أفصح اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، أن المجموعة التي قبضت عليها قوات الأمن وأعلنت عنها اليوم (الثلاثاء)، تمثل ست خلايا تنتشر في أربع مناطق، وخططت لاغتيالات ومخططات داخلية وخارجية ستكشف عنها التحقيقات لاحقا، لافتا في الوقت ذاته إلى دور المواطنين في القبض على المتورطين الـ 88.
وأوضح التركي أن المواطنين ساهموا في اعتقال المتورطين في الإرهاب، وكانت لهم جهود للقبض على المتورطين، مشددا أن عمليات القبض لم تتعرض لأي مقاومة مسلحة في أي من مستوياتها، لكنه أشار إلى أن الخلايا الست خططت للقيام بعمليات اغتيالات.
وأفاد التركي بأن من بين المقبوض عليهم 13 سعوديا ويمنيين اثنين شكلوا خلية في مكة، ومجموعة أخرى مؤلفة من ثمان سعوديين وشخص مجهول الهوية في منطقة الرياض، وخمس متهمين شكلوا خلية ضبطت في عسير، والبقية تمثل بشبكة من ست خلايا قبض عليهم في أربع مناطق.
وقال التركي في مؤتمر صحافي عقده اليوم (الثلاثاء)، "لا بد أن ننتظر نتائج التحقيقات للكشف عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بكافة المخططات، حتى نتمكن أن نحدد الأعمال التي ينوون تنفيذها ويعملون على ذلك، سواء داخل السعودية أو خارجها، لكن المؤكد أن الجميع جندوا أنفسهم لخدمة الفكر الضال".
وأفاد التركي بأن العلماء اجتهدوا بالتحذير ضد الأفكار المتطرفة، بيد أن جهودهم تحتاج إلى جهود جماعية للمراقبة والإرشاد والمتابعة، مفيدا بأنه ربما يقع بعض صغار السن في براثن الفكر وممارسة الإرهاب التي ربما تكون وسائل التواصل الاجتماعي أحد أدوات انتشارها.
وحول التنسيق مع شركات التواصل الاجتماعي، صرح التركي بأن التواصل مع الشركات المشغلة مستمر، بيد أن الاستجابة لا تتوفر من بعض الشركات، متطلعا أن تدرك بأهمية ألا تكون مواقعها أداة ووسيلة للفئات الضالة.
ولم ير التركي في إجابته خلال المؤتمر الصحافي أن تشير المجموعة المعلن عنها اليوم، إلى فشل برامج المناصحة، حيث قال: «لا يمثل عدد 59 فردا نسبة كبيرة من أكثر من ألف شخص استفادوا من البرنامج».
وكانت وزارة الداخلية السعودية اعلنت في وقت سابق اليوم عن نجاحها في القبض على 88 متورطا بنشر الفكر المتطرف، مشيرة إلى أن المجموعة التي قبضت عليها تتضمن ثلاثة يمنيين ومجهول هوية، محبطة بذلك مخططا كانت تعتزم القيام به.
وجاء في البيان أن هذه الخطوة تأتي إنفاذا للأمر الكريم رقم 16820 وتاريخ 5/ 5/ 1435هـ القاضي باعتماد قائمة التيارات والجماعات- وما في حكمها- الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، ومعاقبة كل من ينتمي إليها أو يؤيدها أو يتبنى فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، أو الإفصاح عن التعاطف معها بأية وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك أو التشجيع عليه أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة.
وأبان المتحدث الأمني، أنه بالنظر إلى الواقع المؤلم الذي تمر به المنطقة، والذي أتاح لدعاة الفتنة والفهم السقيم نشر آرائهم المتطرفة والتغرير بأبناء المجتمع وجرهم إلى مواقع الفتن، قامت الجهات الأمنية المختصة وعلى مدى أشهر بمتابعة كل من تحوم حوله الشبهة، وخصوصاً بين أولئك الذين كان لهم سابق ارتباط بالفكر المتطرف، مشيرا إلى أنه من المؤسف ملاحظة جنوح بعض ممن أنهوا محكومياتهم أو أطلق سراحهم بأحكام قضائية للعودة إلى سابق عهدهم.
وأضاف المتحدث الأمني بالقول: «وحيث أن أشهراً من الرصد والمتابعة الأمنية قد وفرت أدلة تستوجب المبادرة بضبط أمثال هؤلاء اكتفاء لشرهم وتعطيلاً لمخططاتهم التي كانوا على وشك البدء بتنفيذها في الداخل والخارج خاصة وأن البعض منهم كان متوارياً عن الأنظار، ولإجهاض تلك المخططات الآثمة، فقد باشرت قوات الأمن خلال الأيام القليلة الماضية عمليات أمنية متزامنة في عدد من مناطق السعودية، نتج عنها إلقاء القبض على ما مجموعة 88 متورطا منهم ثلاثة أشخاص من الجنسية اليمنية وشخص مجهول الهوية والبقية سعوديون (من بينهم تسعة وخمسون سبق إيقافهم على خلفية قضايا الفئة الضالة)».
ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك، بحسب المتحدث الأمني، لتؤكد أن الأجهزة الأمنية جادة في تعقب كل من يضع نفسه محل الاشتباه خدمة للمفسدين وأرباب الفتن وخوارج هذا العصر، وأنه لن تتردد في تطبيق الأنظمة والتعليمات في حق كل من يخالف، وتقديمه للقضاء الشرعي لينال الجزاء الذي يستحقه، كما تشيد في الوقت ذاته بوعي أبناء المجتمع للخطر الذي تمثله هذه الفئة، والتعاون الذي تلقاه قوات الأمن من المواطنين والمقيمين والذي ساعد على إنجاز هذه المهمة بنجاح تام من دون حدوث إصابات أو تلفيات.