة سودانية تحمل ابنها خلال مغادرتهما السفينة «يو إس إن إس برونزويك» في ميناء جدة (أ.ب)

يُعد محمد (8 أعوام) من المحظوظين في مدينة الفاشر الواقعة غرب السودان، رغم أنّ ذراعه التي تحتوي على شظايا قد عولجت بقطعة قماش لا تزال تلفّها، وذلك في ظل معاناة جرحى حرب آخرين من إصابات أكثر خطورة تصعب معالجتها، نظراً إلى الحصار الذي تشهده المدينة وشحّ المعدّات الطبية فيها.

الأسبوع الماضي، شنّت «قوات الدعم السريع» التي تخوض حرباً ضد الجيش منذ عامين، هجوماً دامياً على عاصمة شمال دارفور ومحيطها، حيث انهار النظام الصحي أيضاً. وقد أدّت الهجمات المتكرّرة التي شنّتها «قوات الدعم السريع» على العاصمة الإقليمية لمنطقة دارفور الشاسعة، إلى جعل أي تحرّك للمدنيين محفوفاً بالمخاطر. فضلاً عن ذلك، تعرّضت جميع المرافق الصحية فيها لقصف أو لهجوم.

طائرة متضررة تظهر في مطار الخرطوم الدولي بعد استعادتها من «قوات الدعم السريع»... (أ.ب)
طائرة متضررة تظهر في مطار الخرطوم الدولي بعد استعادتها من «قوات الدعم السريع»... (أ.ب)

ويقول عيسى سعيد (27 عاماً)، والد محمد، لوكالة الصحافة الفرنسية، في اتصال عبر الأقمار الاصطناعية (ستارلينك)، في ظل انقطاع الاتصالات في المنطقة بشكل كامل، «بمساعدة جارتنا التي كانت سابقاً تعمل في مجال التمريض، أوقفنا النزيف، لكن اليد فيها تورّم، ولا ينام (محمد) ليلاً من الألم».

وكما هو حال سكان آخرين في مدينة الفاشر المحاصَرة من «قوات الدعم السريع» منذ مايو (أيار) 2024، فإنّ عيسى لا يمكنه نقل ابنه إلى غرفة الطوارئ في أي مستشفى،. وفي سياق متصل، يقول محمد، وهو منسّق مساعدات إنسانية نزح إلى الفاشر هذا الأسبوع، إنّ مئات الجرحى يجدون أنفسهم محاصَرين حالياً في المدينة.

نباتات طبية للعلاج

كان محمد هو نفسه قد أُصيب في فخذه خلال الهجوم الدامي الذي نفَّذته «قوات الدعم السريع» على مخيم «زمزم» للنازحين الواقع على بُعد 15 كيلومتراً جنوب الفاشر. ويضيف محمد، الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل لأسباب أمنية، إنّ «الناس فاتحون بيوتهم، وكلّ الناس يتلقّون العلاج بشكل خصوصي في البيوت».

وحسب مصادر إنسانية، فإنّ مئات آلاف الأشخاص فرّوا من مخيّم «زمزم» الذي أعلنت الأمم المتحدة أنّه يعاني من مجاعة، وذلك للجوء إلى مدينة الفاشر.

وفي الفاشر، يحاول الناس تقديم الإسعافات الأولية وعلاج الحروق أو الجروح الناجمة عن الرصاص وشظايا القذائف، بالاعتماد على مواد بدائية للإسعافات الأولية وباستخدام نباتات طبية.

ويروي محمد أبكر (29 عاماً) أنه كان يحاول إحضار الماء لأسرته عندما أُصيب بطلق ناري في رجله. ويقول: «حملني جيراني إلى داخل المنزل واستدعوا جارنا الذي لديه خبرة في معالجة الكسور بالجبيرة، وهو نوع من العلاج الشعبي... باستخدام أخشاب وقطع قماش». ويضيف: «المشكلة أنّه حتى لو عولج الكسر، فإن الرصاصة لا تزال في رجلي».

وبينما أصبح وجود المعدّات الصحية محدوداً للغاية في المدينة، يشير محمد إلى أنّه لو كان هناك مال لكان من «الممكن إرسال مَن يشتري شاشاً أو مسكّناً، هذا إن كان موجوداً ولكن بشكل عام لا توجد مستلزمات، يتم العلاج بما هو موجود».

الملح كمطهّر

أسفرت الهجمات الأخيرة التي شنّتها «قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر ومخيّمات النازحين المحيطة بها، عن مقتل أكثر من 400 شخص، حسبما أفادت الأمم المتحدة يوم الاثنين. وفي السياق، تزداد التحذيرات من مخاطر مثل هذه العملية في منطقة الفاشر، حيث يجد 825 ألف طفل على الأقل أنفسهم محاصرين في «جحيم»، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). ويمكن لأي هجوم واسع النطاق قد تشنّه «قوات الدعم السريع» التي تحاصر المدينة، أن يترك آثاراً تدميرية عليها.

تفاقم الوضع الإنساني في الفاشر إلى حد كارثي (أرشيفية - الشرق الأوسط)
تفاقم الوضع الإنساني في الفاشر إلى حد كارثي (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وبعد 11 شهراً من الحصار وعامين من الحرب، بنى كثير من سكان الفاشر ملاجئ مرتجلة، وكثيراً ما حفروا على عجل حفراً غطّوها بأكياس رمل لحماية أنفسهم من القصف. ولكن لا يتمكّن الجميع من الوصول إلى الأمان في الوقت المناسب.

الأربعاء، سقطت قذيفة على منزل هناء حماد، مما أدى إلى إصابة زوجها في بطنه. وتقول المرأة البالغة 34 عاماً، لوكالة الصحافة الفرنسية: «حاولنا بمساعدة جارنا وقف النزيف ومعالجة الجرح باستخدام ملح الطعام كمطهّر». لكنّها تضيف «في الصباح التالي، توفِّي».

ومن جانبه، يناشد محمد الذي يجد نفسه طريح الفراش، «التدخّل العاجل من كل من يستطيع إنقاذ الناس».

والجمعة، دعت منظمة «أطباء بلا حدود» إلى إرسال مساعدات إنسانية. وقال رئيس البعثة راسماني كابوري: «رغم إغلاق الطرق المؤدية إلى الفاشر، يجب إطلاق عمليات جوية لإيصال الغذاء والدواء إلى مليون شخص محاصَرين هناك ويعانون الجوع».